داوود عبد السيد.. رائد السينما الواقعية مرشحا لجائزة النيل
أحد أكبر رواد السينما الواقعية.. اعتمد على نقل حكاوي الشارع المصري من قلب القاهرة إلى السينما بشكل واقعي، ما جعله مقربًا من قلوب الشعب المصري، إنه داوود عبد السيد، المخرج الذي تواجد في القائمة القصيرة لجائزة النيل في الفنون مرشحا عن مجلس إدارة الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية.
من هو داوود عبدالسيد؟
ولد داوود عبد السيد عام 1946 في القاهرة، وحصل على بكالوريوس إخراج سينمائي من المعهد العالي للسينما عام 1967.
بدأ حياته كمساعد مخرج في فيلم "الأرض" مع يوسف شاهين، وفيلم "الرجل الذي فقد ظله" مع كمال الشيخ، ثم بعد ذلك توقف وقرر أن يحمل كاميرا وينطلق بها في شوارع القاهرة وأن يصنع أفلاما تسجيلية اجتماعية أهمها "عن الناس والأنبياء والفنانين".
قال في أحد لقاءاته: "إن الفيلم التسجيلي يتيح للشخص حرية التجريب بدون خوف من الخسارة المادية مثلاً، وأقصد بالتجريب هو أن يعبر الشخص عن المضمون الذي لديه بصورة متحررة وحين تعبر فقد صار في إمكانك التجريب، ولو نجح التجريب فستكسب الثقة فيه وتجد القدرة على المزيد منه".
يعتمد على بعض الرمزيات الثابتة في أفلامه مثل:
البيوت الكلاسيكية:
رمزية البيوت الكلاسيكية في أفلام داوود عبد السيد كان لها معنى كبير، فهو يحب دائما مظهر البناء والديكور الكلاسيكي الذي تصدر منه الموسيقى الهادئة التي تليق به، ويحيطه حفيف الأشجار في ليالي الشتاء الباردة.
البحر:
أما عن رمزية البحر فـ داوود عبد السيد يحب البراح والبعد عن الازدحام وأعين الناس الكثيرة.
الموسيقى الكلاسيكية:
اعتمد على وضع العديد من الأغاني والموسيقى الكلاسيكية حتى يسافر بجمهوره عبر الزمن ويسترجع معهم بعض الذكريات ويلعب على العامل النفسي لديهم للحنين الى الماضي.
الشجر:
كان يربط الشخصية الرئيسية في الفيلم بعلاقة طويلة بالشجرة المقابلة للمنزل منذ الطفولة، فصارت تنمو كلما كبرت الفتاة، وبدا في هذا علاقة المخرج بالبيت والشجرة من خلال أبطاله مثل فيلم ارض الاحلام الذي قام بإخراجه وحاز به على العديد من الجوائز.
أسلوب الحكي:
اعتمد على أسلوب الحكي بصوت الأبطال في استرجاع ذكرياتهم حتى يلعب على الشجن والحنين الى الماضي عند الجمهور.
اعتزال الإخراج
ومؤخرا، أعلن المخرج داوود عبدالسيد، اعتزاله الإخراج بشكل نهائي، موضحًا أنه لا يستطيع التعامل مع نوعية الأفلام التي يفضلها الجمهور حاليًا: "ماقدرش أتعامل مع الجمهور الموجود حاليا ونوعية الأفلام التي يفضلها، لأنه يبحث عن التسلية".
وعن رأيه في أفلام التسلية قال إنها تعتبر ممولة بشكل كبير في حين أنه يفضل أن يكون تمويل الفيلم من تذكرة السينما، مشيرًا إلى أنه يرى الجمهور حاليًا أصبح يبحث عن التسلية وليس مناقشة القضايا.
وأبدى داوود رأيه في مشاهد العنف مثل تحطيم السيارات والإفراط في استخدام الأسلحة النارية، حيث قال: «منقول عن السينما الأمريكية»، مشيرًا إلى أن السينما الأمريكية تقدم فنا تجاريًا لكن بشكل احترافي وحبكة أقوى.