المخرج أحمد صالح: «المسرح الاجتماعى» قادر على حل مشكلات الناس
المخرج المسرحى أحمد صالح تخرج فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام ١٩٩٩، ومنذ ذلك الحين يناضل لتحقيق حلمه، حتى نجح فى نشر المسرح الاجتماعى بكثافة فى مصر، والتعاون فى ذلك المجال مع دول إفريقية كثيرة، ثم بإقامة المنتدى الإفريقى للمسرح الاجتماعى، ونفذ فريقه المسرحى «المدينة» نحو ٦٠ عرضًا فى ١٢ محافظة، ثم سافر بفنه إلى دول كثيرة. «الدستور» حاورت الفنان المتميز، لنعرف أكثر عن حياته ونجاحاته وأفكاره، وتمنى أن يتلقى دعمًا من وزارة الثقافة لتطوير فكرته.
■ كيف بدأت مسيرتك الفنية؟
- بدأت فى التسعينيات، وبحلول عام ٢٠٠٠ أسست أنا ورفاقى فريق «المدينة» المسرحى المستقل فى الإسكندرية، وهو ثانى فريق من نوعه، وتحوّل لمؤسسة بعد ذلك.
وبدأت المؤسسة فى تنفيذ مسرحيات الشارع عام ٢٠٠٥، لنتفاعل مع الناس فى الأحياء الفقيرة، وكان التركيز على قضايا المرأة والفئات المهمشة، وأصدرنا ٥ كتب عن المسرح الاجتماعى.
المسرح الاجتماعى غيّر فى طبيعتنا، فلم أعد أرى أننا ننتمى للمسرح المستقل، بل ننتمى لفكرة حق الجميع فى الثقافة، أى أننا نعمل مع الجمهور لا مع الفنانين، فالفكرة تُطرح على الجمهور ونبنيها معًا لمناقشة وحل المشكلات الاجتماعية.. وهنا يصبح المتلقى هو الفنان والفنان هو المواطن.. أى أن الأدوار تتغير.
■ ما أبرز تجارب مسرح الشارع التى قدمتها؟
- تجربة «كرنفال الشارع»، وبدأت فى عام ٢٠١٥ واستمرت حتى ٢٠١٨، وقدمنا ٦٠ مسرحية فى ١٢ محافظة، ثم انتقلت مسرحياتنا إلى المغرب وتونس وفلسطين، ولدينا دليل يوضح الطريقة التى نعمل بها، باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
■ كيف كان تفاعل الجمهور مع هذا النوع من الفن؟
- احتفى بنا الناس فى كل مكان ذهبنا إليه، فهناك تعطش شديد للفن فى الشارع المصرى، وعلى الرغم من ذلك يرى البعض أن ما نقدمه غريب وقد يثير السخرية.
نحرص على التواصل مع أهالى المنطقة قبل تنفيذ أى مسرحية، ونتواصل مع الشباب والفتيات البارزين، ونناقش معهم الأفكار التى سنطرحها، ونطور الفكرة لتناسب مشكلات المكان.
نحترم ثقافة المكان ولا نبدأ بانتقادها، ثم نتطرق للمشكلات ونحوّل الغضب إلى حوار.. نحن كفنانين لا نملك إلا التأمل والشك والحوار، فالفن يتكلم بلسان الناس.
وحينما نناقش أى فكرة، يحدث حوار بين جميع الأطياف، الأقوياء والضعفاء، وهكذا يحدث التوازن، ويدرك صناع القرار أهمية الفن وقدرته على تحقيق هذا التوازن فى المجتمع.
■ ما حجم حركة المسرح الاجتماعى فى مصر الآن؟
- عدد كبير من المؤسسات يعمل فى المسرح الاجتماعى، فهناك ٢٧ مؤسسة إنتاج، و١٣ مؤسسة تدعم المسرح الاجتماعى وتدمجه فى برامجها.
وأرى أن المسرح جزء من حياتنا، نمارسه يوميًا، فى البيت والعمل والشارع، فالفن ممارسة يومية، يقدر جميع وجهات النظر وفقًا للكود الأخلاقى.
■ كيف بدأت فكرة المنتدى الإفريقى للمسرح الاجتماعى؟
- فى ٢٠١٥، تعاونت المؤسسة مع مجموعة من الفنانين من دول مختلفة، «حسنى» من المغرب و«أيوب» من تونس و«محمد» من السنغال و«أمادو» من موريتانيا.. جميعهم أصدقائى، ورأيت أن مشاكلنا واحدة، وهنا بدأت فكرة التعاون الدولى، وكان الحلم أن يسود المسرح الاجتماعى ويصبح أداة لتحقيق التقدم.
واجتماعنا فى البداية فى كازابلانكا بالمغرب، عام ٢٠١٧، وضم اللقاء ٦ دول، هى: مصر والمغرب وتونس وغينيا بيساو والسنغال وفلسطين، وبذلك بدأت فكرة المنتدى الإفريقى للمسرح الاجتماعى بتمويل من مؤسسة آفاق والصندوق السويسرى.
كانت المهمة الأولى إعداد أبحاث عن المسرح الاجتماعى فى كل دولة، وكانت الدورة الأولى للمنتدى فى تونس، ثم أُقيمت الدورة الثانية فى الإسكندرية، وأرسلنا دعوات لـ٤٠ مؤسسة مهتمة، وشارك من مصر ٢٥ فنانًا، من الإسكندرية والمنيا والقاهرة، ودارت بيننا نقاشات ثرية على مدار ٣ أيام، وخرجنا باقتراحات مهمة، منها تقنين وضع المنتدى رسميًا للحصول على الدعم والتمويل اللازم.
وكان أبرز ضيوف الدورة الثانية: أيوب جوادى وخولة الوحيشى، من تونس، ومحمد أدول، نائب محافظ مدينة داكار فى السنغال، وهو صاحب فريق «صوت القرية» الذى يهتم بمناقشة مشكلات الصيادين هناك، وهو أيضًا مدير مهرجان السنغال للمسرح الاجتماعى.
ومن بين الضيوف أيضًا أمادو كاكو من موريتانيا، وهو مدير مجموعة «قوس قزح»، التى أسستها مجموعة «القابلات» عام ١٩٨٦، وتناقش مشاكلهن، ويضم الفريق جميع الأعراق فى موريتانيا.
وشارك من مصر: محمد عبدالفتاح «كالابالا»، من فريق «حالة»، ومصطفى وافى وريهام رمزى من «جزويت القاهرة»، وإيرين من «جزويت المنيا»، وتامر محمود من «فريق سفينة نوح»، والدكتور خالد رءوف من «المركز اليونانى الثقافى بالإسكندرية».
■ ما أهداف المنتدى؟
- المنتدى يحقق نتائج إيجابية على المستويات الثقافية والسياسية والاقتصادية.
وأود أن أشير إلى أن الموريتانى أو السنغالى الذى يريد أن يأتى إلى مصر لا بد من أن يمر على تركيا أولًا، لعدم وجود خطوط طيران مباشرة، ومن يأتى إلى مصر من تشاد لا بد أن يمر بفرنسا أولًا، ولا بد أن نجد حلولًا لتلك المشكلات. أرى أن المنتدى يزيد من التعاون مع الأشقاء الأفارقة، ويستطيع حل مشكلات سكان القارة السمراء، وأؤكد أن العلاقة قوية جدًا بين الفنانين وصناع القرار فى دول إفريقية كثيرة، ونتمنى أن نحصل على دعم من وزارة الثقافة.