رفضتها دور النشر وصديقتها نصحتها بتمزيقها.. تفاصيل رواية «قصر الذئاب» لـ هيلاري مانتل
توفيت اليوم الأديبة البريطانية الكبيرة هيلاري مانتل، وهي واحدة من أعظم ما أنجبت بريطانيا في فن الرواية، حيث توجت بفوزها بالبوكر مرتين عن رواية "قصر الذئاب"، ورواية "أخرجوا الجثث"، ولروايتها "قصر الذئاب" قصة كبيرة.
تفاصيل رواية قصر الذئاب
كتبت مانتل قصر الذئاب وقدمتها لدور النشر لكنها رفضت، وسخر أصحاب هذه الدور من الرواية، وكان تبريرهم لسخريتهم "من هو الشخص الذي سيقرأ أحداث مر عليها عقود كثيرة".
وحملت مانتل خيبة روايتها لتقصها على صديقتها التي نصحتها بتمزيق الرواية إربًا، وذكرت لها أن الرواية مملة إلى حد كبير، ولكن تحدي مانتل كان له رأي آخر فقد قررت أن تنشر الرواية على نفقتها الخاصة، ولم تتوقع أبدًا أن تصبح الرواية من أكثر الروايات مبيعًا وتوزع ثلاثة ملايين نسخة.
وحدث وأن فازت الرواية بجائزة البوكر، فكان إنصافًا كبيرًا للرواية، كما تناولها بالقراءة العديد من الشخصيات الثقافية العامة ومنهم مارجريت أتوود المتوجة بجائزة نوبل.
من هي هيلاري مانتل؟
ولدت مانتل عام 1952 لأبوين من ايرلندا، في الرابعة من عمرها تجد نفسها بلا أب بعد أن قررت والدتها الارتباط بشخص آخر سيمنح أولادها اسم عائلته، لم ترى والدها بعد ذلك، لكنها سمعت بخبر وفاته عام 2005.
وعانت مانتل كثيرًا بدءًا من طفولتها، حيث تعرضت للمرض وكان زوج أمها يسميها الطفلة التي لا تريد أن تهنأ بالحياة، وقال الأطباء إن حالة الصداع التي ترافقها ستسمر معها طوال حياتها، والغريب أن مانتل سخرت كثيرًا وكانت تردد: "إن ما سيرافقني طوال حياتي هو الطموح".
وفي الأخير فازت مانتل مرتين بالبوكر، ولم يحدث هذا مع أي كاتبة أخرى، وكان لهذا الأمر وقعه على رواج أعمالها الأدبية.
قصر الذئاب
يقول علي حسن في مقال له، إن مانتل في روايتها "قصر الذئاب" تنقل لنا طموحات توماس كرومويل ونتابع معها سيرة حياة الرجل الذي أصبح أقرب المقربين للملك هنري الثامن، لكن هذه العلاقة الحميمة لم تقف حائلًا دون تقديم رقبته للمقصلة، توماس كرومويل ابن الحداد كان يشاهد والده وهو يضرب كل يوم أمه، اضطر أن يغادر إنكلترا ليعيش في هولندا، حيث درس اللغات والاقتصاد، وعندما يعود إلى لندن بعد سنوات يتم انتخابه نائبًا في البرلمان يعمل مساعدًا للكاردينال وولزي، مستشار الملك هنري الثامن الذي أقصاه من منصبه لفشله في إقناع الفاتيكان بالموافقة على زواج الملك من زوجة شقيقه المتوفى.. يصبح كرومويل مستشارًا للملك ويقرر إصلاح الكنيسة الإنكليزية ويمنح هنري الثامن موافقة بالزواج، وبزمنه تنشق الكنيسة الإنكليزية عن الفاتيكان، ويتم تأسيس الكنيسة الأنجليكانية التي أصبح الملك هنري الثامن رئيسًا لها، لكن سرعان ما يقرر الملك الزواج مرة أخرى متهمًا زوجته بالخيانة، حيث قدم رأسها إلى المقصلة، بعد أن أنجبت له ابنته إليزابيث التي ستشهد بريطانيا معها العصر الذهبي.. ينتهي الجزء الأول بغضب الملك على كروميل.