مثقفون في صالون «روايات مصرية للجيب»: أدب الطفل مشروع قومي.. ويلزمنا الكثير من البرامج للأطفال
نظمت المؤسسة العربية الحديثة بالتعاون مع منصة "اقرأ لي"، الفعالية الثالثة من صالون "روايات مصرية للجيب"، والذي دار حول محور "أطفالنا بين الكتاب والتاب"، بمبنى قنصلية بوسط القاهرة.
تحدث في الصالون كل من الكاتبة سماح أبو بكر عزت، داليا بزان، مصطفى حمدي رئيس المؤسسة العربية الحديثة، وأحمد المقدم مدير المؤسسة، وأدارت الصالون الكاتبة نوال مصطفى.
بدأت الأديبة نوال مصطفي الصالون الثالث مؤكدة أن الأطفال هم أعظم موارد الكون، وطالبت بأن تكون هناك خطة قومية للتعامل مع الطفل المصري، موضحة أن العديد من البرامج المصرية التي كانت تقدم للطفل اختفت تمامًا ونحن في حاجة لوجود مثل هذه البرامج لتوعية الأطفال وتنشأتهم.
وأكملت: الكتابة للطفل ليست رفاهية وإنما يجب أن تتم عن موهبة أصيلة وأن الأطفال يحتاجون للكبار لتوعيتهم والوقوف بجوارهم ويختارون لهم ونتمنى أن يواجه التقصير في برامجهم بحكمة وأن يكون الطفل في السنوات القادمة محل اهتمام أكبر بتقديم جرعة مكثفة من البرامج حفاظا عليهم.
وتحدثت كاتبة الأطفال سماح ابو بكر عزت: دائما ما أقول انني متفائلة جدًا لأن الأطفال يقرأون، ولكن السؤال هو"ما الذي يمكن أن نقدمه لهم وما هو العنوان الذي يشدهم؟"، لا شك أن الشاشات والهواتف تشد الأطفال ولكن إن وجد الطفل ما يجذبه عدا ذلك فسينجذب بالطبع.
وتابعت: كتبت قصة تحت عنوان "المنزل الأزرق" تدور عن "الفيس بوك"، وأذكر أنني سافرت برلين والتقيت الأطفال هناك وذكرت لهم اسم القصة فكان الفضول يشدهم لمعرفة المحتوى، ما الذي يعنيه المنزل الأزرق، وأنا أعرف أن الطفل فضولي جدا وعيناه دائما ممتلئة بالأسئلة، ولا بد من أن يفكر ويتشوق لمعرفة محتوى القصة وما تقدمه لهم.
وأضافت: وسائل التواصل الاجتماعي مهمة وهي تكمل حالة لدي الأطفال ولكن لا ينبغي أن تكون السوشيال ميديا هي كل الحالة، وهنا يقع الأمر على الأبوين في اختيار الوقت المناسب للكتاب والحكايات والتاب أيضًا.
وعن كيف نجذب الطفل للقيم في الكتابات الموجهة إليه والسر في اختفاء برامج الأطفال؛ قالت أبو بكر: هناك تقصير بالطبع في البرامج الموجهة للأطفال، فقديما كانت لدينا العديد من البرامج المهتمة، والحقيقة لقد ساهمت أنا في عدد من البرامج بداية من مسلسل علاء الدين والذي أخرجه عادل يحيي، وقمت بعمل برنامج صلصال وكذلك خيال الظل، كان هناك الكثير من الانتاج للأطفال وحين توقفت شركة صوت القاهرة توقف الانتاج، لأن الاعتماد الآن أصبح على النجم الذي يتحدث وليس على البرنامج، وأؤكد أن الأطفال يشاهدون كثيرا هذه البرامج ولي تجربة حقيقية في هذا الأمر، حقيقي أن الشركة المتحدة لعبت دورا ببرنامج "كابيتانو" وإعلانها عن كارتون للأطفال ولكننا نحتاج للكثير والكثير.
وواصلت: من المعروف أن الدولة تضع الطفل على خارطتها وقامت بعمل مبادرات شاركت فيها مثل التثقيف المالي للأطفال ومن خلال مكتبتنا وهو مشروع مكتبة لكل قرية وحين شاركت وجدت استجابة رائعة وأطفال كثر كانوا يحكون عن تجاربهم.
وأكملت: هناك قصور بالطبع لا ننكر ولكننا فكرنا في "حياة كريمة" أن تكون هناك مكتبة في كل قرية وافتتحنا بالفعل مكتبة "كتابك" في ملوي وأنا عن نفسي أعلنت عن تبرعي بعدد من الكتب للمكتبة، ولكننا نحتاج لكتب الأطفال وفوجئت في إحدى زياراتي لمكتبة للطفل أنني وجدت هناك كتب للدكتور جابر عصفور والدكتور لويس عوض في المكتبة، المكتبة الموجهة للأطفال يجب ان تكون للأطفال.
وقالت داليا بزان وهي معززة للتواصل الأسري بالفن وتحدثت عن الآثار النفسية للسوشيال ميديا على الأطفال: لا يمكن أن نعترف بعدم سطوة "السوشيال ميديا" ولكن يمكن تنظيمها بعدد ساعات بعينها، كما أن هناك مبادرة لبعض الألعاب الألكترونية للأطفال ليس كمتلق ولكن كمتفاعل من خلال تقنيات عدة مثل "الفي آر" وغيرها، وهذه تمكن الطفل من تعلم أشكال جديدة عن الفلك والكواكب وغيرها، وهذا مفيد جدًا.
