رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمنياتى لعام جديد

أطل علينا عام جديد ٢٠٢٣، أمس الأول، محملًا بأمنيات وآمال كثيرة، لكنها تختلف من شخص إلى آخر، ولكنها فى كل الأحوال تعبر عن رغبة جماعية فى أن يكون العام الجديد أفضل من العام السابق الذى شهد فيه العالم اندلاع أزمات اقتصادية لم تنج منها دولة من الدول.

كما اشتعلت فيه حرب ضروس هى الحرب الروسية الأوكرانية التى ترتبت عليها آثار وأضرار وخسائر لكل العالم بشكل عام وللدولتين بطبيعة الحال، إلا أن أضرارها تخطت حدود المتوقع؛ لأنها أثرت على إمدادات الغذاء العالمى، كما نجمت عنها خسائر كبيرة فى الأرواح، كما انتشر فيروس كورونا العابر القارات والخطير والمميت فى أنحاء العالم؛ ليثير الخوف والفزع مرة أخرى بعد أن كدنا نظن أنه قد انتهى بخسائره الفادحة على أرواح البشر وعلى الأعمال وعلى حركة الاقتصاد العالمى والتنقل بين الدول والسياحة العالمية.

ورغم الحرب الروسية الأوكرانية وويلاتها على العالم فإن هذا لم يمنع استمرار الصراعات والأزمات بين الدول، ولم يمنع من إطلاق نداء سلام عالمى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك أثناء انعقاد أكبر مؤتمر دولى للتغيرات المناخية فى مدينة شرم الشيخ المصرية «كوب ٢٧»، حيث أقر ممثلو الوفود المشاركة فى مؤتمر المناخ «كوب ٢٧» إنشاء صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التى تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخى، والتى قال المؤتمر إنها تحتاج تريليونى دولار فى مواجهة خسائر الدول النامية، والدعوة لوقف الانبعاثات الكربونية التى تؤثر على حياة الإنسان على الأرض وتشكل خطورة على البيئة.

ومع بداية العام ونظرًا إلى الأضرار والظروف التى واجهت العالم كله، بما فيه مصر، فإن أولى أمنياتى لها: ستكون توفير الأمن الغذائى وتحسين الأحوال الاقتصادية لبلدنا ورفع مستوى معيشة المواطن المصرى ليكون فى مستوى معيشة يتناسب مع تطلعاتنا لحياة أفضل له فى الجمهورية الجديدة، والقضاء على الفقر وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، وتحقيق الازدهار والنماء، وإقرار سياسات من شأنها دعم وتشجيع الصناعة والمشروعات الصغيرة التى هى مصدر أساسى لزيادة الدخل القومى.

ثانية أمنياتى: هى تشجيع الاستثمار وتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب والعرب بما يجذب رجال الأعمال على تنفيذ مشروعات جديدة فى مصر، فهم السبيل الأساسى للخروج من الأزمة الاقتصادية الحالية، ما دام المشروع الاستثمارى يصب فى مشروعات جديدة تدر دخلًا لبلدنا وتوفر فرص عمل جديدة للمصريين، وما دام لا يمس أمن أو مصلحة الشعب المصرى، فالاستثمار ضرورة عاجلة لتحسين الأحوال الاقتصادية، واجتذاب رءوس الأموال للاستثمار فى بلدنا هو ضرورة لدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.

ثالثًا: التصدى لارتفاع الأسعار المستمر ومواجهة جشع التجار، بحيث يتمكن المواطن من توفير احتياجاته اليومية بأسعار تتناسب مع دخله، وحماية الطبقة الوسطى المتعلمة التى تتآكل نتيجة ارتفاع أسعار السلع، بما فيها السلع الأساسية للأغذية والخدمات الأساسية التى كانت حتى عام مضى فى متناول اليد.. إلا أنها ارتفعت فى الأشهر الأخيرة إلى أرقام ضخمة ومبالغ فيها ترتفع وفقًا لأهواء التجار، وأن تقوم الدولة بتوفير السلع الضرورية ومضاعفة المنافذ التى توفر السلع بشكل يناسب دخل المواطن فى متطلبات المعيشة اليومية.

