رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سوريا والجامعة العربية.. هل تشهد قمة الرياض عودة دمشق للحضن العربي؟

سوريا
سوريا

باتت عودة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية قريبة جدا، وربما تكون في قمة الرياض المقبلة، في مايو، إذ تشير التحولات في العلاقات بين دول الإقليم وعلى رأسها السعودية وإيران، إلى قرب حل المسألة السورية، فيما يتمسك فريق من المحللين بصعوبة المسألة، خصوصا في ظل المعارضة القطرية للموضوع، وأن قرارات الجامعة العربية يجب أن تكون بالإجماع.

وأكد البيان الختامي للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر والعراق، في مدينة جدة السعودية، وحدة سوريا، وطالب بإعادتها لمحيطها العربي.

وأصدرت وزارة الخارجية السعودية، بيانا في ختام الاجتماع، أكد أهمية تنسيق المواقف وتوحيد الجهود بين الدول المشاركة في الاجتماع تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك. والجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وتعتزم السعودية دعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى حضور قمة جامعة الدول العربية في الـ19 في مايو المقبل. بحسب رويترز.

عودة قريبة

وقال البرلماني السوري السابق شريف شحادة، إن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية باتت واضحة، خاصة أن العرب أدركوا فداحة خطأ إبعاء دمشق من الجامعة، خاصة أنها إحدى الدول المؤسسة لهذا الكيان، وشهدوا ما تصارعه سوريا في مكافحة الإرهاب داخليا وخارجيا.

وأضاف شحادة في حديثه لـ"الدستور"، أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، واتصاله بالرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، واستقباله وزير الخارجية المصرية سامح شكري، وزيارة وزير الخارجية السوري للرياض، مؤشرات على أن العرب متفقون فيما بينهم، رغم الخلافات الموجودة مع بعض الدول التي ما زالت تعارض مثل قطر. 

شريف شحادة: أنا سوري الهو والقلب ولم أنشق أو أهرب
البرلماني السوري السابق شريف شحادة

وأشار البرلماني السوري السابق، إلى أن الأجواء ممهدة، وعودة سوريا للحضن العربي ستكون إنجازا للجامعة، لأن قوة دمش تفيد العرب، وقوة العرب تفيدنا نحن السوريون، وتؤثر في العلاقات العربية العربية في المسارين السياسي والاقتصادي.

وأوضح شحادة أن سوريا بعلاقاتها الاستراتيجية مع روسيا والصين وإيران وغيرها من الدول، فضلا عن كونها ممرا للبضائع التركية، وإمكانياتها الزراعية والصناعية، تحقق الفائدة المتبادلة لكل الأطراف.

خطوات سريعة

وقال مدير مؤسسة جنوسوس للأبحاث بلندن، السوري عمار وقاف، إن تسارع التحركات الدبلوماسية مؤخرا تشير إلى أن الظروف صارت مهيأة أكثر لعودة سوريا إلى موقعها العربي. رغم اعتراض علني لبعض الدول، أعلاها صوتا قطر.

وأضاف وقاف في حديثه إلى "الدستور": من الصعب تخيل انخفاض زخم التحركات الحالية وإعادة المسألة لتطبخ على نار هادئة ثانية، حتى القمة العربية بعد عام على الأرجح، إذا.

وأشار إلى أن هذا الرأي، يعززه كذلك، حالة التسويات التي تشهدها المنطقة، والتي تدور كلها في فلك تحسين علاقات المملكة العربية السعودية الإقليمية. ويمكن القول إن المملكة تقوم بجهد معين في سبيل إنجاح القمة العربية التي ستستضيفها الشهر المقبل، وأن دولا مثل مصر والأردن والإمارات وعمان، تدعم جهودها في هذا المجال.

وأوضح أن من غير المحتمل أن تشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية نتائج مباشرة وسريعة فيما يتعلق بالحل السياسي. فالمسألة تتعلق بشكل رئيس بالتفاعل مع الجارة تركيا، أولاً، والتي يشكل تواجد جيشها في الشمال السوري ورعايته لمجموعات متمردة لا يمكن هضمها بسهولة في الحياة السياسية السورية. إلا أن عودة سوريا إلى الحضن العربي، ودعمه لها إقليمياً، قد يسهلان في حلحلة الاختلاف مع تركيا، مما يسمح بعودة أسرع للحياة الطبيعية إلى سوريا.

وفيما يتعلق بالاقتصاد، قال وقاف، إن السوريين ينظرون بتفاؤل إلى التقارب العربي مع سوريا، ويرون فيه بارقة أمل لجهة انعكاسه إيجابا على معيشتهم. وستسمح عودة سوريا للجامعة العربية وتفعيل اتفاقيات اقتصادية معينة تتعلق بالسوق العربية إلى دعم جهود التصنيع والزراعة لجهة التصدير، ما سينعكس إيجابا على دورة الاقتصاد، وإيجاد تسهيلات تسمح بمشاركة شركات ومستثمرين عرب في الدورة الاقتصادية الخاصة بإعادة الإعمار.

 

غياب الوضوح

لكن الأكاديمي والكاتب السوري رامي الخليفة العلي، يرى أن هناك انفتاح عربي على سوريا، وعلى القيادة في دمشق، لكن مسألة العودة لمقعدها في جامعة الدول العربية تصطدم باعتراض قطر ودول أخرى، والقرارات داخل الجامعة يتم اتخاذها بالإجماع، وهذا الرفض من الدوحة قد يعيق ما تتطلع إليه سوريا في هذه المرحلة.

وقال العلي في حديثه إلى "الدستور"، إن هناك عوامل أخرى تتداخل في هذه المسألة، ومن بينها معارضة الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي تفرض عقوبات على دمشق، مثل عقوبات قيصر وغيرها، وحتى الآن لا توجد رغبة أمريكية في انفتاح دولي على دمشق.

رامي الخليفة العلي
الأكاديمي والكاتب السوري رامي الخليفة العلي

وتساءل الكاتب والأكاديمي السوري، حول نوع وطبيعة التعاون المرتقب، هل هو انفتاح اقتصادي يغامر بالتعرض للعقوبات الأمريكية، مع عدم إنكار وجود رغبة وإرادة عربية لهذا الأمر، وكذلك التفاهم السعودي الإيراني الذي يصب في هذا الاتجاه، ولكن على مستوى باقي الدول العربية لا نعرف حتى الآن موقفها النهائي.

وتابع العلي بقوله: لا نستطيع الجزم بالعوائد الاقتصادية والسياسية على سوريا من الانفتاح العربي، لكن إيران والولايات المتحدة وتركيا هل هي مستعدة لسحب قواتها من سوريا، والاتفاق على شكل للحل فيها؟ وهل الدول الغربية مقتنعة الآن، أو تبلور لديها شكل للحل السياسي؟.

ونوه بصعوبة الإجابة عن كل هذه الأسئلة في خضم تغيرات تجري في المنطقة، وتصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتحول سوريا ساحة لهذا الصراع، متابعا: ينقصنا الكثير من الإجابات للتوصل إلى تسوية كاملة داخل سوريا، لكن لا يوجد أفق واضح لهذا الطرح حتى الآن.

وكانت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية علقت في عام 2011، وما تبعها من حرب أهلية وصراعات مسلحة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص.