حصار أزمة الدواجن.. الحكومة تنجح فى حل أزمة الدواجن بعد توفير الخامات والأعلاف
أكد خبراء صناعة الدواجن فى مصر أن الحكومة نجحت فى حل أزمة الدواجن، التى شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية، بعد استيراد كميات صغيرة من الدواجن البرازيلية لسد العجز فى الإنتاج، وتوالى الإفراجات عن نحو ٥ ملايين طن من الذرة الصفراء وفول الصويا، فى الفترة من أكتوبر الماضى وحتى منتصف مايو الجارى، الأمر الذى أدى إلى تراجع أسعار الأعلاف وتوافرها فى الأسواق، خاصة بعد متابعة الكميات التى تم الإفراج عنها. وأوضح الخبراء، خلال حديثهم إلى «الدستور»، أن الإجراءات السابقة نجحت فى القضاء على السوق السوداء للأعلاف، وضبط الأسواق، وحل أزمة قطاع الدواجن، بعد أن أسهمت فى زيادة الإنتاج وتلبية الطلب المحلى، ما أسفر عن تراجع مطرد فى أسعار الفراخ والبيض، ليصل سعر كيلو فراخ المزارع إلى ٦٠ جنيهًا، وطبق البيض إلى ٨٥ جنيهًا.
محمد القرش:الإفراج عن 5 ملايين طن ذرة وفول صويا.. ومتابعتها بفرق رصد
قال محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن الوزارة بذلت جهودًا كبيرة، بالتعاون مع الجهات المعنية، لتوفير خامات الأعلاف، ونجحت فى الإفراج عن ٥ ملايين طن من الذرة الصفراء وفول الصويا منذ أكتوبر ٢٠٢٢ وحتى منتصف مايو ٢٠٢٣.
وأوضح «القرش»، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن وزارة الزراعة اتخذت العديد من الإجراءات لتتبع الكميات التى يجرى الإفراج عنها بهدف منع التلاعب وضمان وصول الخامات المستحقة للمربين.
وأشار إلى أن الوزارة تتبعت تلك الكميات من خلال فرق التفتيش والرصد الميدانى، وكذلك من خلال إجراءات التحليل المخبرى والفحص للتأكد من جودة الخامات المستخدمة، مع اتخاذ إجراءات صارمة ضد أى شخص أو جهة يثبت تورطه فى التلاعب بالكميات أو تقديم خامات غير مستوفاة المواصفات القياسية.
وأكد أن «الزراعة» تسعى دائمًا إلى تحقيق الأمن الغذائى والاستدامة الزراعية التى تشكل أولويات حكومات العديد من الدول حول العالم، كما تسعى لتحسين جودة الخامات المستخدمة فى صناعة الأعلاف، من خلال تشجيع المزارعين والمربين على استخدام الخامات ذات الجودة العالية، وتوفير الدعم والإرشاد لهم فى هذا الصدد.
ولفت إلى أن الوزارة تدشن حاليًا مركزًا لتطوير صناعة الأعلاف، مع تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمهتمين بهذا المجال، بهدف تعزيز قدراتهم وتحسين مستوى الإنتاجية والجودة.
وأكد أن قطاع الإنتاج الداجنى شهد حالة من الاستقرار خلال الفترة الحالية، قائلًا: «أصبح لدينا اكتفاء بشكل كبير، وفى حال زيادة المعروض يمكن فتح باب التصدير أمام الدواجن المصرية».
وأشار إلى وجود عدد كبير من المنشآت فى مصر التى أثبتت خلوها من مرض إنفلونزا الطيور، كما أنها جاهزة للتصدير بمعايير سلامة الغذاء الخارجية، لافتًا إلى أن مصر تصدر الآن الكتاكيت وبيض المائدة وبيض التفريخ.
ونوه إلى أن الوزارة طبقت نظام الزراعة التعاقدية لتشجع المزارعين على زيادة الإنتاجية من المحاصيل التى تدخل فى صناعة الأعلاف، لافتًا إلى أن ذلك يعد إحدى الاستراتيجيات المستخدمة لتعزيز الإنتاج الزراعى وتحقيق الأمن الغذائى للدولة، كما يضمن توفير مستلزمات السوق بأسعار مناسبة، مع المساعدة فى تحسين مستوى دخل المزارعين ومعيشتهم.
