مكرم عبد اللطيف: اتفق الفقهاء على تعزية الناس.. وتصوير سرادقات العزاء «بدعة»
ورد سؤال إلى الشيخ مكرم عبد اللطيف، الداعية بوزارة الأوقاف، والداعية الإسلامي، من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل يقول: ما زال الناس في بلدتنا يقومون بإقامة سرادق عزاء كبير ويستأجرون القراء ويجتمعون لأخذ العزاء فهل هذا حلال أو معنى أوضح ما حكم الاجتماع للعزاء واستئجار القراء.
من جانبه، قال الشيخ مكرم، اتفق الفقهاء على أن تعزية المسلمين بعضهم البعض في المصائب وخاصة الموت واجبة، ولا مانع أن يستقبل أهل المتوفَّى المعزين للتعزية، والدعاء لهم والترحم على ميّتهم فهى سنة.
واستدل بما قاله الإمام الشافعي رحمه الله: "والتَّعزية من حين موتِ الميت: في المنزل، والمسجد، وطريق القبور، وبعد الدفن، ومتَّى عزَّى فحسن".
وأوضح أن الاجتِماع للتَعزية بإقامة سرادقات ومآتم أو الجلوس في المنزل لتلقِّي العزاء واستقْبال المعزين بالقبلات والاحضان وتصوير الفيديوهات وذبح الذبائح وصنع الطعام أو المشروبات لهم، فهذا من البدع المنْكرة التي لا أصل لها في الدين.
واستدل الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف على ذلك بما جاء في السنة النبوية، أنه قد مات جماعة من الصحابة رضي الله عنْهُم في عهد النبي صلَّى الله عليه وسلم فلم يجمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم الناس على طعام، ولم يُقِمْ مأتَمًا، ولو كان في هذا خير وقربة إلى الله لفعله صلى الله عليه وسلم بل إنَّ السُّنَّة عند الوفاة أن يُصنَع طعامٌ لأهل الميت ويُهدى لهم، لا أن يصنعوه وينشَغِلُوا به زيادة على انشغالهم بِمُصابِهم؛
وأشار إلى أن السلف الصالح كانوا يمنعون ذلك، وكان الإمام مالك رحمة الله عليه يشدد في ذلك كثيراً ويمنع منه، وعلى ذلك درج فعل السلف، لكن أفتى المتأخرون من العلماء والفقهاء أنه لا حرج في هذه العصور المتأخرة.