رجال الأعمال يناقشون فرص التعاون والعلاقات الاقتصادية المصرية الصينية (تفاصيل)

نظمت لجنة تنمية العلاقات مع الصين، بجمعية رجال الأعمال المصريين، ندوة حول العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية، فى ظل ما تشهده من قوة وتنامٍ فى مختلف المجالات وبصفة خاصة القطاع الاقتصادى، بحضور السفير الصينى بالقاهرة لياو لى تشيانغ، والمهندس حسام هيبة الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والسفير أيمن كامل مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية بوزارة الخارجية، والمهندس مجد المنزلاوى أمين عام جمعية رجال الأعمال المصريين، والمهندس أيمن كامل رئيس لجنة الصين بالجمعية.
وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على مجالات التعاون الاقتصادى المشترك بين مصر والصين، ووسائل تعزيز الأنشطة الاقتصادية والتكامل، وكذلك تشجيع الاستثمارات المستقبلية فى إطار مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى الفرص التجارية ومخرجات القمة الأولى بين الصين والدول العربية التى عقدت فى الرياض مؤخرًا.

المنزلاوى: نؤمن بدعم التنمية الاقتصادية وتطوير حركة التجارة والاستثمار بين مصر والصين
فى البداية، أكد المهندس مجد الدين المنزلاوي- أمين عام جمعية رجال الأعمال المصريين، أن الجمعية منذ تأسيسها وهى تعمل على توحيد فكر مجتمع الأعمال الجاد للإسهام بخبراته وطاقاته فى التنمية الاقتصادية، حيث تغطى الجمعية كل الجوانب الاقتصادية من خلال 500 عضو من صفوة مجتمع الأعمال فى مصر ويمثلون حوالى 1500 شركة تعمل فى كل القطاعات، ولديها العديد من الأعضاء نواب بمجلسى النواب والشيوخ.

وأضاف المنزلاوى أن الجمعية ترتبط باتفاقيات وعلاقات خارجية قوية مع أكثر من 75 دولة على مستوى العالم، ولديها شبكة علاقات قوية مع الهيئات الحكومية والسفارات والمكاتب التجارية فى مصر والخارج، لافتًا إلى أن الجمعية أكثر من 250 اجتماعًا سنويًا سواء على المستوى المحلى أو المستوى الخارجى تتضمن اجتماعات مع مسئولين حكوميين مصريين وأجانب، كما واستقبلت الجمعية أكثر من 50 وفدًا زائرًا خلال العام قبل جائحة كورونا.
وقال: إيمانًا من جمعية رجال الأعمال المصريين، بأهمية دعم التنمية الاقتصادية وتطوير حركة التجارة والاستثمار بين مصر والصين كأحد أهم الشركاء الاقتصاديين تماشيًا مع الجهد الحكومى والخطط القومية فى هذا الشأن، كما قامت الجمعية فى عام 2007 بتأسيس لجنة لتنمية العلاقات الاقتصادية مع الصين تضم القطاعات الاقتصادية المعنية بالتعامل مع الصين فى كيان واحد من أجل توحيد الجهود والعمل على تنمية العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية مع الصين ومشاركة التجارب والخبرات ومساندة رجال الأعمال المصريين على تنمية أعمالهم مع الصين وتطويرها وحل مشكلات الشركات الصينية المستثمرة فى مصر.

وتابع أن الجمعية كانت من أولى المنظمات التى آمنت بفكرة مبادرة الحزام والطريق التى أطلقها الرئيس الصينى شى جين بينج فى عام 2013 ولتفعيل تلك المبادرة وانضمامها لمجموعة من الكيانات الاقتصادية المهمة فى الصين للترويج لتلك المبادرة والتعريف بكيفية الاستفادة منها ومن تلك الكيانات.

وأضاف: قد تبنى تشكيل التحالف (BRICA) Belt and Road Industrial and Commercial Alliance، من الجانب الصينى «الاتحاد الصينى للاقتصاديات الصناعية» CFIE)، وقد شاركت الجمعية فى المؤتمر التأسيسى لهذا التحالف خلال 2016 فى بكين، حيث اقترحت الجمعية كأحد الأعضاء المؤسسين تنظيم مؤتمر سنوى للدول الأعضاء بهذا الاتحاد على أن تعقد الدورة الأولى له فى مصر وقد عقد بالفعل فى مصر فى عام 2017، ثم توالت الدورات، حيث عقدت الدورة الثالثة للمؤتمر فى ديسمبر 2022 فى مدينة هاربين الصينية وشاركت فيها الجمعية افتراضيًا.
كما قامت وزارة التجارة الصينية وبترشيح من سفارة الصين بالقاهرة بدعوة الجمعية للانضمام كعضو فى التحالف العالمى للتجارة فى الخدمات (GATIS) Global Alliance for Trade in Services وهى منظمة دولية غير حكومية وغير هادفة للربح وقد تأسست بناء على مبادرة من مركز بكين للتجارة الدولية للخدمات (CIFTIS) وتعمل على تنمية التجارة العالمية للخدمات.

