من صحراء قاحلة لمدينة لامعة .. كيف عززت مصر تراثها بالعاصمة الإدارية
أكدت شبكة "ناشونال جيوجرافيك" الأمريكية، أنه عندما ترى مصر الآن ستكافح للتعرف على القاهرة، فبجانب نهر النيل، تم افتتاح أول ميل من كورنيش يسمى ممشى أهل مصر "ممر الشعب المصري"، مما يوفر إطلالات شاملة على الواجهة البحرية الشهيرة، بينما كان الحي المجاور المترامي الأطراف والمعروف باسم مثلث ماسبيرو في منتصف عملية تطوير كبرى وإزالة العشوائيات.
مدينة نابضة بالحياة في وسط الصحراء
وتابعت أن المدينة بها جسر تحيا مصر - تم افتتاح أكبر جسر معلق في العالم في عام 2019 - سافرت شمالًا عبر مجموعة خضراء ترحيبية من الأراضي الزراعية قبل الوصول إلى الصحراء حول الإسكندرية، وكانت الطرق جديدة لدرجة أن الأسفلت كان لزجًا؛ المخارج الرئيسية للمدن قيد الإنشاء على الساحل لم تكتمل بعد، كما نشأت العلمين الجديدة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط قبل أربع سنوات فقط، وهي منتجع شاطئي فاخر يقع غرب الإسكندرية، وبتكلفة متوقعة تبلغ 53 مليار جنيه إسترليني، ستشمل في النهاية ثلاث جامعات وقصرًا رئاسيًا، وكانت منطقة راقية تسمى الحي اللاتيني تقدم "شاليهات" على شاطئ البحر مكونة من أربع غرف نوم مقابل 200 ألف جنيه إسترليني.
وأضافت أنه بالعودة للقاهرة مرة أخرى قد يتفاجئ الزائر بمدينة جديدة مليئة بأبراج المكاتب اللامعة والمطاعم الفخمة، والتي حولتها من صحراء قاحلة إلى مدينة تشبه ضواحي دالاس ذات النبض الصاخب بالحياة لتصبح علامة فارقة على أطراف القاهرة التاريخية.
وأشارت إلى أنه في غضون عام، ربما أقل، تحولت الصحراء القاحلة لمدينة تضم الآلاف من المساكن الجديدة والمكاتب والأبراج الفاخرة تحت مسمى "العاصمة الإدارية الجديدة"، هنا سيكون كل شئ منظمًا ومصقولًا وعملاقًا، حيث تتضمن أطول ناطحات السحاب في إفريقيا، وأكبر مسجد في القارة وأكبر كاتدرائية، ومنطقة تجمع عام يبلغ طولها ضعف طول حديقة سنترال بارك في مدينة نيويورك، سيكون هناك الكثير من الترفيه سواء المتاحف والمطاعم ومراكز التسوق وحتى دار الأوبرا الرخامية الفخمة والمكتبة التي تضم أكثر من خمسة ملايين كتاب، حيث ستبدو زيارة القاهرة والمنتجعات الشاطئية من هنا سهلة، بفضل نظام السكك الحديدية الجديد عالي السرعة، عاصمة جديدة تصلح لأحفاد الفراعنة.
وأوضحت أن ما تشهده مصر في العاصمة الإدارية يشبه لحد الكبير المعجزة الحضرية، حيث يبرز مبنى فريد من نوعه، تم الانتهاء منه بالفع ، وهو متحف العواصم المصرية، كما يوحي الاسم ، يضم المتحف تذكارات من المدن التي كانت مقرًا للحكومة خلال 5000 عام من التاريخ المسجل للبلاد.