«شهر الحب».. كيف يؤثر تقديم الهدايا على دماغ الإنسان؟
يعتبر فبراير شهر الحب، كما أنه من الفرص الجيدة للتقرب والتعبير عن الحب لشريك الحياة، من خلال شراء الهدايا ومصارحة حبيبك بحقيقة مشاعرك تجاهه، فالحب ضرورة بيولوجية، فهو ضروري لرفاهيتنا مثل الماء والطعام، فالحب يزدهر في الدماغ ويجعله يعمل بشكل أفضل، بالإضافة إلى أن التعبير عن المشاعر يساهم في تحسين الحالة النفسية والمزاجية، والتصدي للمشكلات المرتبطة بالصحة العقلية.
ومع التطور التكنولوجي في عصرنا هذا، تغيرت مفاهيم الرومانسية فقديمًا كان ساعي البريد يلقب بـ«صاحب البهجة والسعادة» حيث كان الرجل الأول في تطور علاقات الحب قديمًا، خاصة في أوقات الحروب.
الكثير من السعادة كان يحملها «البوسطجي» بحقيبته المحملة بجوابات العشق والحب من الراسل والمرسل، سطور محملة بالكلمات الرقيقة والرومانسية، ومع الوقت ظهر التليفون والذي ساهم في تحويل جمل الحب إلي صوت يطفي نار الشوق بين الطرفين.
العصر الرقمي وكيف غيّرت المواعدة عبر الإنترنت الطريقة التي يتعامل بها الشباب مع الحب والرومانسية، من الأسئلة التي شغلت بال الكثير من خبراء علم النفس بموقع «cassybayarea».
كيف تؤثر الهدايا على دماغ الإنسان؟
أظهرت الأبحاث أن إنفاق المال على شخص آخر غير نفسك يعزز هرمون السعادة، فإن إعطاء شخص عزيز عليك شيئًا يريده حقًا أو التبرع به لجمعية خيرية يساهم في إزالة التوتر والقلق من جسمك بشكل كبير.
وفي إحدى الدراسات التي قادها باحثون في جامعة زيورخ، تم منح 50 مشاركًا 100 دولار لإنفاقها في الأسابيع الأربعة المقبلة، حيث طُلب من النصف أن ينفقها على أنفسهم، بينما طُلب من النصف الآخر إنفاقها على شخص آخر، وعندما تم إجراء فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس النشاط في الدماغ المرتبط بالسخاء والمتعة أثناء مهمة مشاركة اجتماعية، فإن أولئك الذين تبرعوا بالمال لديهم تفاعلات أكثر سخاء وعادلة مع أشخاص آخرين وأبلغوا عن مستويات أعلى من السعادة بعد انتهاء التجربة.
يشرح سيمون توماس، المتخصص في علم الأعصاب، أن هذه البهجة الجوهرية في فعل شيء لشخص آخر تساهم بشكل كبير في زيادة هرمون السعادة، كما أنه ينشط مسارات في الدماغ تطلق الأوكسيتوسين، وهو ناقل عصبي يشير إلى الثقة والأمان، وغالبًا ما يشار إليه باسم "هرمون الدلال".