«عبد الناصر» خاطبه بـ«والدي».. ابن شقيق «البابا كيرلس السادس» يكشف أسرار البطريرك الراحل (حوار)
تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأربعاء الموافق ٩ مارس، الذكرى ٥١ لرحيل البابا كيرلس السادس، بطريرك الكرازة المرقسية رقم ١١٦ فى تاريخ الكنيسة، الذي استحق عن جدارة لقب «رجل الصلاة»، نظرًا لحبه للطقوس والصلوات الكنسية، وكان له العديد من المواقف التى سجلت اسمه بأحرف من نور فى سجلات الكنيسة الوطنية المصرية.
ويكشف لنا ابن شقيقه، عازر القمص ميخائيل، في حوار اختص «الدستور» به، كيف وضع البطريرك الـ116 بروتوكولاً خاصًا للكرسي المرقسي وماهي وصيته الأخيرة قبل رحيله قائلاً: عمل البابا كيرلس السادس منذ اليوم الأول من توليه السدة المرقسية أن يكون للكرسي المرقسي بروتوكولا خاص به وهيبة تميزه؛ ومن ضمن برتوكولات الكرسي البطريركي للبابا كيرلس خلال رعايته للكنيسة أنه لم يذهب لاستقبال أي شخصية عامة بالمطار، الإ أنه علاقته الطيبة بجمال عبد الناصر والتي غلب عليها طابع المحبة، كانت تجعله يستقبل الرئيس جمال عبد الناصر عقب عودته من رحلة العلاج بروسيا بالمطار كلافتة محبة بينهما بل كان دائما ينادي الرئيس عبد الناصر البابا كيرلس السادس بـ يا والدي، وافتتحت الكاتدرائية التي منحت أرضها من جانب عبد الناصر عام 1968م بحضور إمبراطور إثيوبيا.
عودة رفات القديس مارمرقس بمصر
روى “ابن شقيق” البابا كيرلس أنه قبيل افتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعباسية بعث قداسة البابا كيرلس السادس إلى قداسة البابا بولس السادس بابا روما برسالة يطلب فيها إعادة جزء من جسد مارمرقس الرسول، وقد استجاب بابا روما إلى الطلب، فسافر وفد من الكنيسة القبطية ،مكون من عشرة من الآباء المطارنة والأساقفة وثمانين أرخنًا من أراخنة الشعب.
وقد احتفل في الفاتيكان بتسليم الجسد لمبعوثي قداسة البابا كيرلس السادس يوم 22 يونيو في قاعة العرش بالفاتيكان، وكان قداسة البابا كيرلس في المطار وعدد كبير من الشعب القبطي في استقبال رفات القديس مار مرقس، وبعد هبوط الطائرة تقدم البابا كيرلس بين ألحان الشمامسة وتسبيحهم، وصعد سلم الطائرة حيث استلم جسد مار مرقس وحمله وسار به إلى سيارة قداسته التي عندما وصلت إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى دقت أجراسها دقات مدوية وأودع الجسد في مقصورة خاصة.
وفي صباح يوم الثلاثاء 25 يونيو 1968م احتفل رسمياً بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بحضور عدد كبير من الرؤساء والآباء المطارنة والأساقفة.
وفي صباح يوم 26 يونية 1968 احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية، وفي نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية.
ظهورات السيدة العذراء مريم على قباب كنيسة الزيتون
حدثت حالة من الجدل بالمجتمع المصري بعام 1968، عند ظهور أنباء عن ظهور السيدة العذراء مريم بكنيستها بمنطقة الزيتون، إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي من الكنيسة حتى يتم التأكد من الظهورات، وشكلت عدة لجان للتأكد من الحدث من خلال إرسال عدد من الأساقفة ليشهدوا الحدث، من بينهم الأنبا غريغوريوس، وسماع روايات وشهادات الجيران المقربين من الكنيسة، وأول من شاهدوا ظهورات السيدة العذراء مريم هناك كانوا المسلمين بالمنطقة المجاورة، حتى أصدرت الكنيسة بياناً رسمياً بالاعتراف بـ ظهورات السيدة العذراء، ومنحت للكنيسة منطقة الجراج للتوسع بالكنيسة، وكان هذا الاعتراف الرسمي في يوم 2 أبريل بعام 1968م.
البابا كيرلس ودير مار مينا
وتابع عازر القمص ميخائيل قائلاً: كانت منطقة دير مارمينا هي من المناطق الأثرية المسيحية العالمية وتعتبر المزار الثاني للأقباط بعد القدس، ولكنها خربت على يد البربر قديماً، وهناك بعض الأثريين كانوا أولوا اهتماماً بتطوير هذه المنطقة، وتمت مخاطبة بعض المسئولين عن الآثار لتطوير هذه المنطقة، وجاءت الموافقة، بتعمير دير مارمينا العجائبي، وأول قداس قام به البابا كيرلس شهدته منطقة دير مارمينا قبل تعميرها، حيث مكث قبل رسامته بطريركًا، وخلال فترة رعايته للكنيسة تم تعمير الدير، وبناء القلالي به وسيامة الرهبان بداخل الدير، واهتم به رعوياً عقب تطويره، نظراً لمحبته الشديدة للقديس مارمينا العجائبي، وكان البابا عندما يريد أن يقضي خلوة روحية كان الملجأ الأول له هو دير مارمينا بمنطقة مريوط بالإسكندرية.
وصية البابا كيرلس السادس قبل رحيله
عاش البابا كيرلس السادس رجلاً للطقس بالكنيسة، وهكذا رحل حريصًا على الطقس الكنسي، حيث كانت وصيته التي فتحت عقب رحيله أن يدفن بزيه البسيط الرهباني الذي كان يحرص على ارتدائها خلال فترة حياته.
ويروي "عازر" أنه كان حريصا طوال فترة رعايته بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية على الحفاظ على الطقوس الروحية وتعليمها للأقباط، حيث كان يركز أن تكون حياته "عظة صامتة" لكل قبطي يتعلم منه الصلاة والصوم قبل الوعظ بشكل عملي عندما يروا البابا كيرلس يفعل ذلك يومياً، ويعلمهم هذه الأمور دون حديث متكرر عنها، حيث كان يحرص يوميًا على صلوات العشية وباكر والقداسات، وإحياء طقوس الكنيسة في كل الأوقات.