في ذكرى العاشر من رمضان.. اللواء محمد علي أحد قادة الثغرة يروي تفاصيل العبور
تحل غدًا الذكرى الـ51 على نصر أكتوبر المجيد الذي جاء في العاشر من رمضان عام 1973، ذكرى تلك الحرب المخلدة بتفاصيلها والتي استطاعت تخليد أبطالها من الضباط والجنود الذين ضحوا بأنفسهم حتى ينتزعوا النصر من العدو، فنجحوا في ذلك تاركين إياه متحسرًا على هزيمة نكراء يعيش فيها حتى هذه اللحظات.
في "الدستور" تواصلنا مع أبطال هذه الحرب العظيمة والنصر المجيد، ليستعيدوا معنا ذكرياتهم مع يوم العاشر من رمضان في حرب أكتوبر 1973 وذلك بعد مرور 51 عامًا عليه.
اللواء محمد علي بلال والذي كان يشغل وقت حرب أكتوبر منصب رئيس عمليات إحدى الفرق، وهو أحد أبطال حرب أكتوبر كما أنه كذلك قائد القوات المصرية في حرب عاصفة الصحراء المعروفة بحرب الخليج
قال إنه كلما حلت ذكرى العاشر من رمضان يسترجع قوة وشجاعة أبطالها من ضباط وجنود.
يقول تذكرت الروح الفدائية التي كنا فيها جميعًا حينها، تذكرت أنه ولأول مرة يطلق الجنود "زغاريد" الفرح بالعبور إلى شرق القناة غير عابئين من عدو أو خائفين من موت.
أوضح اللواء بلال أنه كان أحد القادة الذين حاصروا منطقة "الثغرة" أثناء الحرب، وخططوا للهجوم عليها، لولا أن توقف القتال يوم 25 أكتوبر.
تابع "كنت أنا وبعض القادة القلائل فقط من يعلم بوقت الحرب وذلك قبلها بيوم فقط أي يوم 5 أكتوبر، وحينها أخفيت الأمر على أسرتي وفقط اكتفيت بأن سألت زوجتي هل ذهب الأولاد إلى المدرسة لكي أتأكد من أن المدارس لم تغلق حينها، وبالفعل أجابتني نعم ذهبوا وعندما سألتني عن السبب وراء سؤال أجبتها " كنت باطمن بس".
وأضاف: “عندما اتصلت بهم يوم 6 أكتوبر وبعد العبور، وجدت فرحة عارمة شعر بها جميع أهلي نتيجة عبورنا شرق القناة، وبدأت تنهال علي دعواتهم لنا بالنصر على الأعداء ورفع راية مصر عالية”.
تابع أن هذا بالفعل ما تحقق فقد نجح الجيش المصري بكل من فيه في رفع اسم مصر عالية مشيرًا إلى أن الجنود الضباط كانت تتعالى أصواتهم بجملة "الله أكبر" وهم ينقضون على العدو لا فرق فيهم بين مسلم مسيحي فالجميع اجتمع على "الله أكبر" في مشاهد تعطي دروسًا حقًا لمن يريد تعلم الإيمان والجهاد الحقيقي في سبيل الوطن.
أضاف اللواء بلال أن القوات المصرية في حرب أكتوبر استطاعت تحقيق نصر مخلد في التاريخ ليس المصري فقط بل العربي كذلك لكونه شهد أول وحدة عربية عندما اتخذت الدول العربية حينئذ قرار بمنع تصدير البترول للولايات المتحدة والدول المؤيدة لإسرائيل، وهو ما كان له بالغ الأثر في تحقيق النصر.
أكد بلال على أن وقت حرب أكتوبر لم يكن الجيش وحده من يحمل هم الوطن ويدافع عنها، بل كان كل مواطن في مصر لم يشغله سوى تحقق نصر مصر على العدو، وهو ما أثبته أن طوال فترة الحرب لم تشهد البلاد جريمة واحدة.
وختم اللواء البطل حديثه لـ"لدستور" أن أحفاده حاليًا وهم يعملون بالعديد من المناصب العليا يفتخرون به في كل مكان، يفتخرون أن جدهم هو أحد الأبطال الذي ينتمي للجيش المصري، يفتخرون بأنه أحد الأبطال الذين شاركوا في هذا النصر التاريخي لمصر وللعالم العربي، يفتخرون بالجيش المصري وبطولاته التي لقنت دروسًا للعدو ما يتذكر الأن حتى يشعر كم هو ضعيف أمام قوة وإرادة هذا الجيش.