من جانبه أكد المهندس أحمد عز الدين رئيس لجنة الصين بجمعية رجال الأعمال العربية، أن العلاقات العربية الصينية شهدت طفرة كبيرة منذ توقيع اتفاقية التجارة الشاملة بين البلدين فى 2014.
وقال عز الدين، إن هناك فرصة كبيرة بعد توقيع البنوك المركزية فى البلدين باعتماد الجنيه واليوان سيخلق نموًا أكبر فى حركة التجارة المصرية الصينية.
وأضاف أن الصين هى الشريك التجارى الأول لمصر خلال الـ10 سنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الصين تنظر الى مصر كمكان آمن للاستثمار والنمو.
ووجه الشكر للسفارة الصينية، فى وقوفها إلى جانب تعزيز التجارة وحل أية مشاكل تعوق الاستثمار.

وأكد أن لجنة العلاقات المصرية الصينية بجمعية رجال الأعمال كان لها دور فعال خلال الـ15 سنة الماضية فى تعزيز هذا التعاون، حيث استضفنا وفودًا تجارية، واستطعنا عمل شراكات مع الجانب الصينى ناجح.

رئيس هيئة الاستثمار يعلن أول شركة صينية تحصل على رخصة ذهبية 
وخلال كلمته، أكد حسام هيبة رئيس الهيئة العامة للاستثمار، أن مصر تسعى لتقوية العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية المصرية الصينية أكثر وأكثر، لافتًا إلى أن هناك أكثر من 2000 شركة صينية تعمل فى مصر.
وأعلن حسام هيبة، وضع حجر الأساس لأول شركة صينية تحصل على الرخصة الذهبية، مشيرًا إلى أن مصر تعمل لتكون البوابة الرئيسية لدخول الشركات الصينية لإفريقيا.
وأوضح أن هناك العديد من الشركات الصينية الكبرى العاملة فى مصر، كما أنه يوجد فى السوق المصرية إحدى أكبر شركات العالم فى مجال الفايبر جلاس باستثمارات تبلغ 700 مليون دولار وتقوم بالتصدير لكل أنحاء العالم من خلال مصنعها فى مصر.
وقال هيبة إن مصر ما زالت متأثرة بالأحداث التى شهدتها خلال ثورة يناير 2011 وما تبعها من أحداث حتى الآن، مؤكدًا أن مصر تعمل بخطى متسارعة لتحسين بيئة العمل من خلال محاور تشريعية وتنظيمية بدراسة المطلوب لتحفيز الاستثمار وتكون البداية استعذاب رءوس الأموال المحلية قبل الأجنبية.
وأضاف، أنه تم بالفعل اتخاذ العديد من الإجراءات لتحفيز الاستثمارات وبيئة العمل، مشيرًا أن أولى هذه الخطوات تعديل بعض بنود قانون الاستثمار وتنقيته من البنود التى قد تعوق جذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية.
وأوضح أنه جار ضخ المزيد من المحفزات الجاذبة للاستثمار، وأيضًا العمل على زيادة الصادرات من خلال المجلس الأعلى للصادرات ودراسة محفزات تنشيط الصادرات، وإعادة هيكلة منظومة مضاعفة الصادرات المصرية لكل الأسواق الخارجية.
وأضاف هيبة، أنه تتم إعادة شاملة للإجراءات الإدارية لجذب المستثمرين وأهمها توحيد جهات تخصيص الأراضى تشكيل لجنة لتخصيص الأراضى الصناعية، من خلال حصر الأراضى المرفقة وتخصيصها وإعادة توزيع الأنشطة الاقتصادية المختلفة على هذه الأراضى.
ولفت إلى أنه من خلال سعى الهيئة لتنشيط الاستثمارات، تم إصدار القرار بمنح الرخصة الذهبية من القيادة السياسية والتشديد على سرعة إصدار التراخيص بشروط تستهدف المشاريع القومية والاستراتيجية فى مصر.
ومن خلال الرخصة الذهبية يتم تخصيص الأرض سواء بالتملك أو بحق الانتفاع والإيجار، ودراسة الملاءة المالية للمستثمر وبعدها يتم عرض الملف على الوزير المسئول خلال عدة أيام يتم بعدها الحصول على الموافقة أو رفض المشروع، ثم يتم عرض رد الوزير على أول اجتماع لمجلس الوزراء لتتم الموافقة النهائية على منح الرخصة وكل هذا يتم فى حوالى 25 يومًا فقط.
وأكد أن منح الرخصة الذهبية قضى على كل المشاكل والمعوقات التى كانت تعوق عملية الحصول على الرخصة العادية وتسهيل الإجراءات على كل المستثمرين.