ثروت الزينى: مصر مكتفية ذاتيًا من الدواجن ونطالب بإتاحة تصدير الفائض
أكد ثروت الزينى، نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن، أن مصر لديها اكتفاء ذاتى من الدواجن، والقطاع بدأ فى التعافى مرة أخرى، خاصة بعد تراجع أسعار أعلاف الدواجن، مطالبًا بفتح باب التصدير أمام الدواجن المصرية «أصبح لدينا فائض فى الإنتاج» .
وأضاف «الزينى»، لـ«الدستور»، أن الدولة تعمل جاهدة لتوفير خامات الأعلاف من خلال الإفراجات الجمركية، مطالبًا بضرورة استمرار الإفراجات.
وأوضح: «كلما كانت الإفراجات كثيرة ستتوفر الأعلاف بأسعار مخفضة، وهذا ينعكس على أسعار الدواجن»، مؤكدًا أن أسعار الدواجن الآن مستقرة وتناسب المستهلك والمنتج، إضافة إلى أن أسعار البيض منخفضة.
وتابع: «أعلاف الدواجن تمثل ٧٥٪ من المنتج النهائى، ومع تراجع أسعارها ستتراجع أسعار الدواجن أكثر»، مشيرًا إلى أن مصر تضم أكثر من ٣٥ منشأة خالية من إنفلونزا الطيور، ومسجلة داخل وزارة الصحة وجاهزة للتصدير بكميات كبيرة.
ونوه بأن فتح باب التصدير أمام الدواجن المصرية يعد خطوة مهمة فى تعزيز الصادرات وزيادة الإيرادات المالية لصناعة الدواجن.
وقال: «فتح باب التصدير سيحقق فوائد كبيرة، مثل زيادة الطلب على المنتجات المصرية فى الأسواق الدولية، وتوفير فرص عمل جديدة فى المجال، وتحسين الحالة الاقتصادية للمنتجين»، مشيرًا إلى أن فتح باب التصدير يتطلب الامتثال لمعايير الجودة والسلامة الصحية الدولية، وهذا يتطلب تطوير وتحسين عمليات الإنتاج والتصنيع فى صناعة الدواجن فى مصر، كما يجب أيضًا على الحكومة والجهات المعنية توفير الدعم اللازم لتحسين وتطوير صناعة الدواجن فى مصر، وتوفير الإمكانات الضرورية لتطوير القطاع ورفع مستوى الإنتاجية والجودة.
وأضاف أن الدول الإفريقية من أهم الأسواق المستهدفة بالنسبة لمصر، مشيرًا إلى أنه يجب أن يجرى تحديد الأسواق المستهدفة بالتصدير، كما يجب على المنتجين والمصدرين الالتزام بالشروط والمعايير الدولية والمحلية المتعلقة بالصحة والسلامة الغذائية وحقوق العمال والحيوانات.
طارق سليمان: الدولة تشجع الفلاح على زيادة الرقعة الزراعية من المحاصيل
رأى الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن الدولة اتخذت قرارات كثيرة أسهمت فى تراجع أسعار أعلاف الدواجن.
وأضاف «سليمان»: «الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يتابع مستجدات العمل يوميًا، والوزارة تتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، والبنك المركزى، لزيادة الإفراجات الجمركية لأعلاف الدواجن».
وأوضح: «هناك عدد كبير من الإجراءات التى جرى اتخاذها منذ تشكيل لجان وزارة التموين والتجارة الداخلية وجهاز حماية المستهلك والجمارك، لتتبع الكميات التى يتم الإفراج عنها من قبل وزارة الزراعة للتأكد من وصولها لمستحقيها، خاصة صغار المربين، إذ إنهم يمثلون الأغلبية الكبرى فى القطاع».
وتابع: «كما جرى تفعيل قرار الزراعة التعاقدية لمدخلات أعلاف الدواجن لـ(الذرة الصفراء وفول الصويا)، وذلك لتشجيع الفلاح على زيادة الرقعة الزراعية من تلك المحاصيل»، مشيرًا إلى أن الدولة وجهت فريقًا من العلماء فى معهد البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى باستنباط أصناف جديدة من الذرة الصفراء، والتى تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وتحتاج إلى كميات قليلة من الماء، لزراعتها فى المناطق الصحراوية.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى رفعت كفاءة تقاوى الأعلاف لإعطاء إنتاجية أكبر، وجرى اكتشاف أنواع جديدة خلال الفترة الماضية، والتى سوف تسهم فى الحد من الاستيراد.
