500 جريمة قتل فى 5 سنوات.. قصة «آل كابونى» أشهر زعماء المافيا فى العالم
«بالمسدس تحل جميع المشاكل».. هي إحدى الجمل التي اشتهر بها "آل كابوني" أشهر رجال العصابات المنظمة في القرن العشرين، والتي تشير إلى الجرائم التي تورط بها زعيم المافيا الذي وضع الحكومة الفيدرالية الأمريكية في موقف محرج، بعد فشلها في ضبطه.
وبالتزامن مع ذكرى ميلاد "آل كابونى" الذي ولد فى 17 يناير 1899، وتوفى فى 1947، نرصد لكم في السطور التالية أبرز المحطات في حياة "آل كابونى" أسطورة المافيا الأمريكية.
ملل "آل كابوني" من الطفولة المستقرة
على عكس الكثير من رجال العصابات، والنماذج الخارجة عن القانون، لم يكن "آل كابوني" بعيش بين أسرة سيئة أو عانى من سوء أحد الأبوين، فقد كان والده جابرييل كابونى حلاقًا يعمل فى إحدى البلدات القريبة من مدينة نابولى الإيطالية، هاجر مع زوجته التي عملت خياطة وطفليه إلى الولايات المتحدة فى العام 1893 ليولد ألفونسو فى العام 1899 فى بروكلين وترتيبه الرابع بين ثمانية أبناء.
ولكن الحياة البسيطة والأسرة محدودة الدخل لم تكن مرضية لطموحات "آل كابوني"، مما جعله يتقرب من رجال عصابات الشوارع، وفصل من المدرسة فى الرابعة عشرة من عمره، بعد أن قام بصفع إحدى المعلمات، وعمل بعدها في عدة مهن منها بائع للحلوى، ولاحقًا انضم إلى عصابة "النقاط الخمس" حيث عمل مراقبًا للأمن فى أحد النوادى.
صاحب الوجه ذو الندبة
وفى بداية حياته، تعرض "آل كابوني" إلى حادث خلال إحدى المشاجرات وتعرض لإصابة فى وجهه، حيث قام شقيق إحدى الفتيات بشق وجه "آل كابونى" بآلة حادة ثلاث مرات، وصار يحمل اسم "الوجه ذو الندبة"، وهذا الشخص يدعى "فرانك جالوسيو" وأصبح الحارس الشخصى له فيما بعد.
أسلوب خاص في عالم الإجرام
وفي عمر الـ25، انضم "آل كابونى" إلى تشكيل إجرامي في شيكاغو، يعمل في تجارة المخدرات، ونفذ معه العديد من عمليات الاغتيال بقيادة "توريرو"، والذي انسحب من العمل الإجرامي لاحقًا بعد إصابته في إحدى العمليات، ليصبح آل كابوني هو قائد التشكيل العصابي.
وأظهر "آل كابوني"، قوة ودهاء إجراميين غير عاديين، وخلال وقت قصير، تخلص تقريبًا من جميع المنافسين، وعندما بلغ سن الـ30، صار المجرم الأكثر شهرة في شيكاغو، وأصبح زعيم المجرمين.
حديث الصحافة الأمريكية
وكان "آل كابونى" حديث الصحافة الأمريكية لعقود، وهو أشهر سجين فى "ألكاراز" وصاحب المقولة الشهيرة "بالمسدس تحل جميع المشاكل" والمسئول عن مذبحة "عيد الحب" التى اغتيل فيها رجال المافيا فى أمريكا بطريقة بشعة، حيث قتل سبعة من زعماء العصابات، نتيجة إطلاق أكثر من 25 رصاصة على كل فرد فيهم.
وتسببت هذه الحادثة فى إصابة الأمريكيين بالهلع، وتعالت مطالب جماهيرية بضرورة إدانة "كابونى"، لكن رجال التحقيقات لم يتمكنوا من إدانته لأنه قدم للشرطة حجة غياب عن موقع الحدث، بل وعن المدينة كلها.
إحراج الحكومة الأمريكية
وخلال نشاطه، انتشرت أعمال التهريب والخروج على القانون والفساد الذى تخطى كل الحدود فى تاريخ الولايات المتحدة، وأصبح هو يتصدر عناوين الجرائم في شيكاغو، حتى لو لم تكن له علاقة بها، مما سبب إحراجًا كبيرًا للحكومة الفيدرالية، وجعلها تعين عميلًا خاصًا للنيل من "آل كابونى" واعتقاله، لتصبح أشهر قضية فى تاريخ العدالة الأمريكية.
عينت الحكومة الفيدرالية العميل "إليونت نس" مدير مكتب الخطر، وأوكلت إليه مهمة التنقيب خلف "كابونى" للوصول إلى ثغرة قانونية، وبالفعل نجح فى تقديم آل كابونى للمحاكمة بتهمة التهرب الضريبى فى العام 1931، حيث حكم عليه بالسجن 11 عامًا.
واستطاع من داخل السجن إدارة أعماله الإجرامية بالخارج، فقررت الحكومة إرساله إلى أحد أقسى السجون الأمريكية هو سجن "ألكاراز" والذى يعرف بسجن الصخرة.
نهاية مؤلمة
توفى "آل كابوني" فى 25 يناير 1947 عن عمر يناهز الثامنة والأربعين، حقق فيها الكثير وأصبح الأشهر فى عالم الجريمة المنظمة، وبات مادة دسمة لصناع أفلام الأكشن والجريمة في هوليوود حتى الوقت الحالي، وحتى في مصر تناول النجم الراحل فؤاد المهندس قصة حياة "آل كابوني" بشكل ساخر ضمن فيلم "ماستر إكس" ولكن لم يكن يتوقع أحد أن تكون النهاية والوفاة مأساوية بهذا الشكل.
فبدلاً من وفاته مقتولًا على يد أحد العصابات أو إعدامه على اتهامه بقتل 500 شخص خلال 5 سنوات، توفى "آل كابوني" وهو فاقد عقله الأسطوري الذي حير العالم، نتيجة الإصابة بالزهري العصبى الذى تسبب فى تراجع صحته العقلية لتوازى طفلًا فى الثانية عشرة من عمره، لتنهار الأسطورة التى بدأت قبل ذلك بنصف قرن.