محمد الباز: نحتاج خطابًا دينيًا يُعلِّى من قيمة إعمال العقل وفقًا للواقع
علّق الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، على لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بشأن تجديد الخطاب الديني وتدريب وتأهيل الدعاة والوعاظ.
وقال محمد الباز، خلال برنامج الأسبوعي «مش حسبة برمة» عبر إذاعة «نغم إف أم» الخميس، إن الدولة مهتمة جداً ببرامج تدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ والخطباء في المساجد؛ لأن لهم دورًا كبيرًا في نشر الخطاب الديني المستنير، وهو الخطاب الذي هدفه إعمال العقل وفقًا لمستجدات الحياة، مشيرًا إلى أن التعامل اليومي بين الناس ينتج قضايا جديدة تستلزم فكرًا عصريًا.
وأكد الباز أن الخطاب الديني يجب أن يُعلِّي من قيمة إعمال العقل والتفكير المنطقي، متابعًا: «تعقيدات الحياة الآن ليست مثل عصر الرسول عليه الصلاة والسلام. في كل عصر هناك اجتهادات وكتب ودراسات وبحوث مناسبة للزمان والواقع».
وتابع: «حديث الرسول (تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة) كان وقتها عدد المسلمين قليلًا، والعالم هنا يقول إن عدد المسلمين يجب أن يزيد، لكن دلوقتي أنا عندي مشكلة في زيادة الأعداد يبقى تفسيري للحديث يكون معناه الأقرب هي الكثرة النوعية يعني مخلفش ناس كتير أخلف عدد قليل وأعلمه وأجهزه علشان يكون إضافة للمجتمع».
واستكمل: «هنا أخذت معنى يناسب الواقع بتاعي، تكاثروا تبقى زيادة نوعية، والمسلمون يكون فيهم ناس كويسين نوعيًا يعملوا إضافة لأن الهدف النهائي المباهاة تأتي من تقديم حاجة للإنسانية والبشرية يستفيدون منها».
وشدد الباز على أننا نحتاج إلى تحديث فكر الدعاة وربطهم بالواقع، ويكون لديهم فكر خاص بهم واجتهاد وعطاء علمي، مشيرًا إلى أن كل مجتمع له طبيعة وشكل، مضيفًا: «لو الخطيب مستوعبش طبيعة المجتمع هتكون هنا المشكلة».
وتابع: «جزء كبير جدًا من مسئولية التطرف ترجع لدور الدعاة والوعاظ لأن خطابهم تقليدي، ونحتاج خطاب عصرى يجذب الناس».
وأشار إلى أن أخطر شيء أن يكون الداعية موظفًا، متابعًا: «لازم نحرره من الفكرة دي، إحنا في أمس الحاجة لوجود داعية عصري يواجه التطرف».