«واحة الغروب» أول رواية تحصد جائزة البوكر العربية لـ بهاء طاهر
فاز الليبي محمد النعاس بجائزة البوكر للرواية العربية لهذا العام 2022، وذلك عن روايته "خُبز على طاولة الخال ميلاد"، بحسب ما أعلنه الأكاديمي والروائي التونسي دكتور شكري المبخوت على منصة الجائزة في حفل التتويج بالبوكر للرواية العربية لعام 2022.
الجائزة نفسها سبق وأن حصل عليها الروائي بهاء طاهر للمرة الأولى عام 2008، بعدما استقر رأي لجنة التحكيم العربية البريطانية برئاسة الكاتب العراقي صموئيل شمعون على اختيار رواية "واحة الغروب" من بين ست روايات وصلت للمرحلة النهائية. وحصل بهاء طاهر على الجائزة عن روايته "واحة الغروب".
وفاز الروائي بها طاهر بجائزة "الزياتور" الإيطالية عن روايته «الحب في المنفى».
بدأ بهاء طاهر الكتابة في فترة الستينات، العصر الذهبي للقصة القصيرة، ويرجع شغفه بالكتابة إلى والده الذي كان شيخا أزهريا، مولعا بالقراءة بشكل لم يره في حياته، وكانت لدية مكتبة عامرة بأمهات الكتب، قال لـ "الكرامة" 2008:" أحيانا كان يرسلني وأنا صغير جدا بوريقات صغيرة إلى بعض أصدقائه من أساتذة اللغة العربية ومن محبي القراءة، يستفسر فيها بعض الأشياء التي صادفته أثناء القراءة، وقد مات والدي وهو يقرأ، وورثت عنه النهم الشديد للقراءة".
تحمل رواية «الحب في المنفى» محورا أساسيا وهو علاقة الشرق والغرب، من خلال علاقة المراسل الصحفي ببريجيت المرشدة السياحية النمساوية ومن خلال هذه العلاقة يناقش بهاء طاهر الثنائية الحضارية، ويناقش عنصرية حضارة الرجل الأبيض، إذ رفض المجتمع الغربي استمرار علاقتها بزوجها الإفريقي الأسود من خلال غينيا بيساو، ويضطهدونهما حتى ينهار الزوجان ويستسلما للانفصال، يراهن البطل على قدرة الحب على تصحيح الفجوة الحضارية، وعلى تجاوز ذكريات الظلم الاستعماري لبقية العالم.
واعترف الروائي بهاء طاهر أنه لا يخطط لفكرة القصة أو الرواية، قال: "أنا لا أخطط سلفا للرواية أو القصة كما يفعل الكثيرون، ولا أعتبر نفسي قدوة في هذا الموضوع، لكن تظل فكرة البحث فكرة صحيحة دائما، ولكن بينما تبدأ القصة بفكرة هلامية فإن عملية إعادة الصياغة تظل دوما عملية بحث عن جذور الموضوع".
تبدأ الفكرة في ذهن بهاء طاهر بفكرة هلامية ثم تتطور بشكل آخر تماما، يبدأ، وهو تسيطر عليه حالة نفسية معينة أو شخصية معينة ففي رواية “الحب في المنفى” أراد تصوير الهلع العربي من مذبحة صابرا وشاتيلا وإيضاح الموقف العربي ضد الرؤية الغربية التي تضع العرب في صورة المخطئين والمستحقين للعقاب دائما.
تدور أحداث رواية "خُبز على طاولة الخال ميلاد" في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلاً بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت. يظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله. تعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم "الجندر" وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة.
محمد النّعاس، قاص ليبي وُلِدَ بـالسادس عشر من شهر رمضـان، 31 مارس 1991 بـقرية بـئر حسيـن بتـاجوراء - طرابلس، بدأ في كتابة القصة القصيرة سنة 2010، مجال الكتابة: القصة، القصة القصيرة، الرواية، المقالة، المقالة الساخرة.. صدرت له المجموعة القصصية "تاجوريا"، وفاز بالترتيب الأول في القصة القصيرة في: مسابقة خليفة الفاخري، وعبدالله القويري.