خبير تربوى يكشف أسباب اعتماد الطلاب وأولياء الأمور على الكتب الخارجية
قال الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم تنفق مليارات الجنيهات سنويًا على طباعة الكتب المدرسية بالرغم من الارتفاع الهائل في تكاليف مستلزمات الطباعة (من أوراق، وأحبار وغيرها) بالإضافة إلى تكاليف إجراء مسابقات لتأليف تلك الكتب وتطويرها بشكل مستمر.
وأضاف أستاذ علم النفس والتقويم التربوي في تصريحات لـ«الدستور» أنه مع وجود الأزمات الطاحنة التي يمر بها الاقتصاد فإن الدولة لم تبخل بأي حال في الإنفاق على الكتب المدرسية باعتبار أن التعليم قضية أمن قومي.
وأوضح «شوقي» أن الأسر المصرية قد تلجأ إلى شراء الكتب الخارجية التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى بشكل كبير عن العام الماضي، لذلك أصبح التلميذ قد لا يمس الكتاب المدرسي حتى انتهاء العام الدراسي.
وأشار إلى أنه توجد العديد من الأسباب التي تدفع الطالب وولي الأمر إلى الاعتماد على الكتب الخارجية كالآتي:
1- الكتب الخارجية تتضمن معلومات معروضة بشكل جذاب للطالب، بينما الكتب المدرسية تعتمد فقط على عرض المعلومات دون الاهتمام بشكل وطريقة العرض.
2- تتضمن الكتب الخارجية تفاصيل لبعض الأجزاء المهمة وهو ما يسمي بـ (المعلومات الإثرائية) وقد لا تركز عليها الكتب المدرسية رغم أهميتها.
3- تتضمن الكتب الخارجية العديد من الأمثلة على بعض الأفكار مما يساعد التلميذ علي فهمها واستيعابها.
4- تحتوي الكتب الخارجية على تدريبات وأسئلة على كل جزء من الدرس ثم أسئلة شاملة في نهاية الدرس، ونماذج امتحانات وامتحانات سابقة وإجاباتها، ما لا يتوافر في الكتب المدرسية التي تعرض مقدار محدود من تلك الأسئلة والامتحانات.
5- تتضمن بعض الكتب الخارجية ملاحق (خرائط، كتيب امتحانات، قاموس) مما يساعد على زيادة فهم واستيعاب المعلومات.
6- تعتمد الكتب الخارجية على عرض الأجزاء المهمة فقط من كل درس وتفصيلها، بينما لا تهتم بتفصيل العناصر عديمة الأهمية، بينما تعرض الكتب المدرسية كل المعلومات سواء المهمة أو غير المهمة بنفس الشكل.
7- في نهاية كل درس في الكتب الخارجية يتم وضع ملخص بالمفاهيم الأساسية وتعريفاتها ما لا يتوافر في الكتب المدرسية.
8-الكتب الخارجية يتم توفيرها للطالب في وقت كاف قبل بداية الدراسة على عكس الكتب المدرسية التى قد تتأخر بعض الوقت مع ذلك فقد تتضمن الكتب الخارجية بعض السلبيات:
- رداءة طباعة بعض الكتب (من أجل تقليل نفقات الطباعة وزيادة الأرباح).
- قد تقتل لدي الطالب مهارة البحث عن المعلومات بنفسه حيث تقدم كل المعلومات بشكل جاهز.
- تتضمن عرض بعض المعلومات والأفكار بشكل مبهم للطالب (وهذا يفسر لجوء الطالب إلى الدروس الخصوصية وعدم اكتفائه بها).
- ارتفاع أسعارها والتي قد تفوق أحيانًا مصاريف الدراسة بالمدارس الحكومية.
- الكتب الخارجية تمثل إشكالية في تطوير التعليم الحقيقي (مثلها مثل الدروس الخصوصية) والتي تركز فقط على إعداد الطالب للامتحانات واجتيازها دون الاهتمام بالتعليم الحقيقي الذي ننشده، حيث يركز فقط على الحفظ والتلقين.
- تؤدي إلى تهميش دور الكتب المدرسية وضياع المليارات من الجنيهات سنويًا نتيجة لعدم الاستفادة منها.
واختتم أستاذ علم النفس والتقويم التربوي، قائلًا: «مع ذلك لا يمكن إنكار وجود العديد من الطلاب والأسر المصرية لا تزال تعتمد على الكتب المدرسية لثقتها فيها، وفي كل الأحوال لا بد من إعادة النظر في الكتب المدرسية وجعلها أكثر جاذبية للطالب، خاصة أنها قد تتضمن بعض الأفكار المهمة التي قد تغفل عنها الكتب الخارجية».