المبعوث السابق للاتحاد الأوروبى في القرن الإفريقى: الحرب فى إثيوبيا تهدد بتدمير البلاد
حذر الكسندر روندوس، الممثل الخاص السابق للاتحاد الأوروبي في القرن الإفريقي، من أن إطالة أمد الصراع في إثيوبيا يهدد بانهيار النظام الحالي كما أنه من شأنه أن يزيد الضرر اللاحق بزعزعة الاستقرار في القرن الإفريقي، داعيًا إلى ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع بشكل عاجل.
وقال "روندوس" في مقال نشره "المعهد الملكي للشؤون الدولية"، والمعروف أيضًا باسم تشاتام هاوس، وهي مؤسسة فكرية بارزة مقرها لندن، إن الحرب في إثيوبيا دخلت مرحلة جديدة تهدد استقرار الأمن الإقليمي، ودفعت البلاد إلى الإنهيار الاقتصادي إلى جانب تدمير علاقة إثيوبيا الخارجية بدول الجوار.
وأضاف " منذ اللحظة التي بدأ القتال فيها ، شعر جيران إثيوبيا بخطر غير مسبوق، إذا لم يتم احتواؤه بشكل عاجل، فإن الصراع سيؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل والمطالبات بتقرير المصير واستنزاف الاقتصاد".
وتابع: “لن تكون العواقب محصورة داخل حدود إثيوبيا فحسب، حيث يدور الخلاف الآن حول ما إذا كان يمكن منع بلد يبلغ عدد سكانه 110 ملايين نسمة من الانهيار، وستظهر حينها آثار فشل إثيوبيا في إدارة الصراع، والعلاقات الهشة بينها وبين دول المنطقة والبيئة الاستراتيجية المحيطة بالقرن الإفريقي”.
ونوه بأن ممارسات الحكومة الإثيوبية أدت بشكل كبير إلى تفاقم الحرب واتساع دائرة الصراع، مستنكرًا دعوات أديس أبابا المواطنين إلى حمل السلاح والمشاركة في الحرب ضد قوات تحرير تيجراي، كما أدان تورط إريتريا في الصراع الإثيوبي وتحالفها مع القوات الحكومية الإثيوبية لشن الحرب على تيجراي.
واختتم مقاله "تحولت الحرب التي شنها رئيس الحكومة إلى حل محتمل ضد إثيوبيا نفسها، لا شيء دائم، وقد ينهار الخليفة الحالي للإمبراطورية الإثيوبية، ويجب على إثيوبيا أن تكافح لتجنب انحلال الدولة وتدميرها، كما يتعين على المجتمع الدولي أن يستمر في منح السكان الاعتقاد بأن السلام لا يجب أن يتحول مرة أخرى إلى حرب وحالة من انعدام الأمن الإقليمي".