في ذكرى ميلاد العراب.. حكاية أحمد خالد توفيق مع الموت: «تنبأ بوفاته»
60 عامًا مرت على ميلاد الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق الملقب بـ"العراب"، الذي ولد بمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، في 10 يونيو 1962، ويعد أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الشباب، الفانتازيا، والخيال العلمي.
مسيرة أدبية كبيرة خاضها أحمد خالد توفيق (10 يونيو 1962 – 15 رجب 1439 هـ / 2 أبريل 2018)، كانت بدايتها مع كتابة سلسلة "ما وراء الطبيعة"، وما حققته من نجاح كبير، وصدوره بعد ذلك عدة سلاسل ومنها "فانتازيا" عام 1995، و"سفاري" عام 1996، و"دبليو دبليو دبليو" عام 2006، بجانب إسهامه في مجال الرواية، واشتهاره بالكتابات الصحفية والترجمة، واستمر هذا النشاط مع استمراره في عمله بمجال الطب، إذ تخرج في كلية الطب بجامعة طنطا 1985، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة 1997، كما التحق كعضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في طب طنطا.
"أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرا ولست من هؤلاء المدعين الذين يقولون إننا لا نهابه.. كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقى" هكذا تحدث أحمد خالد توفيق عن الموت قبل وفاته، فقد رحل في 2 أبريل 2018 في مستشفى عين شمس التخصصي، بعد إجرائه عملية كي للقلب لعلاج الرجفان الذي كان يعاني منه، وتم تشييع جثمانه بعد ظهر يوم 3 أبريل.
لأحمد خالد توفيق حكايات عديدة مع الموت، كتنبؤه بموعد وفاته ودفنه في كتابه "قهوة باليورانيوم" الصادرة عن دار كيان للنشر والتوزيع عام 2012، الذي قال في الصفحة 62 منها: "اليوم، كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفنى هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لى بسيطا ومختصرا وسريعا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أننى لم أر أى شيء من تجربة الدنو من الموت التى كتبت عنها مرارا وتكرارا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هى أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا".
ليس هذا فحسب؛ فسبق وأن احتفى أحمد خالد توفيق بالموت، فمن كتاباته "وداعا أيها الغريب.. كانت إقامتك قصيرة، لكنها كانت رائعة.. عسى أن تجد جنتك التى فتشت عنها كثيرًا.. وداعا أيها الغريب.. كانت زيارتك رقصة من رقصات الظل.. قطرة من قطرات الندى قبل شروق الشمس.. لحنًا سمعناه لثوان من الدغل.. ثم هززنا رؤوسنا وقلنا أننا توهمناه.. وداعا أيها الغريب لكن كل شىء ينتهى".
وهناك كتابات أخرى خطها أحمد خالد توفيق عن الموت قبل رحيله، ومنها "ما أهون الموت حين يكون خبرًا في مجلة أو سطرًا في حكم محكمة"، "أنا لا أخاف الموت.. أخاف أن أموت قبل أن أحيا"، "لا أريد أن أتلوى ألما لحظة الاحتضار.. أريد نهاية نظيفة كلحظة انقطاع الكهرباء"، وهو ما تحقق بالفعل، بعد أن أجرى عملية مخصصة للقضاء على رعشة تصيب القلب، فتوقف نهائيا في نفس اليوم.
ومن بين أشهر مقولات أحمد خالد توفيق عن الموت أيضا: "أن الإنسان الميت هو الذي كف عن التعلم واكتساب الخبرات.. ولهذا ترون أننا محاطون بالموتي الأحياء طيلة الوقت"، "فكرة الموت بدت لي رهيبة.. أنام الآن ثم لا أصحو أبدا أن تكون هذه آخر علاقتي بضوء الشمس والجريدة وطعام الإفطار"، و"الموت يأتي بسرعة فائقة فلا تراه قادما.. ومن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا".