رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معلومات استخباراتية وخيام للنازحين.. عروض أمريكية سرية لإسرائيل لوقف الغزو البرى لرفح

نتنياهو وبايدن
نتنياهو وبايدن

قدمت الإدارة الأمريكية، برئاسة جو بايدن، معلومات استخباراتية لمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي على تحديد مواقع قادة حركة حماس والعثور على الأنفاق السرية، فضلًا عن عرضها توفير آلاف الملاجئ للنازحين وبناء الخيام والمساعدة في توصيل المساعدات الغذائية والطبية للنازحين، مقابل عدم تنفيذ مخططات غزو مدينة رفح جنوبي قطاع غزة بريًا، وفقًا لما كشفه 4 مسئولين مطلعين.

مساع أمريكية مكثفة لدرء الاجتياج البري لرفح بعروض سخية لإسرائيل

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد كثفت الإدارة الأمريكية خلال الساعات الماضية المحادثات الدبلوماسية السرية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لدرء الاجتياح البري لرفح، حيث قدم بايدن وكبار موظفين هذه العروض لحكومة الاحتلال الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على مدى الأسابيع القليلة الماضية، ولكن كثفت الإدارة من اتصالاتها بعد أن هددت إسرائيل بغزو رفح باستخدام القوة المفرطة، وهي الخطوات التي أثارت مخاوف في البيت الأبيض من إمكانية تنفيذ الغزو الموعود منذ فترة طويلة.

وتابعت أن مسئولى الإدارة الأمريكية، بما في ذلك خبراء من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، أخبروا إسرائيل بأن الأمر سيستغرق عدة أشهر لنقل آمن لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون الآن في ظروف متهالكة وغير صحية في رفح، ويختلف المسئولون الإسرائيليون مع هذا التقييم.

ويشدد مساعدو بايدن لنظرائهم الإسرائيليين على أنه لا يمكن نقل الفلسطينيين ببساطة إلى أجزاء قاحلة أو تتعرض للقصف في غزة، ولكن يجب على إسرائيل توفير البنية التحتية الأساسية– بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والدواء وغيرها من الضروريات– حتى يتمكن أولئك الذين يتم إجلاؤهم من الحصول على المساعدة وألا يتعرضوا لمزيد من المجاعة أو المرض.

ويقدم خبراء من مختلف أنحاء الحكومة الأمريكية المشورة لنظرائهم الإسرائيليين بتفصيل كبير حول كيفية تطوير وتنفيذ مثل هذه الخطة الإنسانية، وصولًا إلى مستوى عدد الخيام وكمية المياه اللازمة لمناطق محددة، وفقًا للعديد من المصادر المطلعة على هذه المناقشات السرية.

وقالت جماعات الإغاثة إن إجلاء النازحين بأمان من رفح يكاد يكون مستحيلًا نظرًا للظروف السائدة في بقية أنحاء غزة.

وقال جيريمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين ومسئول سابق في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في إدارة أوباما: "إن مجتمع المساعدات بشكل عام متشكك للغاية في وجود أي طريقة آمنة لنقل الأشخاص من رفح".

وتابع: "لقد كنت قلقًا حقًا بشأن موقف الولايات المتحدة في هذا الشأن، حيث كان هدفها هو إيجاد طريقة لإجلاء النازحين وليس وقف الحرب أو عدم غزو رفح، وهو أمر غير ممكن على أرض الواقع".

وتسلط المحادثات المفصلة والحساسة على نحو غير عادي الضوء على المخاطر الهائلة التي تواجه كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي يستعد فيه نتنياهو لغزو رفح، آخر مدينة في غزة لم تدمرها الهجمات الإسرائيلية.