«من صياد إلى صياد».. تجرية شعرية مغايرة للمعمارى نزار الصياد
أصدرت دار العين للنشر والتوزيع كتاب "من صياد إلى صياد"، وهو عبارة عن مختارات شعرية للدكتور محمد محمود الصياد، والمعماري الدكتور نزار الصياد.
الكتاب يناقش فكرة جديدة عبر عدة أجيال وهي أن الدكتور نزار الصياد قام بجمع شعر والده الدكتور محمد محمود الصياد، وشعره هو ثم نشر ديوانًا يجمع بين أشعار والده وأشعاره، وما بين الأب والابن 60 عامًا من الشعر، فقد نشر الأب محمد محمود الصياد أولى قصائده في جريدة الأهرام عام 1935، ونشر الابن أولى القصائد بالإنجليزية عام 1991.
واتبع الابن تبويبًا يجعل هناك نقاشًا حول كل قصيدة في الديوان، فكان أن وضع قصيدة للأب ثم قصيدة له بدون أن يذكر إن كانت القصيدة له أو لوالده، كأنه يقول إن هذا امتداد لذاك وبالتالي تقرأ القصائد وتختلف أبنيتها وتكوينها لكنها تتحد كثيرًا في مسألة التناول للموضوع بطرق مختلفة.
الديوان صدر في 220 صفحة من القطع المتوسط وتضمن 51 قصيدة للأب والابن، وتأرجحت القصائد ما بين مناقشة الغربة وأفعالها، والناس وحكاياتها، ولكن كلها تنبع من الهم الأساسي الشخصي مضفرة بالهم العام، وكأنها دليل على أن الغربة لم تقدر برغم سنواتها على فصل الابن أو الأب عن عالمه، وانتمائه لجذر ينغرس في أديم الأرض المصرية، وكأنها صرخات لمحاولة التشبث أكثر وليس الانفصال.
تنوعت قصائد الديوان ما بين الحبيبة/ الرمز، بل إنها تناقش أبعد من شكل، فهناك قصائد عامية:
مثل "شوف الزهور"، ويقول فيها:
بص يا بني آدم حواليك واتعلم
شوف الزهور وهي بتتكلم
قالها الشعرا والمغنين قبلك
مية مرة مفضلشي
غير إنك تقول يا سلام سلم.
وهناك شعر الفصحى وهو الأكثر في الديوان، كما في قصيدة "لن أتوب"، يقول فيها الشاعر:
عُدوا على مأثمي عُدوا
أنا ما ارتويت من الهوى بعد
سأعيش أنهل من منابعه
حتى يضم رفاتي اللحد
الحسن في بيروت جدد لي
عهد الشباب وحبذا العهد.
الديوان تجربة شعرية جديدة تناقش أشعار كتبت في القرن الماضي، وهي الأشعار الوحيدة التي كتبت للشاعر الدكتور محمد محمود الصياد بعد حريق أتى على بيته والتهم كل شىء، لكنها ترسخ لمعرفة كيف كانت موهبة الدكتور الصياد الابن، وبعد قراءة تجربة الابن تلاحظ ذلك التطور في الكثير من الأمور سوى أن هناك موهبة تشي بنفسها، برغم أن الدكتور الصياد الأب لم يصدر سوى ديوان واحد.
أما عن الدكتور محمد محمود الصياد فهو أستاذ الجغرافيا بجامعتي القاهرة وعين شمس، وعميد معهد الدراسات الإفريفية الأسبق بالقاهرة.
فاز بجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1978، ونشر له ديوان صغير تحت عنوان "ثم جاء الخريف" في بيروت علم 1997.
أما عن الابن فهو الدكتور نزار الصياد أستاذ العمارة والتخطيط في جامعة كاليفورنيا "بيركنلي"، حيث عمل لمركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة لعقدين من الزمن.