السفير الصينى: 37%‎ حجم ارتفاع التبادل 
وقال لياو ليتشيانج، السفير الصينى بالقاهرة إن التعاون الثنائى بين البلدين يشمل مجالات الصناعة والطاقة والاستثمار فى البنية التحتية؛ بما يعود بالنفع على الشعب المصرى، مشيرًا إلى أن الصين تعتبر أكبر شريك تجارى لمصر لمدة تسع سنوات متتالية، التى شهدت ارتفاعًا بمقدار 37% خلال عام 2021، حيث تبلغ حاليًا حجم التبادل التجارى 20 مليار دولار.
وأضاف أن بلاده أكبر مستثمر نشط فى السوق المصرية، حيث تعمل 134 شركة صينية فى منطقة التعاون الصناعى والتجارى الصينية – المصرية (تيدا)، فضلًا عن توفير المؤسسات المالية الصينية أكثر من 10 مليارات دولار، من خلال اتفاقيات؛ بهدف تنفيذ المشروعات.
وأشار إلى استعداد بكين مواصلة دعم مصر لتنفيذ المشروعات المهمة، وقد شاركت بكين فى تنفيذ مشروع القطار الكهربائى الخفيف فى مدينة (العاشر من رمضان) ومنطقة الأعمال المركزية فى العاصمة الإدارية الجديدة ومصنع أسمنت، الذى يعد الأكبر إنتاجًا فى إفريقيا ومخزن التبريد للقاحات بسعة 150 مليون جرعة باستخدام التكنولوجيا الصينية الفائقة، وهذا يعد أكبر مخزن للتبريد فى إفريقيا، لافتًا إلى أن مخزن التبريد ساعد مصر فى التصدى لفيروس كورونا.
وأكد أن العلاقات بين مصر والصين تسير للأمام على الرغم من الصعوبات والعراقيل التى يشهدها العالم، مؤكدًا أن (بكين) تشجع شركاتها على التعاون مع نظرياتها المصرية فى مجالات الكهرباء والنقل واللوجستيات والتكنولوجيا والطيران والتنمية الخضراء.

السفير أيمن كامل: تكثيف الاستفادة من الموقع الاستراتيجى لمصر
من جانبه أكد السفير أيمن كامل مساعد وزير الخارجية لشئون الآسيوية بوزارة الخارجية على عرض أهمية العلاقات الثنائية المميزة بين مصر والصين.
وأكد أن العلاقات السياسية بين البلدين هى منصة انطلاق مهمة لتقرير كل المجالات وبالأخص القطاع الاقتصادى والتجارى مع دولة كبيرة مثل الصين، من أهم اقتصاديات العالم ويمكن الاستعانة من التوافق مع وجهات النظر بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الصينى لمزيد من الفرص وإتاحة أوسع للتكامل والتعاون المصرى الصينى.
وأشار إلى أن اللقاء الثنائى المشترك بين القارتين قمة الرياض للتعاون العربى الصينى يمثل رسالة تأكيد على عمق ومكانة الشركات العربية الصينية اقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا.
وقال إن وزارة الخارجية والقطاع الآسيوى بالوزارة يبذل كل الجهود لتعزيز العلاقات مع دولة الصين العريقة.
وأكد أن هناك فرصًا لمزيد من التعاون الناتج مع الصين خاصة مع دخول اتفاقية التجارة الحرة فى إفريقيا، حيث التنفيذ منذ عامين وما يمكن أن يقدمه البلدان مع مزايا علاج المشكلات والشحن الثقيل ونفاق البضائع مع الاستفادة من موقع مصر المتميز والاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدوال الإفريقية.
وأشار السفير أيمن كامل إلى أهمية تكثيف الاستفادة من الموقع الاستراتيجى لمصر والمزايا التى منحتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لخدمة المنطقة المحيطة سواء فى شرق الأوسط أو إفريقيا انطلاقًا من الأراضى المصرية وتحقيق الشراكة للجانبين.