قلة العمل وصعوبة الزواج.. مصابتان بالحروق ترويان معاناتهما مع التنمر
حادثة بوتجاز مرّ عليها 20 عامًا كانت السبب وراء معاناة «هند» و«سماح» مع العمل، «الدستور» التقت بهن أثناء جولة في شوارع الدقي وروت كل منهما معاناتها بعد الحادث.
قالت "هند" إنها تشعر بالوصم بسبب عدم قبولها في أغلب الوظائف رغم حصولها على مؤهلٍ عالٍ، حتى لو عُرِضَ عليها وظيفة فإنها تكون غير ملائمة لشهادتها (عاملة نظافة مثلاً)، وأحيانًا يصل الوصم للراتب أيضًا فإذا كانت الوظيفة بمقابل 1000 جنيه فإنها تأخذ 500 فقط.
وأوضحت "هند" أن سبب الرفض هو ندوب الحروق المنتشرة في ذراعها، مشيرة إلى أن صفحتها على "فيسبوك" مليئة بمنشورات البحث عن وظيفة، إلا أن الحظ حالفها في إحدى المرات وقُبلت في وظيفة بمدرسة، لكن هيئة ذراعها أثارت ذعر طفل، وجاء والده واشتكى للإدارة التي ردت بفصل "هند".
أكملت "هند" حديثها - والدموع تغمر أعينها - أنها تشعر أن المجتمع لا يعاملها بشكل طبيعي، مؤكدة أن معاناتها لم تقف عند العمل فحسب، فحتى مشروع زواجها لم يكتمل، وتم فسخ خطبتها أكثر من مرة بسبب الحروق، وقالت حماتها لخطيبها: "إيه اللي جابرك تاخد واحدة محروقة؟".
مواجهة التنمر
انتقلنا لسماع حديث «سماح» التي قالت إنها كانت مخطوبة قبل الحادث، لكن رغم ذلك لم يتركها زوجها وظل يدعمها حتى تزوجها، وعرضت عليه «سماح» فسخ الخطبة حتى لا تظلمه معها لكنه فاجئها برده "أنا متجوز روح مش جسم".
"بواجه التنمر بتعزيز ثقتي في نفسي".. قالت سماح إنها ذات مرة كانت في عربية النساء بالمترو ورأت فتاة تنظر باستغراب على ذراعها لكن ردت عليها سماح بأن استمرت في عرض ذراعها حتى توصل لها رسالة بأنها قادرة على المواجهة.
وطلبت كل من "هند" و"سماح" من مجلس الوزراء، إدراج مصابي الحروق ضمن الـ "5% معاقين" لأن الحكومة تعاملهم كأصحاء في حين يراهم المجتمع كذوي الهمم.
وفي ختام حديثهما، طالبت "هند" و"سماح" الناس، بمراعاة شعور مصابي الحروق والتخفيف عنهم وعدم النظر لأماكن الإصابة لأن النظرة في حد ذاتها مؤذية.