رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتاة فيصل

روايتان وسقوط.. ما الذي حدث في واقعة فتاة البلكونة؟ (تحليل بيانات)

صورة من الفيديو
صورة من الفيديو

رعب مدته دقيقة متتالية عاشته طفلة تدعى «مي»، تبلغ من العمر 12 عامًا، وتقطن في منطقة فيصل التابعة لمحافظة الجيزة، إذ كادت لتسقط من شرفة منزلها بأحد الأدوار العليا، لولا تدخل الجيران والعناية الإلهية في إنقاذها.

عرف ذلك بعدما بث فيديو من إحدى قنوات موقع «يوتيوب» مدته دقيقة، تظهر فيه الفتاة وهي متعلقة بأحبال الغسيل على سور الشرفة، ووالدها ممسكًا بها بينما هي تصرخ ويتشاجر هو مع الجيران في الشرفات المقابلة دون سبب معلوم.

تعددت الروايات فور بث ذلك الفيديو، حول الوالد تحديدًا والذي واجه اتهامات بمحاولته إلقاء ابنته من الشرفة، بينما رواية أخرى تقول أنه كان يحاول إنقاذها بعدما كادت لتسقط على سهوة من سور الشرفة.

وعلى الفور ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الأب بعد انتشار ذلك الفيديو، وتبين أنها تقيم مع والدها وشقيقها، وكانت الرواية الأولى حتى لحظة القبض عليه بإنه حاول إلقاء ابنته من شرفة الشقة بالطابق الأول علوي إلا أن شجاعة الجيران حال دون وفاتها. 

ويدعم تلك الرواية أن الأب في منتصف الفيديو يقوم بالاعتداء على ابنته بالضرب في رأسها وظهرها، وعقب إنقاذها من قبل الجيران وقف والدها مستكملًا محاولة ضربها وتعنيفها وكذلك إطلاق السباب نحوها.

تفاصيل الفيديو

ومن خلال أداة «Youtube DataViewer» المتخصصة في تتبع مقاطع الفيديو تبين أنه نشر في تاريخ 20 أبريل 2022 في الساعة الحادية عشر صباحًا، بينما تشير أداة Invid إلى أن ناشره هو قناة تحمل اسم «Ahmed Maher» يتابعها 184 ألف و239 شخص، وحصد الفيديو ما يقرب من 23 ألف مشاهدة خلال ساعات قليلة.

تفاصيل الفيديو

وتحرك المجلس القومي للطفولة والأمومة فور متابعة الفيديو وتمت إحالة الواقعة لمكتب حماية الطفل بمكتب النائب العام، وكذلك فتح تحقيقا قضائيًا فيها يتولاه المحامي العام لنيابة أكتوبر الكلية التابع لدائرتها مكان ارتكاب الواقعة.

وأعلن المجلس عن أنه يدعم ويساند الطفلة قانونيًا ونفسيًا، مستنكرًا كل الأضرار التي لحقت بها، وأنه يتابع كل ما يبث على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن العنف ضد الطفل أو المرأة على مدار 24 ساعة.

الرواية الثانية ظهرت عقب أيام من بدء التحقيقات، والتي نفت محاولة قتل الأب ابنته، وفق أقوال الأب: “حد بيرمي ضناه دي طفلة مقطع الفيديو أظهرني في دور شيطان يلقي بابنته على خلاف الحقيقة، دي كانت تحضر شيئًا، وسقطت من الشرفة وأنا حاولت أن أنقذها”.

ويعاني الأب وفق التحقيقات وتلك الرواية من إعاقة بالساق، وعنف ابنته من أجل إحضار شيء له من الشرفة، وفي أثناء ذلك اختل توازنها وسقطت إلا أنه استعان بجاره لمساعدته على إنقاذها قبل سقوطها.

وأضاف الأب الذي تم الإفراج عنه دون تقديم أي اتهامات ضد: «البلكونة في الطابق الأرضي يعني أصلا لو وقعت لن يحدث لها شيء لأننا نسكن في الطابق الأرضي، والبلكونة أرضي، والذي صوّر لم يشاهد ما حدث من البداية».

صورة من الفيديو

وكان لدى والدتها رواية ثالثة إذ نفت خلال التحقيقات محاولة إلقاء زوجها لابنتها من الشرفة، مبررة الفيديو بإنه كان يحاول تأديبها بسبب رفها تحضير الفطور مع والدتها، إلا أن الفتاة انتقدت تصرفاته معها لقيامه بتوبيخها مما دعاه لمعاقبتها بالضرب، وأثناء ذلك قامت بالفرار منه ومحاولة إلقاء نفسها من شرفة العقار، إلا أنه تشبث بها.

وأيدت الفتاة تلك الرواية، إذ قالت أن والدها كان يضربها لعدم المشاركة في أعمال المنزل، فحاولت الهرب من نافذة الشقة بالطابق الأرضي، إلا أنها خشية من السقوط فاستغاثت، وأسرع والدها وأمسك بها خشية سقوطها، وخلال إنقاذها صور أحد الجيران مقطع الفيديو.

وإذ صحت الرواية الأولى فإن الأب سيعاقب وفق المادة 96 من قانون الطفل لتعريض حياة بنته للخطر وتكون العقوبة فيها بمدة حبس لا تقل عن ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن ألفين جنيه ولا تجاوز 5 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

إلى جانب الاتهام بالشروع في القتل وعقوبتها السجن المشدد أو المؤبد، وفق المادة 45 من قانون العقوبات على أن الشروع هو البدء فى تنفيذ فعل بقصد ارتكاب جناية أو جنحة إذا أوقف أو خاب أثره لسباب لادخل لدارة الفاعل فيها.

 وتنص المادة 46 من القانون على أن الشروع في القتل عقوبته: «السجن المؤبد إذا كانت عقوبة الجناية الإعدام، السجن المشدد إذا كانت عقوبة الجناية السجن المؤبد، السجن المشدد مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانونًا أو السجن إذا كانت عقوبة الجناية السجن المشدد، السجن مدة لا تزيد على نصف الحد الأقصى المقرر قانونًا أو الحبس إذا كانت عقوبة الجناية السجن».