رابعًا: استعادة القيم المصرية التى ميّزت الشعب المصرى العريق ذا الحضارة العريقة عن غيره من الشعوب مثل: الشهامة والطيبة والمحبة والعطاء والجدعنة والعطف على الصغير واحترام الكبير، والقضاء على سلوكيات العنف التى رأيناها تحدث فى بلدنا فى السنوات الأخيرة، وهى سلوكيات غريبة على طبيعة الشعب المصرى كأن يقتل الابن أباه أو أن يتحرش شخص بالغ بفتاة صغيرة أو يقتل الشاب فتاة بريئة لأنها رفضت الزواج منه، أو ابتزاز الفتيات عن طريق فبركة صور لهن ونشرها على المواقع وشبكات التواصل الاجتماعى، والتصدى لدعوات العنف والفتاوى التى تدعو لإثارة الفتن بين عنصرى الأمة، والقضاء بالحزم وبإصدار أحكام رادعة على جرائم البلطجة والعنف المفرط المستجدة علينا.

خامسًا: الدعوة لاحترام المرأة والفتاة المصرية، والقضاء على كل صور العنف والقهر الذى يمارس ضدهن ونشر الفكر المستنير الذى يدعو إلى حسن معاملة السيدات والفتيات فى كل ربوع مصر، وتعميم مفهوم احترام حقوق المرأة والفتاة من خلال أجهزة الدولة المعنية بتطبيق احترام حقوق وحريات المرأة والفتاة فى المدارس والجامعات وفى البيت وفى الشارع وإصدار أحكام رادعة إلى كل مدرسة أو جامعة تقهر أو تسىء إلى نساء وفتيات مصر.

سادسًا: وقف الانفجار السكانى الذى يبتلع أى تقدم يتم تحقيقه أو أى مشروعات كبرى يتم تنفيذها من أجل صالح المواطنين ما يعرقل التقدم ولا يظهر معه عائد المشروعات على المواطن ويتناقض مع أملنا فى تحسين مستوى معيشة المواطن المصرى، فالعدد الكبير للأبناء يحرم الطفل من توفير حياة كريمة له مهما كان دخل الأب أو الأم.

سابعًا: الاهتمام بصحة المواطن المصرى بتوفير المستشفيات التى تقدم خدمة صحية ممتازة للمواطن وبأسعار مناسبة وتوفير الأدوية لكل الأمراض، خاصة الأمراض المزمنة واتباع سياسات تضمن توفير الأدوية التى لا يتم إنتاجها فى مصر.

ثامنًا: التصدى للفتاوى المتطرفة التى تنشر الفكر المتخلف وتبث الكراهية وتشكك فى أى إنجاز تحققه الدولة أو القيادة السياسية، وتحاول إضعاف النسيج المجتمعى، وضرورة الحفاظ على الهوية الوطنية ودعم الثقافة والفنون والقوة الناعمة من جانب الدولة، لأنها السبيل لنشر الفكر المستنير والحفاظ على مقومات الشخصية المصرية لنتمكن من التقدم للأمام بثبات. 

هذه بعض من أمنياتى للوطن وليست كلها، فالأمنيات كثيرة وعديدة فى كل المجالات وعلى كل المستويات، إلا أنه يأتى على رأسها، وقبلها، توفير الأمان والاستقرار والحياة الكريمة للمواطنين والمواطنات على السواء فى بلدنا الحبيب، وكفانا ما مر بنا خلال أكثر من ١١ عامًا منذ يناير ٢٠١١ من تغيرات متتالية وتأثيرات لمخططات عدائية من دول تريد إضعاف بلدنا. ومع ذلك، فإنها إن شاء الله لن تتمكن من تحقيق مآربها إلا إذا تكاتف أبناء وبنات الشعب المصرى وتمسكوا بالعمل الجاد والسعى والاجتهاد لتتقدم مصر نحو الرخاء والازدهار، ومن خلال تعاوننا وثقتنا فى رئيسنا المخلص والشجاع عبدالفتاح السيسى؛ للمضى ببلدنا الحبيب إلى الأمام وإلى التقدم والازدهار لبناء مصر الحديثة والمستنيرة والمتقدمة.