رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنف داخل الإخوان.. هل حسن البنا لم يؤسس التطرف؟

حسن البنا - أرشيفية
حسن البنا - أرشيفية

على مدى سنوات طويلة حاولت جماعة الإخوان الإرهابية، شرعنة العنف في العلن، وتبريره لعناصرها في الخفاء، حيث أظهرت الحقيقة الكاملة الباحثة سوزان حرفي، في كتاب "النظام الخاص ودولة الإخوان المسلمين"، التي سعت من خلال صفحاته لعرض أفكار الجماعة الإرهابية.

وبحسب صفحات الكتاب وبدايته، فإن الجهاز السري للإخوان هو المكان الأكثر ضبابية في تاريخ الجماعة الإرهابي، سواء في ما ارتبط به من نشأة وأهداف، أو عضوية وعقيدة ونشاط وأفعال، فكل هذه الأشياء تقع غالباً في المساحة المظلمة التي يتجنب تنظيم الإخوان على مدار تاريخه السابق الاقتراب منها، إلا لماماً.

وكشف الكتاب، عن حقيقة محاولة الجماعة الإرهابية، التغطية على النظام السري، قد يكون نتيجة لطبيعة النظام الذي تغطيه السرية، فهو "النظام السري" أو "التنظيم السري"، وكان معظم أعضائه غير معروفين لرجال "النظام العام" داخل جماعة الإخوان نفسها، كما أن الصمت جاء التزاماً من أعضاء النظام الخاص أنفسهم بقسم الانضمام، أو البيعة، فالسرية جزء من عقيدة النظام وعقيدة أعضائه. وما زاد من مساحة الصمت ربما ارتباط هذا النظام بعدة جرائم كشفت منهج الجماعة، مثل قتل القاضي أحمد الخازندار وكيل محكمة الاستئناف، واغتيال أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي باشا، رئيسي وزراء مصر، وغيرهما من المسئولين، إضافة للقيام بعدد من التفجيرات والعمليات المسلحة التي راح ضحيتها كثير من المصريين.

ولفت الكتاب إلى سعي مؤسس الجماعة (حسن البنا)، من خلال التنظيم الخاص، لإنشاء "جيش بديل" عن الجيش المصري، هو "جيش المسلمين"، طبقاً لما أكده جمال البنا، وكذلك محمود الصباغ أحد قيادات هذا الجيش في أربعينات القرن العشرين.

وتابع الكتاب: المهم أن مشاركة هذا الجيش الإخواني في فلسطين لم تكن كما يروجون، فإنهم - حسب ما ذكرته حرفي - لم يدخلوا إلا معارك قليلة جداً فيها، فقد صدرت من الشيخ محمد فرغلي، وهو المسئول العام للمقاتلين الإخوان في فلسطين، الأوامر بعدم الدخول في مزيد من المعارك، بحجة أن هناك مؤامرة لتصفية المجاهدين، وظل الإخوان في معسكرهم لا يحاربون إلى أن عادوا من فلسطين.

وعن تأييد البنا لفكرة العنف، كشف الكتاب، أن البنا كان يؤيد العنف بكل أشكاله، وقد اتضح ذلك في المؤتمر الخامس للإخوان، الذي انعقد عام 1938، عندما وجه بأن "القوة شعار الإسلام، وأولى درجاتها قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح، وإن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها". وقد بدا ذلك تحولاً في نهج الإخوان من الاكتفاء بنهج التربية والدعوة إلى السعي للتغيير بالقوة، وتدشيناً لمرحلة جديدة من طور نمو التنظيم.