محمد جبر: أحلم بفؤاد المهندس ونجيب الريحانى ومحمد صبحى (حوار)
حقق من خلال مسرحية «١٩٨٠ وإنت طالع» نجاحًا كبيرًا، سواء على مستوى الجمهور أو النقاد، فى ظل فكرتها الفريدة من نوعها حينها، والتعبير عن جيل الألفية، لتُعرض بداية من عام ٢٠١٢، وتستمر لقرابة ٣ سنوات كاملة، إلى جانب تقديمها فى عدد من المحافظات بنجاح كبير. إنه المخرج المسرحى الشاب محمد جبر، الذى يكتب مسيرة إبداعية كبيرة فى الإخراج المسرحى، وفاز بالعديد من الجوائز، كان آخرها جائزة «أفضل مخرج» من المهرجان القومى للمسرح ٢٠٢١، إلى جانب امتلاكه موهبة تمثيلية، ومشاركته كممثل فى العديد من الأعمال المسرحية والتليفزيونية الاحترافية. «الدستور» تحاور «جبر» فى السطور التالية، للتعرف عن قرب على ملامح تجربته، وطبيعة الصعوبات التى تواجه الإنتاج المسرحى، مع إلقاء الضوء على مسرحيته الأخيرة «أنا مش مسئول»، التى تعرض حاليًا على مسرح «الهوسابير».
■ كيف كانت بدايتك فى المسرح؟
- مسرح المدرسة هو بداية تكوينى الفنى وحبى للمسرح، وهو محطة مهمة فى مسارى، تلاها مسرح الجامعة، ثم الثقافة الجماهيرية، التى شهدت إخراجى لعرض «حلم يوسف»، وعمرى لم يتجاوز ١٩ سنة فقط.
وشاركت بالتمثيل فى عدد من الأعمال الاحترافية خلال فترة الجامعة، وعلى مسرحها تكونت شخصيتى الفنية بالكامل، وكانت لى العديد من التجارب الناجحة كمخرج، خلال هذه الفترة.
كنا جيلًا صنع تغييرًا فى مسرح الجامعة، مثل محمد الصغير، وتامر كرم، ومحسن رزق، فقد أسهمنا حقيقة فى إحداث نقلة نوعية لهذا المسرح.
■ وماذا عن تجربتك مع المسرح المستقل؟
- كنا مجموعة من خريجى كلية التجارة بجامعة عين شمس، تجمعنا وقررنا تقديم مسرحية تعبر عن جيلنا، بشكل كوميدى إنسانى، فقدمنا مسرحية «١٩٨٠ وإنت طالع»، لكنها لم تنجح بشكل كبير فى البداية.
استمر هذا حتى حصلت المسرحية على جائزتى «أفضل مخرج» و«أفضل مؤلف» فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، فانتبه الجمهور للعرض، ونجح جماهيريًا، ليتمكن بذلك من الجمع بين النجاح الجماهيرى والنقدى معًا، وهو أمر قليل الحدوث فى السينما والمسرح، لكنه حدث مع هذا العرض، وكذلك فى عرض «أنا مش مسئول».
■ جمعت بين التمثيل والإخراج... أيهما تفضل؟
- ترددت كثيرًا بين التمثيل والإخراج فى فترة الجامعة، وحاليًا أمثل مع الإخراج، وأحب الاثنين معًا، وإلى جانب أننى فزت بجائزة «أفضل مخرج» عن مسرحية «أنا مش مسئول» فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، ترشحت عنها أيضًا لجائزة «أفضل ممثل»، وسعدت جدًا بهذا الترشيح قدر سعادتى بجائزة الإخراج.
■ فى رأيك ما أسباب تراجع مسرح القطاع الخاص فى مصر؟
- القطاع الخاص تراجع خلال السنوات العشر الماضية، بسبب صعوبات الإنتاج، فتكلفة ليلة العرض عالية جدًا، خاصة لو استعنت بنجوم كبار، ما سيترتب عليه أن يصبح سعر التذكرة عاليًا، ولن تكون فى متناول الطبقة المتوسطة عماد جمهور هذا النوع من المسرح.
كما تلاشت فكرة «مسرح التليفزيون»، بعد أن كانت قد عادت للصدارة عقب نجاح تجربة «مسرح مصر» للفنان أشرف عبدالباقى.
وبالنسبة لفرقتنا، وجدنا الحل فى التخلى عن النجم والاعتماد على المحتوى، كعنصر جذب للجمهور، لكن هذا الأمر تطلب مجهودًا مضاعفًا فى الوصول للجماهير، والحمد لله، استطعنا مع الوقت أن نكسب ثقة الجمهور، وأن نفتح سوقًا جديدة، ليصبح الممثلون الشباب نجومًا فى المسرح مستقبلًا.
■ هل المسرح فعل جمالى أم مسئولية اجتماعية من وجهة نظرك؟
- الفن فى الأساس فعل جمالى ومصدر للاستمتاع، ويوجد من يقدمون رسالة مجتمعية، وهذا شىء جيد لكنه ليس الاختيار الوحيد، فكما هناك من يفضل أن ينتج فنه تحت مظلة «الفن من أجل الفن» و«الضحك من أجل الضحك»، هناك أيضًا من يحرص على تضمين مسرحه رسالة اجتماعية.
أنا شخصيًا أرى أنه لا يوجد فن هادف أو غير هادف، الفن هو من يحترم عقلية الجمهور، يحترمها فى الضحك، ويحترمها فى المأساة، وكل فن وله جمهوره، فنحن ١٠٠ مليون مواطن، وكل الفنانين الكبار قدموا ألوانًا من الفن عبر مشوارهم، وهذه هى إحدى رسائل عرض «أنا مش مسئول».
■ هل تتفق مع مقولة «الجمهور عايز كده»؟
- كل أنواع الجمهور موجودة، الجمهور ينجذب للمنتج الذى يُحبه، فيذهب لما يريد أن يراه، لكن توجد مسئولية مشتركة بين المتلقى وصانع المنتج الفنى.
فيجب على الجمهور ألا يستسهل، وأن يبذل مجهودًا فى اختياراته التى تنجح تجارب بعينها، وكذلك على جهات الإنتاج مسئولية أن تقدم ألوانًا متنوعة من الفنون ترضى الأذواق كافة، وأن تحترم عقلية الجمهور. وفى عروضنا كثيرًا ما كان هناك جمهور ليس «جمهور مسرح»، لكنه جاء ليرى مسرحياتنا باعتبارها شيئًا مختلفًا.
■ أخيرًا.. ما تطلعاتك فى المسرح؟
- أحاول أن تكون لى مجموعة مسرحيات ناجحة على غرار تجارب فؤاد المهندس ونجيب الريحانى ومحمد صبحى، وأن يكون لدىّ مسرح خاص أقدم به عروضى كل فترة.