وفاة الكاتبة البريطانية الشهيرة هيلارى مانتل
أعلنت دار نشر «فورث إستيت بوكس»، اليوم، عن وفاة هيلاري مانتل، الكاتبة البريطانية المعروفة بثلاثيتها التاريخية «قصر الذئاب»، أمس، عن عمر ناهز 70 عاما.
وحازت «مانتل» على جائزة البوكر مرتين عن "قصر الذئاب" و"أخرجوا الجثث"، وهما الكتابان الأول والثاني من الثلاثية. وتم نشر الجزء الثالث والأخير من الثلاثية بعنوان "المرآة والضوء" في مارس 2020.
وقالت دار فورث إستيت عبر تويتر: "أحزن قلوبنا وفاة كاتبتنا المحبوبة، السيدة هيلاري مانتل، قلوبنا مع أصدقائها وعائلتها، خاصة زوجها جيرالد".
وأضافت: "هيلاري مانتل ستظل دائما في الأذهان باعتبارها كاتبة مبدعة تركت وراءها مجموعة رائعة من الأعمال التي تلهم القراء في جميع أنحاء العالم".
دارت ثلاثية «قصر الذئاب» حول قصة صعود توماس كرومويل، نجل الحداد الذي أصبح المستشار الأقوى للملك هنري الثامن قبل أن يلقى نهاية مروعة.
وتحولت هيلاري مانتل إلى شخصية أدبية شهيرة على المستوى الوطني بفضل ثلاثية توماس كرومويل، ولقد حققت الروايتان الأوليان مبيعات بلغت 5 ملايين نسخة مع ترجمتهما إلى أكثر من 30 لغة. وحازت روايتا «وولف هول» لعام 2009 و«برينغ أب ذا بوديز» لعام 2012 على جائزة بوكر الأدبية، مما جعل من السيدة «مانتل» أول امرأة تحصل مرتين على الجائزة، وأول روائية تفوز بجائزة على رواية التَّتِمّة. ولقد تحولت الروايات إلى مسرحيتين نالتا العديد من الجوائز من إنتاج شركة «شكسبير الملكية» وهيئة الإذاعة البريطانية. وفي عام 2015، منح الأمير تشارلز، السيدة مانتل لقب «السيدة الفارسة الحائزة على وسام الإمبراطورية البريطانية»، مما دفع بعض وسائل الإعلام إلى عقد مقارنات صارمة بين أفراد العائلة الملكية في العصر الحديث وبين سلوكيات الغدر والخيانة التي وصمت سمعة أسرة تيودور التي حكمت إنجلترا في القرن السادس عشر، وضمت الملك هنري الثامن الذي قطع رأس السير توماس كرومويل صاحب الثلاثية.
وبدأت ثلاثية هيلاري مانتل برواية «وولف هول- قصر الذئاب» في عام 2009، وتلتها رواية «برينغ أب ذا بوديز- أخرجوا الجثث» في عام 2012، لتنتهي برواية «ذا ميرور آند ذا لايت- المرآة والضياء» في العام الجاري.
وطوال مشوار صعودها إلى الصدارة الأدبية، ظلت الروائية هيلاري مانتل بمعزل عن الآخرين، فلم تكن أبداً جزءاً من المحيط الأدبي اللندني، ويبدو أنها تفضّل الحياة مع شخصيات رواياتها التي فارقت الحياة عن كونها شخصية عامة ومعروفة للجميع. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، عاشت رفقة زوجها الجيولوجي المتقاعد جيرالد ماكوين في قرية «بودليه سالترتون» الصغيرة المطلة على ساحل ديفون الشرقي.
ورغم ذلك فهي أبعد ما تكون عن الخجل الشديد، فلقد أثارت السيدة «مانتل» الجدال أحياناً بسبب مواقفها المبتدعة بشأن العائلة الملكية البريطانية وسياسات البلاد، ففي عام 2013 نشرت الصحف الشعبية جملة من تصريحات قد أدلت بها في محاضرة وصفت فيها دوقة كامبريدج بأنها عارضة أزياء متواضعة بلا شخصية جادة، وبعد ذلك بعام، أثارت غضب الساسة البريطانيين المحافظين وفجّرت اضطرابات كبيرة لدى وسائل الإعلام عندما نشرت قصة قصيرة تصوّر حادثة اغتيال مدبّرة لرئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، على أيدي قناص من الجيش الجمهوري الأيرلندي المعارض.
وتعد «مانتل» مناسبة تماماً لمهمة سبر غور الماضي البعيد وإعادة إحيائه. ومنذ كانت طفلة صغيرة، كانت تنتابها رؤى لمختلف الأشباح والأرواح الهائمة، وقالت عن ذلك: «اعتدت رؤية الأشياء غير الموجودة حولنا»، وذكرت ذلك في مذكراتها بعنوان «التخلي عن الأشباح».
ونشأت هيلاري مانتل في أسرة أيرلندية كاثوليكية في هادفيلد، وهي قرية صغيرة من أعمال ديربيشاير، وكانت مهووسة منذ صغرها بالخرافات والأساطير والفولكلور والأمور الخارقة للطبيعة. وقبل بلوغها سن القراءة، أصرت أن يقرأ لها أقاربها حكايات من قصة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، وقالت: «كان رأسي محشواً بقصص الحكمة والفروسية، والثقة بالذات التي تتأتى من المعرفة الشاملة بفنون ركوب الخيل والمبارزة بالسيف».
ومع بلوغها 18 عاماً من عمرها، التحقت بكلية لندن للاقتصاد ودرست فيها القانون، على أمل أن تصبح محامية في يوم من الأيام. ولكنها لم تتحمل الاستمرار فترات طويلة في التدريب المهني القانوني المضني، وفي تلك الأثناء، كانت قد تقابلت مع السيد جيرالد ماكوين عندما كانا في العشرينات من عمرهما، وتزوجا، وانتقلا للعيش في مدينة مانشستر، حيث عثر زوجها على وظيفة في التدريس، كما عملت هي في عدة وظائف قبل أن تبدأ في احتراف الكتابة والتأليف.