بدوره؛ قال مصطفى حمدي، رئيس المؤسسة العربية الحديثة، عن دورها في تنشأة الطفل المصري: المؤسسة انطلقت عام 1920 وأنا أمثل الجيل الثالث وكانت البداية مع الكتب العلمية، وكان الهدف هو ان تكون الكتب في كل بيت في مصر، وتحقق الهدف".
وأضاف:" وفي عام 1983 كان والدي حمدي مصطفى يريد عمل مشروع القرن الثقافي لأن الأولاد في وقت الدراسة يذاكرون ولكن في الإجازة يجب عدم فصلهم عن القراءة فكان المنتج الإبداعي التربوي والتعليمي وكيف نحكي الحدوتة وبداخلها كل القيم الاجتماعية ومع التطور التكنولوجي قمنا بتطوير ما بدأناه قديمًا، فبدأنا بكتاب الجيب، ثم الكتاب المسموع، ومن بعدها المقروء، وهكذا نحن نسير مع التطور التكنولوجي، ونتفاعل مع الجديد في صناعة النشر".
وأوضح أحمد المقدم مدير موسسة روايات مصرية للجيب ردا على سؤال "هل طفل اليوم يقرأ": بدأنا مشروع القرن الثقافي بروايات مصرية للجيب ومستوي القراءة كان عبارة عن طلاب الابتدائي والإعدادي، وعلي مدار السنوات أصبحوا الآن كلهم أطباء ومهندسين وغيرهم ولاحظت ان هؤلاء يأتون للمؤسسة العربية الحديثة ليشتروا مجلدات أدهم صبري وملف المستقبل، أي أنهم وبرغم كبرهم لازالوا موالين لعملية القراءة.
وأكمل: بدأنا بقصص الأطفال للطفل فأصدرنا نوادر جحا ودنيا الاطفال وقمنا بعمل 20 سلسلة في مجالات علمية وفتوحات إسلامية وقصص الحيوان في القرآن والمعرض الأخير وجدنا ان هناك جمهور أطفال يقلب في السلاسل المختلفة وينتقي منها ما يعجبه، القراءة الورقية لازالت موجودة وبخير، والمعرض الماضي كان شاهدًا على كم المشتريات وبرغم ظهور العديد من المستحدثات التكنولوجية لكن سيظل للورقي رائحته التي نحبها.
ومن الحضور تحدث الدكتور خالد منتصر عن قضايا الطفل وأن هناك أسماء يجب أن يشار لها بالبنان مثل الكاتب نادر أبو الفتوح وكيف كان رجلا عظيما، وتطرق منتصر للجوائز الخليجية التي تمنح لأدب الطفل وكيف أنها تحتاج لكتابات تعبر عنها ومن هنا كان التغير في الكتابات الموجهة للأطفال، وأن هناك العديد من دور النشر تنشر أدب الطفل طمعا في جوائز الخليج.
وتابع: الجوائز الخليجية لها ذائقة بعينها ترضي لجان التحكيم ولن يتطور أدب الطفل في مصر إلا حين يتحول المجلس القومي للأمومة والطفولة إلى المجلس القومي للطفولة فقط، وأن يتبع رئاسة الجمهورية بالأساس، وأناسد الدولة في أن يكون له مجلس أمناء وبنفس قوة المجلس القومي للمرأة.
أما الكاتب الصحفي والناقد الفني محمود عبد الشكور قال: الكتابة للطفل أمن قومي وكلنا تربينا على حواديت "أبلة فضيلة" ودور مجلة سمير في تشكيل جوانب كبيرة من حياتنا وهناك جريمة تحدث هي أنه لا توجد مراقبة على الكتابات الموجهة للطفل، وليست هناك برامج موجهة للطفل، وهناك سؤال أيضًا هو ما الذي يشغل الخريطة التلفزيوينة حتى تتم إزاحة كل برامج الاطفال من الشاشة الصغيرة.
وأضاف: برامج الأطفال مشروع اقتصادي و"ديزني" مثلا تدر الآن مليارات عبر أفلامها وألعابها وهو مشروع مربح ولديك مستهلك مضمون هو الطفل، أين مكتبات المدارس التي كانت قديمًا، هذا الطفل الصغير طاقة كبيرة جدًا ولو لم يحدث هذا أي أن تكون هناك برامج ومكتبات فإننا نربي أجيال من المتطرفين، نحن لدينا ثلاث وزارات هي الثقافة والتعليم والشباب، يجب ان يتضافروا لتقديم محتوى للأطفال، ونشكر ما قامت به الشركة المتحدة حين أعلنت عمل كارتون للطفل، ولكن لا بد من خطة قومية لمشاركة الوزارات الثلاث في منح الطفل ما يحتاج.
وتحدث علي عبد المنعم، مسئول الديجيتال بالمؤسسة العربية الحديثة: الكتاب الورقي لن ينتهي وأطفالنا قابلين لتعلم التقنيات الحديثة ونحن لا نتخيل مدي قدرتهم علي التطور ولكن الطفل يحتاج رقابة وتوجيه ولو لم يتم توجيه الطفل بشكل سليم ما بين الحكومة والمدرسة والإعلام فلن يكون هناك ناتج، الطفل مشروع قومي كما قال عبد الشكور، ولكن أود التحدث عن فكرة كتب الاطفال، فالناشرين المصريين يجدون التكلفة عالية جدا في كتب الأطفال من خلال استخدام ورق سميك وألوان كثيرة ورسومات، والحقيقة لا يستطيع الناشر أن يفي بهذه المتطلبات، وهنا لا بد أن يكون هناك دعم وان تكون المؤسسات الحكومية هي من تقوم بهذه العملية.