كتاب ونقاد يناقشون المسرح والرواية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
شهدت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 ندوة تحت عنوان "المسرح والرواية، بحضور الناقد حاتم ربيع، و الروائية غادة العبسي، والكاتب والأكاديمي دكتور هشام درويش، وأدارها الكاتب والروائي فتحي سليمان.
ومن جانبه، قال «سليمان»: «أحببت الأدب اليوناني عبر قراءة ترجمات المترجم دكتور نعيم عطية، الذي وضع لمسات الجمال الأخيرة على الأدب اليوناني المترجم، ما جعلني أشعر بأن البحر المتوسط بحيرة صغيرة إذ أن المساحات تذوب عندما يكون بين أيدينا ترجمة جيدة، مثل رواية "ابن البلد"، التي جسدت الأسرة اليونانية الفقيرة التي مرت بنفس ما مر به فقراء مصر.
ومن جانبه قال «درويش»: مسرحية "هيليني" التي كتبها اليوناني يورجيوس، تدور أحداثها جميعا على أرض مصر، لافتا إلى أن «كزانتزاكس» الذي حصد جائزة نوبل عاش في مصر 4 سنوات.
وتابع: «لو تتبعنا قضية الرواية نجد أن فنها وخصائصه نشأ في الأدب اليوناني، وكتبت في البداية خمسة روايات يونانية وكتبت على أرض مصر».
إحياء المسرح المهني
وفي ذات السياق، لفت دكتور حاتم ربيع، إلي أن إحياء المسرح المهني بكل انواعه لجأ إلى ابتعاثه عن طريق طه حسين وتوفيق الحكيم وأحمد شوقي، وجاء ذلك عن طريق لغات وسيطة.
ولفت إلى أن سليمان البستاني هو من دفع طه حسين لترجمة المسرحيات اليونانية، كان يعلم طه حسين ان في هذا الوقت لم يكن هناك مسرح يوناني مترجم، حيث كان طه حسين حريصا على أن يحصر كل عروض المسرح اليوناني في فرنسا، وتابع: «عندما سمع طه حسين عرض مسرحية الملك أوديب، طلب من جورج أبيض أن ينفذ هذا العرض في مصر».
وتابع: «توفيق الحكيم كتب ثلاث مسرحيات استمدهم من المسرح اليوناني، ولكنه اعتمد على ترجمة وسيطة، وحاول أن يعقد مصالحة بين المسرح اليوناني والأدب العربي، ومزج ما بين الأساطير اليونانية واللاتينية، مشيرا إلى أن مسرحية الملك أوديب التي ظل يدرسها أربع سنوات قبل ترجمتها ولكنه وقع في خطأ لا يغتفر لأنه جعل من أوديب بطلا مسلما عربيا، لذلك باءت المسرحية بالفشل الزريع، وبعد شهور ترجمها علي احمد بكاثير بلغة أخرى ولكن وقع في نفس خطأ الحكيم وفلشت المسرحية، وبعد سنوات قام علي سالم بمعالجتها بشكل كوميدي فبعد تماما عن الاسطورة الأصلية.
الزوج اليوناني القديم
ومن جانبها كشفت الكاتبة الروائية غادة العبسي كواليس تأليفها رواية كوتسيكا، والتي توضح مدي التقارب بين الشعبين، فلديهم في الموروث الشعبي، إذا أنجب فتاة يحزن، لأن الزوج اليوناني القديم كان لا يشتري لعروسة سوى سرير وحذاء لذلك يحزن الرجل إذا أنجب بنت لأنها هي من تشتري كل شيء.
وتابعت العبسي: «انجذبت لحياة اليونانيين في تلك الفترة وفبريكة الكحول، وكان هناك شيء لم أفهمه جعلني أتبعه حتى النهاية، لذلك كنت سعيدة جدًا أن أكتب عن أول مصنع كحول في مصر والشرق الأوسط، وهي صناعة كانت تحاربها إنجلترا بكل قوة، اهتم اليونانيين في ذلك الوقت على دخول صناعة جديدة في مصر.
طروادة الجديدة
واستطردت: «طرة هي مكان المصنع وأسميتها طروادة الجديدة، فأجد أن الزمان يعيد نفسه فلكي أصب للمصنع من الداخل والخارج استغرق سنتين، وحكاية كوتسيكا لم تتوقف عند اليونانين فقط ولكن كانت هناك أيادي مصرية تعمل بداخله».
ولفتت العبسي الى أنه يجب نلقي الضوء على دَور اليونانيين في ثورة 1919، فرغم تاثرهم وتضررهم الكبير، إلا أنهم استمروا في حب مصر، حيث قال السفير اليوناني وقتها الدماء اليونانية تذهب في ظل الحرية المصرية.