«فتوى الأزهر»: الخلوة الشرعية توجب المهر كاملًا والعدة
ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بالأزهر التابعة بمجمع البحوث الإسلامية، من أحد المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقول: طلق بعد خلوته بمن عقد عليها وقبل أن يدخل بها، فهل يجب عليه المهر؟ وهل تجب عليها العدة؟.
من جانبها، ردت اللجنة قائلة: "لقد اختلف الفقهاء في المسألة على قولين: القول الأول: إن الخلوة الصحيحة توجب عليه المهر كاملًا وتوجب عليها العدة، وهو قول الجمهور، على تفصيل بينهم في معنى الخلوة الصحيحة.
وأما القول الثاني: إن الخلوة لا أثر لها، فلا يجب عليه المهر كاملًا ولا تجب عليها العدة إلا بالوطء، وهو قول الشافعي في الجديد، ومستنده مفهوم قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} والمس هنا يُقصد به الوطء.
وأكدت اللجنة على أن الراجح عندي أن الخلوة اليسيرة التي ليست فيها طمأنينة كالتي تكون في بيت أهلها عند زيارته لها، لا توجب المهر، أما الخلوة الكاملة كالتي تكون في بيت بمفردهما ولمدة طويلة فلها حكم الجماع فتوجب عليه المهر كاملًا، أما العدة فلا تجب إلا بالوطء.
امرأة تدعو على أولادها فما حكم عملها؟
بينما ردت اللجنة على فتوى أخرى حول حكم المرأة التى تدعى على أولادها قائلة: "ننصح هذه المرأة بأن تطهر لسانها من مثل هذا، لأنه يخشى أن تصادف ساعة الإجابة فيقبل منها".
واستدلت اللجنة بما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال (لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) فبدلًا من أن تدعوا عليهم تدعوا لهم بالهداية وصلاح الحال فكم من أم أنهت حياة ولدها أو أصيب بمرض خطير بدعائها عليه، فالحذر الحذر من ذلك أصلح الله أولادنا وهدانا الله وإياكم سواء السبيل.