طه حسين عن شوقى: لا أرى لأمير الشعراء عقيدة صريحة فى الشعر
أحمد شوقي، والذي شهد شهر أكتوبر ذكرى ميلاده ووفاته، حيث رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من العام 1932، أطلق عليه العديد من الألقاب، ولعل أشهرها لقب أمير الشعراء. كما أطلق عليه لقب شاعر الشرق والغرب، شاعر الإسلام، ينتهي أصل أسرته إلي الأكراد العرب.
وكان جد أحمد شوقي من الأكراد وقد جاء إلي مصر شابا بتوصية من أحد الولاة الأتراك إلي الوالي محمد علي الكبير الذي ألحقه بقصره. أما “علي شوقي”، والد أحمد شوقي فقد بدد ثروته، فكفلته جدته لأمه التي ألحقته بمدرسة الشيخ صالح الابتدائية وهو في الخامسة من عمره، ثم استكمل دراسته الثانوية في مدرسة الخديوية بالقاهرة.
التحق أحمد شوقي في العام 1883 بمدرسة الحقوق العليا والتي قضي فيها عامين، ثم التحق بقسم الترجمة وتخرج فيه في العام 1887.
التحق أحمد شوقي بمعية الخديوي توفيق الذي أرسله إلي فرنسا سنة 1887 لدراسة الآداب الفرنسية والحقوق. وفي سنة 1915 نفي إلي أسبانيا إلي أن سمح له الملك فؤاد بالعودة إلي مصر في سنة 1919.
ــ العميد طه حسين وماذا قال عن أمير الشعراء
في كتابه “حافظ وشوقي”، يذهب عميد الأدب العربي دكتور طه حسين، إلي أن: “الواقع أني لا أعرف لأمير الشعراء عقيدة صريحة في الشعر، وما أري أنه قد حاول أن يكون لنفسه هذه العقيدة، وما أري أنه فكر في الشعر إلا حين يقوله، إنما هو كما يقول ”هيكل" في شئ من الدهاء مجدد حينا ومقلد حينا آخر، وهو في تجديده وتقليده لا يصدر عن عقيدة فنية واضحة، وإنما يتأثر بالساعة التي يتهيأ فيها لقول الشعر، وبالظرف الذي يقرض فيه الشعر ليس غير، والواقع أيضا أنا مكرهون علي أن نعني بأناتول فرانس، وجان جاك، وبييرلوتي، وأمثالهم أكثر مما نعني بشوقي وأمثاله، لأنا نجد عند هؤلاء من اللذة والغناء ما لا نجده عند شاعرنا المجيد.
ــ أمير الشعراء يقلد المؤمنين والمستمتعين
ويضيف طه حسين عن أحمد شوقي: “ازدواج الشخصية الذي يلمحه ”هيكل" في شعر أمير الشعراء لا يدل في حقيقة الأمر إلا علي أن أمير الشعراء يقلد المؤمنين والمستمتعين، كما يقلد غيرهم من أصحاب الشعر.
وفي المقدمة التي كتبها الدكتور محمد حسين هيكل لديوان “الشوقيات” يقول: "وحكمة أحمد شوقي، وما يصدر عنه من وصف وغزل، وما يميز شعره جميعا يبدو كأنه شرقي عربي لا يتأثر بالحياة الغربية إلا بمقدار، وهذا طبيعي مادام شوقي شاعر العرب والمسلمين، وما دام يجد في الحضارة الشرقية القديمة ما يغنيه عن استعادة لبوس المدنية الغربية إلا بالمقدار الذي تحتاج إليه أمم الشرق في حياتها الحاضرة لسيرها في سبيل المنافسة العامة.
ويضيف “هيكل”: "وقد يكون غلو أحمد شوقي أكثر وضوحا في جانب اللغة منه في جانب المعاني، فهو بمعانيه وصوره وخيالاته تحيط مما في الغرب بكل ما يسيغه الطابع الشرقي وترضاه الحضارة الشرقية.
وعن لغة أحمد شوقي يقول الدكتور محمد حسين هيكل: "أما لغته فتعتمد علي بعث القديم من الألفاظ التي نسيها الناس وصاروا لا يحبونها لأنهم لا يعرفونها، ولعل سر ذلك عند شوقي أن البعث وسيلة من وسائل التجديد، بل قد يكون البعث آكد وسيلة من وسائل التجديد نتيجة ما يوجد من أرباب اللغة، ممن يفيضون علي الألفاظ القديمة روحا تكفل حياتها، والبعث لها إلي جانب ذلك من المزايا أنه يصل ما بين مدنية دارسة، ومدنية وليدة، يجب أن تتصل بها اتصال كل خلف بسلفه.