وأكد أن الدولة دعمت المزارعين لتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، وذلك عن طريق توفير التدريب والمعدات الزراعية الحديثة والأسمدة والمبيدات الزراعية والمياه اللازمة، مشيرًا إلى تعزيز البحث والتطوير فى مجال الزراعة والتكنولوجيا الزراعية، وذلك بهدف تحسين جودة المحاصيل الزراعية وزيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين جودة الأعلاف، إضافة إلى تشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل الزراعية التى تستخدم كخامات للأعلاف، وذلك عن طريق توفير الدعم المالى والإعلامى والتوعوى.
وأوضح أن وزارة التموين استوردت كميات من الذرة الصفراء وذلك لتوفر خامات الأعلاف، إضافة إلى طرحها فى بورصة السلع بأسعار مخفضة، وكانت تلك الكميات سببًا فى ضبط الأسواق ومنع تلاعب التجار.
عبدالعزيز السيد:20% تراجعًا فى أسعار خامات الأعلاف
ذكر عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، أن أسعار الدواجن تشهد تراجعًا خلال الفترة الحالية، مرجعًا ذلك إلى انخفاض أسعار خامات الأعلاف.
وأوضح أن تراجع أسعار أعلاف الدواجن يصل إلى ٢٠٪، مشيدًا بالكميات الأخيرة التى تم الإعلان عن ضخها فى الأسواق بواسطة وزارة الزراعة، إلى جانب الإفراج عن أكبر كمية أعلاف فى دفعة واحدة، تصل إلى ٣٠٨ آلاف طن ذرة وصويا، بنحو ١٣٤ مليون دولار، وهو ما يمثل أكبر كمية إفراجات منذ أكتوبر ٢٠٢٢ حتى الآن.
وأوضح أن استيراد نحو ١١٠ آلاف طن ذرة صفراء أدى إلى توفير وتراجع الأسعار، مشيرًا إلى أن الدولة تسعى جاهدة لتوفير خامات الأعلاف، وأن مصر الآن لا توجد بها أزمة فى الأعلاف، كما أن لدينا اكتفاءً ذاتيًا من الدواجن، ولسنا فى حاجة إلى استيراد «المجمد».
وأشار إلى أن مصر استوردت ٥٠ ألف طن دواجن برازيلى، لسد فجوة موسم رمضان، لافتًا إلى أن هذه الكمية لا تكفى حتى ٨ أيام، مقارنة بإنتاج مصر من الدواجن.
وبيّن أن إنتاج مصر فى الشهر يبلغ ١٨٠ ألف طن، فى ظل أن احتياج الفرد من الدواجن يبلغ ٢١ كيلو ونصف الكيلو سنويًا، مشيرًا إلى أن مصر تنتج نحو ٢ مليار و١٥٠ مليون طن فى السنة، وهى كمية كبيرة تغطى السوق وتجعل لدينا فائضًا من الإنتاج.
وأضاف أن صناعة الدواجن من أهم وأكبر الصناعات فى العالم، وتواجه العديد من التحديات والمشكلات التى تجب معالجتها لضمان استمراريتها ونموها.
ولفت إلى أن صناعة الدواجن من الصناعات الحيوية المهمة، وتشكل جزءًا أساسيًا من احتياجات الغذاء العالمية، ومن أجل ضمان استمراريتها وتحسين نوعية الإنتاج يجب على الجميع العمل معًا لمحاربة المشكلات التى تواجهها.
وطالب بزيادة الإفراجات عن الأعلاف من الذرة وفول الصويا؛ لضمان عودة صغار المربين مرة أخرى، وتراجع أسعار الدواجن، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على تطوير استراتيجيات متكاملة لتوفير الأعلاف بأسعار معقولة والحفاظ على الاستدامة.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تعزيز الزراعات التعاقدية، وتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل النباتية التى يمكن استخدامها كأعلاف حيوانية، وتشمل هذه المحاصيل القمح والشعير والذرة والفول السودانى وفول الصويا وغيرها.
