رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«دكاكين تغلق أبوابها» لـ كمال رحيم عذوبة الكوميديا والسخرية العفوية العميقة

غلاف الرواية
غلاف الرواية

"دكاكين تغلق أبوابها" لــ كمال رحيم عذوبة الكوميديا والسخرية العفوية العميقة، ففي روايته المعنونة، الصادرة حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، يجسد الروائي كمال رحيم حفريات المجتمع المصري في الستينيات والسبعينيات من القرن المنصرم.

وتتضمن الرواية لقطات “رحيم” التي ترمم ملامح زمن مضي وتعيده إلي متحف الحياة بكامل نبضه وعبقه وأنماطه الإنسانية التي أندثر كثير منها. 

وعن رواية  "دكاكين تغلق أبوابها" للكاتب الروائى كمال رحيم، يقول الناقد دكتور محمد على سلامة، أستاذ النقد الأدبي الحديث: “يواصل كمال رحيم رحلته الفنية في أعماق الريف المصري بعد روايتيه الجميلتين والبديعيتين: ”أيام لا تنسي"، و"قهوة حبشي"، وفي هذه الرواية يصور القرية المصرية مبني ومعني، فهي تقدم للأجيال الجديدة صورة للقرية المصرية التي لم يروها، ثم تغوص في أعماق نفوس أهلها في ذلك الوقت.

ويلفت “سلامة” إلى أنه: "وقد طرح كمال رحيم كل ذلك في أسلوب سردي مشوق، يشدك لتتابع الأحداث بلهفة حتي تصل إلى النهاية، التي لا شك  في أنها الهدف الذي يقصده الكاتب وأراد توصيله إلى القارئ.

بينا يذهب الناقد دكتور محمد سليم شوشة، أستاذ الأدب العربي بكلية دار العلوم جامعة الفيوم، إلى أن: “في هذه الرواية ”دكاكين تغلق أبوابها"، ومن خلال عيني الصبي “علي” ووعيه، يشكل الخطاب السردي صورة فاتنة للقرية المصرية بأنماطها الإنسانية، ومصالحها المتضاربة، ويتشكل إيقاعها الحقيقي الكامل والنابض، وبلغة تتسلل للهامشي واليومي والمعتاد، فيأتي السرد في أكثر صورة ثراء بالجمال والمتعة.

يشار إلى أن الكاتب “كمال رحيم”، صدر له العديد من الأعمال الأدبية التي توزعت بين الرواية والقصة القصيرة. ففي الرواية صدر له روايات: قلوب منهكة، المسلم اليهودي، أيام الشتات، أحلام العودة، حارة المليجي، قهوة حبشي، أيام لا تنسى، وبورسعيد.

وفي القصة القصيرة صدرت له مجموعة بعنوان “لقمة العيش”، وقد فازت قصتان منها بالجائزة الأولى لنادي القصة عامي 1997، 1998.

 

ــ "دكاكين تغلق أبوابها" عذوبة الكوميديا والسخرية العفوية العميقة

ومما جاء في رواية “دكاكين تغلق أبوابها” للكاتب كما رحيم نقرأ: "ما استوقفني في هذا اليوم الجلبة الدائرة أمام دكان عدلي وفهيم. 

وركوبة تتقلقل بضجر بين هذه الجلبة، التقطتها عيناي وفي لحظتها عرفت أنها ركوبة غريبة، من شكل البردعة التي فوق ظهرها، لها سنم مرتفع عن أسنام برادعنا وألوانها الأحمر في أزرق في أصفر ليست من سلو بلدتنا، نحن محترمون ولا نميل لهذه الألوان الفاقعة، ناهيك عن أني وبحمد الله أولا وبأكعابي التي اتبرت في الشوارع ثانيا لي دراية بكل ما يمشي على أربع في بلدتنا، الجمل العضاض، الجاموسة النطاحة، حمير السباخ من حمير الأعيان، وكل من يقل أدبه ويعض ويرفس ويأخذ حقه في لحظتها، أو من عيناه في الأرض ولا ردة فعل ولا تعقيب على عيل ينخسه من الخلف أو ينهال على رقبته بالعصا.