بعد مرور شهر على «العملية الشاملة».. أين الإرهابيون؟
سيطر الصمت على جميع الأجهزة الإعلامية التابعة لفلول عناصر تنتظيم داعش الإرهابي في سيناء، حيث لم يعترف التنظيم بأي عمليات تذكر ضد القوات المسلحة في سيناء كما كانوا يزعمون أنهم قادرون على "المواجهة"، وأنهم لا يقهرون، لكن على الجانب الأخر حققت الجيش نجحات كبرى في الظهير السيناوي.
فبعد مرور أكثر من شهر على اطلاق القوات المسلحة العملية الشاملة ضد التنظيمات الإرهابية في مصر، وبدأ السؤال حول أين ذهب الإرهابيون؟، أجاب العقيد تامر الرفاعى المتحدث العسكرى للقوات المسلحة، من خلال استعراضه للنتائج والتى تتخلص حتى الآن فى تدمير كافة الأماكن والبؤر الإرهابية المكتشفة بواسطة القوات الجوية، والقضاء على (105) فرد تكفيرى، كذلك القبض على عدد (2829) فرد مابين عناصر إجرامية ومطلوبة جنائيًا أو مشتبه فى دعم العناصر التكفيرية وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بعد إتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم وثبوت عدم تورطهم فى أى قضايا وتسليمهم كافة متعلقاتهم الشخصية، كذلك تدمير (1907) وكر ومخزن للعناصر الإرهابية تستخدمها للإختباء وتخزين الإحتياجات الإدارية والطبية والأسلحة والذخائر والألغام والمواد التى تستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة، وإكتشاف وتدمير عدد (2) مركز إعلامى و(2) مركز إرسال تستخدمها العناصر التكفيرية، وإكتشاف وتدمير (471) عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادة c4 ومادة TNT والأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة، وتدمير (5) فتحة نفق بواسطة قوات حرس الحدود والمهندسين العسكريين، إلى جانب إكتشاف وضبط وتدمير عدد (157) عربة و(387) دراجة نارية خاصة العناصر التكفيرية، كذلك عدد (41) عربة دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الغربية والجنوبية، وضبط عدد (129) بندقية خرطوش و(461) فرد أثناء محاولات التسلل والهجرة غير الشرعية، وذلك بالتوازى مع ملاحقة العناصر العاملة فى مجال زراعة وتهريب المواد المخدرة وقد تم تدمير (116) مزرعة لنبات البانجو وضبط حوالى (51،6) طن من المواد المخدرة و(2) مليون و(150) ألف قرص مخدر.
وخلال نفس الفترة لم يستعرض التنظيم الإرهابي، أي من العمليات الإرهابية التي يزعم أنه كان سيقوم بها، حيث في جولة قام بها "أمان" في المنصات الإعلامية المختلفة التي تتحدث بلسان داعش، فوجد أنه لا يوجد سوى بعض الكلمات القليلة داخل مجلة النبأ تتحدث عن العناصر وتحرض على التماسك وعدم الاستسلام، كما لم يتداول التنظيم سوى ثلاثة تدوينات فقط عن سيناء وعناصره الموجودين هناك، كلهم يتحدثون عن عمليات مفخخة دون ذكر المكان أو الموقع أو الخسائر، وهو ما يؤكد على كذب التنظيم.
وأصدار مرئي بث بعد انطلاق العملية بأيام قليلة، حاول التنظيم خلالها بالاستعانة بعناصر جدد، فوقع الاخيتار على "شباب الإخوان"، الذي طالبهم بالانضمام إليه لثأر من الدولة.
وعن أسباب ذلك الصمت الرهيب من قبل التنظيم، يقول الباحث في شؤون الحركات المسلحة الدكتور محمد جمعة، إن العملية الشاملة والحصار القوي من قبل قوات الجيش، التنظيم لا يعاني نقصًا حادًا في التمويل يؤثر فيه بشكل يحجمه عن أداء عمليات إرهابية.
ويضيف جمعة، أن ذروة نشاط هذا التنظيم كانت في عام 2015، ووجِهت له ضربات ليست هينة، فخمد نشاطه بعد ذلك حتى حصوله على دعم في بداية 2017، تنوع ما بين مجيء عناصر خارجية، وحاليًا وجود عناصر شيشانية.
وعن أهم العوامل التي أدت بسقوط التنظيم، يقول جمعة، إن شدة العداء بين ولاية سيناء وحركة حماس ستلقي بظلالها سلبيًا على ولاء المكون الفلسطيني داخل التنظيم، ليتحول لجند الإسلام، المعسكر الآخر للسلفية الجهادية.
أما عن الجانب العسكري للحملة، يقول اللواء خالد مطاوع خبير مكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، إن قوات إنفاذ القانون بالعملية سيناء 2018 كانت تقوم بتنفيذ العمليات المكلفة لها، ثم يتم التأكد من نتيجة العملية وتحقيق أهدافها بعد ذلك مما جعل البيانات الاحصائية تبدأ فى الظهور مع البيان الرابع للقوات المسلحة مما يعني أن كل الأرقام التي ذكرت بهذة البيانات هي أرقام مؤكدة.
وأضاف مطاوع في تصريحات تليفزيونية له، أنه ولأول مرة في العالم قوات انفاذ القانون تستخدم طيران ومدفعية، مشيرًا إلى أن هذا يعد بعد جديد فى استراتيجيات مكافحة الارهاب مما زاد من اعداد الافراد.