«محمد فائق».. قائد حركات التحرر الوطني في إفريقيا (بروفايل)

يحتفل محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، بعيد ميلاده الـ 93، ويعد أحد رموز حركات التحرر الوطني في قارة إفريقيا، وأحد الشخصيات الوطنية من الطراز الأول التى لها مكانة دولية مرموقة.

وكرس محمد فائق حياته من أجل حريته والدفاع عن حقوق الإنسان فى مصر والمنطقة العربية، فهو سياسي مصري والخبير الدولي فى حقوق الإنسان، حينما يذكر اسمه يقترن دائما بتاريخ طويل من الدفاع عن الحقوق والحريات، هو من مواليد محافظة الدقهلية عام 1929، ودرس في كلية التجارة، ثم حصل على عدة دورات في بريطانيا عن الدفاع الجوي عام 1951.

وتقلد محمد فائق عددا من المناصب منها أمين عام المنظمة العربية لحقوق الإنسان 1986-2008 وعضو مجلس أمناء المنظمة من 2008 حتى الآن، ورئيس مجلس إدارة جريدة العربي، وكان مديراً لمكتب الرئيس جمال عبد الناصر للشئون الإفريقية ثم مستشاره للشئون الأفريقية والأسيوية، وعين وزيراً للدولة للشئون الخارجية عام 1970، وتولى رئاسة وزارة الإرشاد القومي (وزارة الإعلام) في الفترة من سبتمبر 1966، نائب رئيس اللجنة المصرية للتضامن الأفريقي الآسيوي، ومدير ومالك لدار المستقبل العربي للنشر والتوزيع من 1981، ثم أخيرا تولى رئاسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، في 22 أغسطس 2013 وحتى نهاية عام 2021، ليشهد العديد من الإنجازات ويكتسب ثقة الكثير من المؤسسات والهيئات على المستوي الدولي.

واشتهر بمواقفه النضالية الصلبة، ففي أعقاب العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 ارتدى زي الصيادين وانغمس في صفوف المقاومة الشعبية للاحتلال البريطاني لبورسعيد، وفي عام 1976، رفض قرارا من رئيس الجمهورية بالإفراج عنه من السجن مشروطا باعتذار يقدمه لرئيس الجمهورية وعاد إلى محبسه خمسة أعوام أخرى حتى لا يعتذر عن جريمة لم يرتكبها مجسدا معنى الكرامة الإنسانية، وقد تم اعتقاله مرة أخرى بعد أشهر قليلة من خروجه من السجن مع أكثر من 1500 من قادة العمل العام في مصر، ولم يفرج عنهم إلا بعد رحيل الرئيس السادات.

وخلال فترة الحبس، كتب أهم كتاب له «عبد الناصر والثورة الأفريقية» على أوراق «البفرة» وحافظ على اتجاه بوصلته للمستقبل، وبعد خروجه من السجن، اسس دار النشر تحت اسم «دار المستقبل العربي» في عام 1981، وتابع من خلالها نضاله من أجل الدعوة للحرية والديموقراطية والتضامن العربي، ولم تكن صدفة أن يشارك في تأسيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في عام 1983 التي انتخب في هيئتها القيادية وحمل مسئوليته أمانتها العامة في العام 1986.

ونظرا لنبوغه وتميزه فى عمله فقد تم إلحاقه من قبل قيادة ثورة يوليو بجهاز المخابرات العامة الجديد برئاسة زكريا محي الدين، فقد كان فائق من المؤسسين الأوائل للمخابرات العامة المصرية، وكان أول من تولي مكتب الشؤون الإفريقية فيه، ووثق به الرئيس عبد الناصر وقربه منه.

وعمل محمد فائق بالقرب من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتحمل مسئوليات سياسية ووزارية عديدة خلال حياة الرئيس عبد الناصر، وقدم خلال مسئولياته كمستشار للشئون الأفريقية ثم الأفريقية الآسيوية، وعقد صداقات مع زعماء حركة التحرر الوطني في العالم وزعماء حركة عدم الانحياز مثل نيلسون مانديلا، وكوامي نكروما، وأنديرا غندي وباندرانيكا وفيدل كاسترو وأرنستو جيفارا، وقد تأثرت حواراته مع هؤلاء الزعماء في تشكيل رؤيته العميقة لحركة التحرر الوطني العالمية.

وتابع مسئولياته الوزارية في عهد الرئيس أنور السادات، لكن استقال في مايو 1971، احتجاجا على التوجهات السياسية للرئيس السادات في معالجة إزالة آثار العدوان، ودفع ضريبة موقفه عشر سنوات من حياته وراء القضبان بناء على اتهام بالمشاركة في محاولة لقلب نظام الحكم، وقرار جائر من محكمة استثنائية افتقدت لكل معايير العدالة.

كرمت العديد من الجهات والهيئات محمد فائق، نظرا لتاريخه وعطاءه الممتد المتواصل ومن أجل نضاله ودفاعه عن الحريات والكرامة الإنسانية.