رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا تعرف عن البطريرك بن لقلق ومجمع القلعة؟.. مؤرخ كنسى يوضح

الكنيسة
الكنيسة

أصدر المؤرخ الكنسي المعاصر ياسر يوسف غبريال نشرة تعريفية بما يُعرف بـ«مجمع القلعة»، حيث قال «إن مجمع القلعة هو المجمع الذي انعقد نتيجة خلافات البابا كيرلس الثالث بن لقلق البطريرك الـ 75، وكان الأساقفة قد تعبوا من تصرفاته وأيضًا الشعب، سيمونية ومحبة المال والرياش وتعظم المعيشة وتجبر نتيجة علاقاته الطيبة ببعض الحكام، وكان البابا كيرلس مشتهي الكرسي وبسببه ظل الكرسي خاليًا عشرين عام».

وأضاف في النشرة التعريفية التي أطلقها عبر صفحة تاريخ الأقباط المنسي أن: «نتيجة ما يفعله البابا كيرلس كانت هناك جبهات الراهب عماد الأخميمي، الراهب بطرس الشهير بالشيخ السني كاهن كنيسة أبو سرجة، أنبا يوساب أسقف قوة، وأساقفة آخرون، وعليه في 11 توت من سنة 957 للشهداء يعني سبتمبر 1240 للميلاد تم عقد مجمع الأساقفة في القلعة بحضور الوزير المعين مندوبًا عن الخليفة وعدد من الكهنة والأراخنة، وتمت مواجهة البابا كيرلس بأفعاله وتوصلوا لعدد من القرارات أهمها أن يلازم القلاية البطريركية أسقفان عالِمان هما القمص بولس البوشي الذي تقرر رسامته أسقفًا على مصر، والثاني أحد الأساقفة العلماء بالوجه البحري بالنوبة أي التناوب، ويعمل البطرك معهما في كل ما يتعلق بشئون الكنيسة الإدارية».

وتابع: «بولس البوشي كان راهبًا في أحد أديرة الفيوم ولتقواه وعلمه تم ترشيحه للكرسي المرقسي مع الراهب داود بن لقلق وكان زميل بولس في نفس الدير، وقتها انسحب الراهب بولس حرصًا على سلام الكنيسة فقد ظل الكرسي للمرة الأولى والأخيرة خاليًا لمدة 20 سنة لدرجة أن أغلب أساقفة الكنيسة تنيحوا، وأخيرًا جلس داود بن لقلق على الكرسي وأصبح البابا كيرلس الثالث الـ75، وكان الأسقف بولس الذي سيم على مصر قديمة أو بابلون الدرج ( عدا أبو سرجة ) عالمًا باحثًا في اللاهوت ومازالت أغلب كتبه موجودة كمخطوطات في الأديرة وتتنوع بين اللاهوت والعقيدة وتفاسير الكتاب المقدس والمباحثات مع علماء المسلمين، وكان ذلك في عهد الملك الكامل الذي كان يقدر علم بولس البوشي وفكره، وطبعًا لم يستجيب البابا كيرلس بن لقلق لما توصل إليه مجمع الأساقفة واستمر في أسلوبه».

وأكمل: «ولكن قبيل نياحته وكانت المشاكل قد زادت والمطالب الإصلاحية التي قدمها الأراخنة وبعض الرهبان لم يتم تنفيذ شيئًا منها استطاع أنبا بولس البوشي أن يقنع البابا أن يعتكف في دير الشمع للعبادة والصلاة لعل الأمور تهدأ، وتتدخل يد الله في الكنيسة وفعلًا سمع البابا كلامه وأمضى أيامه الأخيرة في صلاة وتوحد وظل الأسقف بولس البوشي مباشرًا لعمل البطريرك بكل محبة وتواضع، وعندما تنيح البابا كيرلس بن لقلق ظل الكرسي خاليًا سبع سنوات؛ لأن الأقباط خافوا أن يأتي بطريرك آخر يتعب الكنيسة مثل ابن لقلق».