خبير لـ «الدستور»: حرب روسيا وأوكرانيا ستغير شكل النظام الدولي
اعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حرب أوكرانيا سيكون لها تداعيات مهمة على النظام الدولي، لافتاً إلى أن أزمة حرب روسيا وأوكرانيا تعتبر المواجهة الأهم والأصعب بعد الحرب العالمية الثانية.
الأزمة الأوكرانية تحدث تغييرات على النطاق الدولي والإقليمي
وقال “غباشي” في تصريحات لـ “الدستور”، إن الأزمة الأوكرانية أحدثت تغييرات على النطاق الدولي والإقليمي، خصوصا في لعبة توازنات القوى الإقليمية والدولية، ومسألة القطب القطب الواحد الذي انتهى.
وأضاف “غباشي” أن هناك صعود للأقطاب الأخرى على رأسها الصين وروسيا، مشيرا إلى أنهم قادمين بشدة في العالم وفرضوا أنفسهم بقوة في أماكن نفوذ مهمة جدا، كانت حكرا على الولايات المتحدة الأمريكية في وقت من الأوقات.
حرب أوكرانيا تخلق أزمات في النفط والغذاء
وتابع غباشي، أن الحرب الأوكرانية لها تداعيات مهيبة، خصوصا فيما يتعلق بالنفط والغاز وأزمة الغذاء، وهما الثلاث أزمات الأهم التي انبثقت عن الحرب الأوكرانية.
وأشار إلى أن زلزال الغاز والنفط أصبح مرعب للعالم الغربي بشدة، كما أن ألمانيا أخذت نصيب الأسد من الخسارة من تداعيات هذه الحرب، فيكفي أن الألمان خسروا نورد ستريم 2 الذي تكلف 10 مليارات دولار ونورد ستريم1 المنفذ التي تأتي احتياجات الغاز للألمان منه، ولهذا تقوم روسيا بشكل أو بآخر يضغطوا عليه بين فترة وأخرى.
الصين تستفيد من تداعيات الغاز
وأفاد أستاذ العلوم السياسية، أنه نتيجة لتداعيات الغاز تعطل 1200 مصنع تابعين لدول غربية، ودخلت الصين على الخط ودخلوا واشترت هذه المصانع.
وأشار غباشي إلى أن الأزمة الأوكرانية من وجهة نظر الكثير من المراقبين لن تقف على حدود أوكرانيا، فالروس غاضبون بشدة من مساعدات البولنديين باعتبارهم المنفذ الأهم لدخول المساعدات إذا كانت عسكرية وتقنية للأوكرانيين والتي تأتي من العالم الغربي والولايات المتحدة الأمريكية، فضلا عن الغضب من دول البلطيق، استونيا ولاتفيا وليتوانيا أنها لن تقف عند حد الحديث.
وأضاف “مسالة انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو في هذا التوقيت أصبح مزعج لروسيا”.
الاحتكاك بالصين عن طريق تايوان
وأشار “غباشي” إلى أن مسألة الاحتكاك بالصين وتسخين تايوان عن طريق الزيارات الأمريكية الأخيرة، وخاصة زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ومن بعدها وفد من الكونجرس الأمريكي إلى تايوان يثير الجدل، مشيرا إلى أن هذه الزيارات توحي بأن في الأفق تحالفات جديدة وتوافقات جديدة، على رأسها ما يتم الآن التحضير له من مناورات عسكرية ضخمة، فضلا عن مناورات روسية صينية وهندية وطاجيكية وبلاروسية، وهذا الأمر مزعج للولايات المتحدة الأمريكية.