لماذا هاجمت عفاف راضي مطربات التسعينات وحفلات ليالي التلفزيون؟
انتقدت الفنانة عفاف راضي مطربات فترة التسعينات، لأسباب تتعلق برؤيتهم للفن والثقافة.
وصفت "راضي" الأصوات الغنائية النسائية بأنها لم تهتم إلا بجمع المال بأي وسيلة سواء كان من الغناء في الحفلات أو الملاهي الليلية أو شرائط الكاسيت، قالت في حوارها لجريدة "العربي": "يتكالبوا على شرائط الكاسيت دون النظر إلى أي اعتبارات فنية فأصبحت المطربة زي العالمة أو الراقصة التي ترقص ليل نهار من أجل الفلوس فقط".
في تلك الفترة، تحديدًا 1999، حصلت عفاف راضي على الماجستير والدكتوراة، وابتعدت عن الوسط الفني لأنها رأت أن الساحة الغنائية امتلأت بالأصوات الرديئة والأغاني المبتذلة.
وأشارت، إلى أن حصولها على الماجستير والدكتوراة وضعها في مكانة متميزة تخصها وحدها فقط بين كل الفنانين الموجودين آنذاك، خاصة وأنها كانت تعتقد أن الزمن والوقت سيفتح أحضانه للفنان المثقف الواعي الذي يعتمد في موهبته على أسس علمية، قالت: "لا مكان للفنان الأمي أو الجاهل".
وخرجت عفاف راضي من انتقاد المطربات، لانتقاد حفلات ليالي التلفزيون وأضواء المدينة، إذ اعتبرتها أنها لم تفد الأغنية بشيء، واستشهدت بنفسها، بأنها لم تظهر إلا في حفلة واحدة فقط، قالت: "بينما كل من هب ودب يظهر مرتين وثلاث، أقولها بصراحة ليس هناك اهتمام بأي صوت مصري متميز والاهتمام الحقيقي بأشياء أخرى غير الفن".
ولفتت، إلى أن الوسط الفني يعاني من سطوة وجبرت لبعض شركات الكاسيت التي تتفنن في العمل على تلميع الأصوات الجديدة وخلق هالة إعلامية لها بهدف الاستثمار والانتشار في توزيع أكبر عدد ممكن من الشرائط التي تعود بالربح المادي الكبير على أصحاب هذه الشركات.
وأكدت عفاف راضي أن الأصوات الرديئة استحوذت على المشهد لأن أجهزة الإعلام أبقت على الرديء، والأصوات الجيدة لا يذاع لها أي شيء لأسباب كثيرة أهمها الأموال، أضافت في حوارها لمجلة "المصور": "الذي يريد أن يظهر في الحفلات عليه أن يدفع، حدثت لخبطة في الحياة الفنية".
وعبرت "راضي" عن استيائها من الأوضاع الفنية، التي باتت تعتمد على الرشاوي والمحسوبيات التي أصبحت كالقوانين، إذا لا تذاع أغنية لفنان إلا بهم، ومن يعترض يهاجم: "علي الحجار تكلم فهاجموه، بدلا من أن يبحثوا في هذا الكلام وأسبابه".