من السنبلاوين إلى أسوان.. «رضا» و«عيد» يحصدان الذهب الأصفر في موسمه (فيديو)
لم يكن موسم حصاد "الذهب الأصفر" مجرد حدثاً عادياً ولكنه يعد بداية للخير والرزق الذى يعم على جميع المزارعين وعمال اليومية بالأراضي الزراعية، حيث يجمع هذا الموسم بين الشمال والجنوب، ويتوافد عدد من عمال إحدى العزب المتواجدة بمدينة السنبلاوين في محافظة الدقهلية وبصحبتهم معدات الحصاد إلى محافظة أسوان وتحديدًا أماكن زراعات محصول القمح للسعي والعمل وراء لقمة العيش.
ورغم اختلاف درجة الحرارة من وجه بحري وقبلي وتحديدًا أسوان، حيث تعد من المحافظات التى تسجل أعلى درجات للحرارة في فصل الصيف، ولكن لم يكن ذلك عائقًا أمامهم أبدًا لسعي وراء رزقهم في حصاد القمح.
أجرت "الدستور" معايشة لـ "رضا وعيد" شقيقان ضمن المزارعين المتوافدين من مدينة السنبلاوين إلى أسوان أثناء عملهم في موسم حصاد القمح داخل مزرعة كوم أمبو الحقلية.
مع دقات ساعات الصباح يبدأ الشقيقان رضا وعيد عملهما في الأراضي الزراعي، حيث أن في بداية اليوم تكون الأجواء معتدلة مما يساهم في أنجاز قدر أكبر من أعمال حصاد القمح قبل ارتفاع درجة الحرارة التي تجعلهم يشعروا بمعاناة كبيرة إلا أنهم اعتادوا علي المشقة والتعب من أجل لقمة العيش.
وبالاستعانة بشمسية ملونة بالألوان المبهجة شبيهة بالشمسيات في المصايف يتم وضعها على الجرار الزراعي يحتمي الأخ الأكبر من أشعة الشمس المرتفعة خلال فترة النهار، حيث يعتمد عليه بشكل أكبر في حصاد المحاصيل ويتبعه شقيقه الأصغر بجرار آخر ولكن يختلف عنه بارتداء قبعة واقية فقط ويرتوي بالمياه مع كل تحركاته حتي يهون علي نفسه ارتفاع درجة الحرارة.
وبعدها يسير كلاً من الشقيقان يتبعه في اتجاه حتى ينهوا حصاد الأراضي من محصول القمح وينتهي عملهم مع غروب الشمس ليحصلوا على قسط من الراحة ويستكملوا في اليوم التالي وهكذا حتى ينتهوا من الأعمال بشكل كامل.
“احنا بنجمع حوالي 100 حصادة قمح كلنا من بلد واحدة عزبة الخلايفة تبع السنبلاوين في المنصورة، بنحمل الماكينات بتاعتنا وننزل أسوان كل موسم حصاد، وأنا بجيب أخويا الصغير معايا كل سنة وبعد ما نخلص شغل بنمشي وناخد معداتنا لأن المكن ده بيشتغل حصاد بس”، هكذا بدأ رضا أيمن، أحد الشقيقين عمال حصاد القمح في مزرعة كوم أمبو الحقلية.
وأضاف لـ“الدستور” أنه علم بتواجد أراضي زراعية مزروعة بمحصول القمح في أراضِ أسوان عندما جاء إليه أحد أبناء المحافظة حتى يعيد صيانة معدة اللودر، وأثناء حوار دار بينهم حكي له عن الزراعات، إلا أنه بعدها توافد بمفردة لرؤية هذه الزراعات وعقد الاتفاق على العمل في موسم حصاد الذهب الأصفر، قائلاً" ركبت القطر لوحدي وجيت ااشوف الدنيا قبل ما أجي أنا والمعدات".
وأوضح أن أشقاءه وهو عددهم 6 منهم 3 فتيات، وأنه من خلال عمله كحصاده يساعد في مصروفات المنزل، فى كل موسم يصطحب معه شقيقه الأصغر فقط الذى يعمل في نفس مهنته ليسعوا وراء رزقهم سويًا، وأنه منذ ما يقرب من 7 سنوات وهم يتوافدان إلى أسوان مع كل موسم لحصاد القمح.
وذكر لـ“الدستور” أنه عند قدومهم للعمل في موسم الحصاد يجلبوا معهم المعدات الخاصة بهم، حيث أنهم يحملونها على سيارات نقل ثقيل إلى الأراضى الزراعية التي يعملون بها ثم بعد الانتهاء من الموسم يعودون إلى بلدتهم مرة أخرى وبرفقتهم نفس المعدات لصيانتها وتجهيزها للحصاد القادم.
وأشار إلى أن هناك عدد كبير من الحصاد الذين توافدوا من نفس بلده انتهوا من اعمالهم في حصاد محصول القمح بالأرضي الزراعية، وغادروا إلى بلدتهم مرة أخرى برفقة المعدات الخاصة بهم حتى يتم صيانتها ويستعدوا للموسم القادم.
بينما قال عيد أيمن، شقيقه صاحب الـ16 عامًا، إنه منذ 5 سنوات يتوافد مع شقيقه للعمل بموسم حصاد القمح في أراضى أسوان، وأنه على الرغم من ارتفاع درجة حرارة الطقس ولكنه اعتاد على المعاناة والسعي وراء رزقه في هذا الطقس الحار.
وأضاف لـ“الدستور” أن والدهم متوفي ويعيشوا في بلدتهم برفقة والدتهم وأشقاءهم، وأنهم من خلال عملهم في حصاد القمح يساعدوا في المصروفات حتى يستطيعوا تلبية احتياجاتهم واحتياجات الأسرة في الحياة اليومية.
وأوضح أنه يبدأ عمله بالأرض الزراعية لحصاد محصول القمح مع تمام الساعة السابعة صباحًا وتنتهي الأعمال بعد غروب الشمس، وأنه يهون عليه ارتفاع درجة حرارة الطقس من خلال ارتداء قبعة وشرب المياه باستمرار حتى يستطيع مقاومة الطقس الحار واستكمال أعماله.