وأشار إلى أن هذه الجهود أسفرت عن زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية المستخدمة كأعلاف حيوانية، وتحسين جودة تلك المحاصيل، ومن المتوقع أن تسهم هذه الزراعات التعاقدية فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر فى إنتاج الأعلاف الزراعية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
أشرف المرشدى: خطوات جادة فى الحد من الاحتكار والتلاعب بالأسعار
شدد أشرف المرشدى، عضو اتحاد منتجى الدواجن، على أن الحكومة اتخذت عددًا من الإجراءات، خلال الفترة الماضية، للحد من ارتفاع أسعار الأعلاف وتوفيرها بأسعار مناسبة لصغار المربين.
وأشار «المرشدى»، لـ«الدستور»، إلى أن الحكومة تسعى من خلال إجراءاتها لتنظيم السوق المحلية للأعلاف، والحد من الاحتكار والتلاعب فى الأسعار، وطرحت ١١٠ آلاف طن ذرة صفراء فى الأسواق وبأسعار منخفضة. ولفت إلى أن أسعار الذرة التى طُرحت من خلال وزارة التموين كانت تُطرح بسعر ١٣٦٠٠ جنيه للطن، فى حين كان المستوردون يبيعون بسعر ١٩٠٠٠ جنيه للطن.
وبيّن أن تلك الكميات أسهمت فى تراجع أسعار الذرة فى الأسواق، متوقعًا أن يشهد موسم ٢٠٢٣ زيادةً فى الإنتاج المحلى من الذرة وفول الصويا، من خلال تشجيع الاستثمار فى هذا المجال وتوفير الدعم اللازم للمنتجين المحليين.
وأضاف أن هناك تراجعًا فى أسعار مدخلات الإنتاج يصل إلى ٢٠٪، حيث تراجعت أسعار فول الصويا من ٤٢ ألف جنيه للطن إلى ٣٥ ألف جنيه، وتراجعت أسعار الذرة الصفراء إلى ١٤ ألف جنيه للطن مقابل ٢٠ ألف جنيه، وتراجعت أسعار الأعلاف لتسجل ٢٥ ألف جنيه مقابل ٣٠ ألفًا للطن. وتابع أن الحكومة نظمت العديد من الحملات التوعوية والتثقيفية لتوعية المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية وتحسين جودة الإنتاج وزيادة الإنتاجية، كما عملت على تطوير التكنولوجيا الزراعية وتحسين البنية التحتية للإنتاج الزراعى، وتشجيع الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية.
محمد العنانى:توالى الإفراجات قضى على السوق السوداء
أكد محمد العنانى، أحد مُربىّ الدواجن، أن خامات ومستلزمات الأعلاف أصبحت متوافرة فى الأسواق، وتلبى احتياجات جميع المصانع حاليًا، بعد زيادة الإفراجات الجمركية من الذرة الصفراء وفول الصويا، ونجاح الدولة فى سعيها لتوفير الخامات المطلوبة لهذه الصناعة وحل الأزمة.
وأضاف: «وزارة الزراعة أفرجت عن كميات كبيرة من الذرة الصفراء والصويا منذ نحو أسبوع، وهو ما أدى لتراجع أسعارها فى الأسواق بشكل كبير، والقضاء على السوق السوداء، وإن كانت أسعار المنتج النهائى من الأعلاف لم تتراجع بعد بالشكل الكافى».
وطالب «العنانى» بإعادة النظر فى أسعار أعلاف الدواجن، مشيرًا إلى أنها يجب أن تتراجع من ٢٥ ألف جنيه للطن الواحد إلى ٢٠ ألفًا فقط، معتبرًا أن هذا هو السعر العادل الذى يضمن الربح للمنتج والمستهلك معًا.
وتابع: «الإجراءات السابقة نجحت فى الوصول بسعر كيلو الفراخ فى المزرعة إلى ٦٠ جنيهًا، كما سجل طبق البيض ٨٥ جنيهًا، والرقابة على السعر النهائى للأعلاف واستمرار الرقابة على مدخلات الإنتاج سيكون لهما مردود إيجابى كبير على قطاع الدواجن فى الفترة المقبلة».