في الذكرى الأولى لحادث الواحات..
كيف ساعد "عشماوي" ورفاقه الدولة في محاربتها للإرهاب؟
ساعات قليلة مرت، على الذكرى الأولى، لحادث الواحات الإرهاربي، وقع في 20 أكتوبر 2017، وعلى إثره استشهد 16 من رجال الشرطة، ولعل هذا الحادث غير الكثير لدى التنظيمات الإرهابية وأثر عليها، كما كان له الفضل في تغيير نظرة الأجهزة الأمنية للإرهاب.
البداية فجر 20 أكتوبر العام الماضي، ورود معلومات إلى ضباط الأمن الوطني، عن تمركز عناصر مسلحة في مزرعة وسط الصحراء، بمنطقة الواحات البحرية، يقوده الضباط المفصولين هشام عشماوي وأحمد عماد عبد الحميد، وقادة تنظيم المرابطون، وبعد التأكد من صحة المعلومات، تم التجهيز الأمني لمداهمة تلك البؤرة الإجرامية، وفي منطقة صحراوية في الكيلو 135 على طريق الواحات البحرية، نشبت معركة دموية بين الأمن والإرهابيين، ونتج عنها استشهاد 16 من أبطال الشرطة، وتصفية عدد كبير من الإرهابيين.
وساعد الإرهابي هشام عشماوي ورفاقه بتنظيم المرابطون، القوات المصرية من الجيش والشرطة، لتحقيق نتائج مذهلة في القضاء على الإرهاب، من خلال وضع خطط استباقية للقضاء على البؤر الإرهابية ومداهمتها، ومنع وصول أي إمدادات إليها، ما ساعد في إسقاط العديد من رؤوس الإرهاب، وتمكن عدد منهم من الهروب إلى خارج البلاد، بعدما تكبدوا خسائر فادحة، خلال العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018.
ونفذت القوات، عملية نوعية يوم 31 أكتوبر 2017، أسفرت عن تصفية عدد كبير من العناصر الإرهابية، بطريق الواحات، وتحرير النقيب محمد الحايس، وبعدها بأيام، وتحديدًا في 16 نوفمبر 2017، تم ضبط الإرهابي الليبي عبدالرحيم محمد مسماري، مسئول الدعم والمعيشة بخلية الواحات.
وبعد الانتهاء من العملية والقضاء على الخلية الإرهابية، قررت الأجهزة الأمنية تغيير النظرة إلى التنظيمات الإرهابية وطرق محاربتها من الداخل، حيث قررت القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية، البدء في "العملية الشاملة.. سيناء 2018"، وذلك في 9 فبراير الماضي، بعد ما يقرب من 100 يوم على حادث الواحات، وخلالها اسقطت العديد من قادة التنظيمات الإرهابية، والخلايا النوعية، مما جعل التنظيمات تعيش حالة الانهيار الكاملة.
وأكد خبراء في شؤون التنظيمات الإرهابية، أن حادث الواحات كان "القشة التي قسمت ظهر البعير"، حيث نجحت القوات المسلحة في تغيير الخطة الامنية لمواجهتهم، وأسفر عن ذلك حالة الخمول التي تعيشها التنظيمات الأن.
يقول الباحث في شؤون الحركات المسلحة، هشام النجار، في تصريح خاص لـ"أمان"، إن العملية بالفعل بداية النهاية وأحد المحطات الرئيسية في وضع نهاية حاسمة للإرهاب والتنظيمات الإرهابية وقطع أذرع القوى الخارجية الممولة للارهاب ليس في مصر وحدها فقد أسهم في قطع دابر الارهاب أيضًا في ليبيا وكان بداية سقوط تنظيم المرابطون كما أن العملية الشاملة بسيناء قطعت دابر الإرهاب المتسلل من الحدود الشرقية لينعكس ذلك على أوضاع الارهابيين في غزة وغيرها.
فيما اتفق عوض الحطاب القيادي السابق بالجماعة الإسلامية، بقوله: إن الحادث هو اغبى معركة وقعت فى مصر لانه فضح عقول الارهابيين الصغيرة ومدى تفكيرهم البسيط.
وأضاف الحطاب في تصريح خاص، أن الحادث جعل مصر تبسط ذراعها على كل شبر فى مصر وليس الأماكن الحيوية، كما أنها أعطت الضوء الاخضر لمصر فى التنقيب وتتبع العناصر الارهابية خارج مصر.
بينما قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، بشير عبد الفتاح، إن العملية الإرهابية، كانت بداية نهاية العمليات النوعية والتنظيمات الإرهابية في مصر.
وأضاف عبد الفتاح، في تصريحاته، أنه المعركة قضت على مصادر التمويل الواردة من ليبيا وغزة والتي أسفرت عن انهيار التنظيمات بسرعة، خاصة وأن الدولة المصرية حملت على عاتقها محاربة الإرهاب.