الكاثوليكية تبدأ صوم الميلاد 9 ديسمبر.. أسباب الاختلاف بين الطوائف في الصوم
تستعد الكنيسة الكاثوليكية بمصر لبدء صوم الميلاد المجيد في 9 ديسمبر المقبل لمدة 15 يوما تنتهي ليلة عيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر وفقا للتقويم الغربي.
وبدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في 25 نوفمبر، صوم الميلاد المجيد، الذى يستمر لمدة 4 يومًا، وينتهى ليلة عيد الميلاد، 7 يناير المقبل.
صوم من الدرجة الثانية
ويعتبر صوم الميلاد من أصوام الدرجة الثانية، لأن العقيدة المسيحية تسمح خلاله بأكل السمك، عدا يومى الأربعاء والجمعة.
و"صوم الميلاد" من الدرجة الثانية، خلال فترة صوم الميلاد تسمح الكنيسة بتناول السمك، على خلاف الصوم الكبير الذى ينتهى بعيد القيامة، تمنع فيه الكنيسة تناول الأسماك تمامًا، لأنه يعد صومًا من أصوام الدرجة الأولى، وقد سمحت الكنيسة بأكل السمك في بعض الأصوام للتخفيف عن الأقباط بسبب كثرة أيام الصوم واحتياج البعض للبروتين الحيواني.
وستكون طقوس الصوم مختلفة هذا العام بشكل نسبى، بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا، إذ ستقام غالبية الصلوات وفقًا لإجراءات احترازية، على رأسها حضور أعداد محدودة.
ولفتت المُصادر إلى أنه خلال صوم الميلاد المجيد تقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكثر من قداس على مدار اليوم بحجز مُسبق، منعًا للازدحام بين الأقباط خلال إقامة قداسات الصوم، مؤكدًا أن الكنائس الأرثوذكسية بالإيبارشيات المختلفة تتخذ كل الإجراءات الاحترازية من حيث التباعد الاجتماعي وفردًا في كل دكه وارتداء الكمامات، وذلك منعًا لانتشار فيروس كورونا المُستجد.
إغلاق الأديرة في صوم الميلاد
وتبدأ أديرة القبطية في غلق أبوابها تزامنًا مع بدء صوم الميلاد، وذلك كعادة الرهبان والراهبات الأديرة بإغلاق أبواب الأديرة ومنع استقبال الزوار، وذلك لحاجة رهبان الأديرة بقضاء خلوة صوم الميلاد.
أسباب أختلاف الأحتفال توقيتات الأصوام بين الكنائس
فسَّر الأب جورج جميل، راعى كنيسة عذراء السجود، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، اختلاف الكنائس فى توقيتات عيد الميلاد وصومه وبداية الصوم الكبير والاحتفال بعيد القيامة المجيد باختلاف العمليات الحسابية بين الكنائس.
وتابع: حتى مجمع نيقية سنة 325 كان مسيحيو العالم يحتفلون بعيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطى أو المصرى القديم، الموافق 25 ديسمبر حسب التقويم الرومانى أو الميلادى أو ما يعرف باليوليانى الغربى.
وأضاف: «ظل العالم الغربى يعتمد التقويم اليوليانى المتوافق تمامًا حينذاك مع التقويم المصرى حتى جاء البابا غريغوريوس الثالث عشر، بابا روما سنة 1582، فلاحظ أن الاعتدال الربيعى بعد أن كان يقع فى 25 برمهات الموافق 21 مارس فى أيام مجمع نيقية سنة 325، أصبح يحدث فى يوم 11 مارس فى سنة 1582».
وواصل: «كان هذا نتيجة خطأ فى حساب طول السنة، إذ كانت السنة فى التقويم اليوليانى تُحسب على أنها 365 يومًا و6 ساعات، لكنها فى الحقيقة حسب الحسابات الفلكية التى أجراها الفلكيان ليليوس وكلفيوس، حينذاك، 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، أى أقل من طول السنة اليوليانية بفارق 11 دقيقة و14 ثانية، وتراكم هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325 حتى عام 1582 تسبب فى وجود عشرة أيام تراكمية على التاريخ، أى تجمع هذا الفرق مكونًا يومًا واحدًا كل 128 سنة».
واستطرد: «أمر البابا غريغوريوس بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادى (اليوليانى) حتى يعود 25 ديسمبر لموقعه كما كان منذ مجمع نيقية، وسمى هذا التعديل بالتقويم الغريغورى، فنام الناس يوم الخميس 5 أكتوبر 1582 وأصبحوا يوم الجمعة 15 أكتوبر فى جميع أنحاء إيطاليا».
وواصل «تقرر عدم احتساب السنوات القرنية، أى التى تحتوى على الصفرين، كسنوات كبيسة طالما لم تقبل القسمة على 400 من دون باقى، وعلى ذلك كانت سنة 1600، و2000 كبيستين فى كلا التقويمين اليوليانى والغريغورى، أما السنوات 1700- 1800-1900 فكانت كبيسة فى التقويم اليوليانى فقط (والقبطى أيضًا)، وكانت بسيطة فى التقويم الغريغورى».
وأضاف: «معنى ذلك أن يكون الفرق بين التقويم اليوليانى والتقويم الغريغورى ثلاثة أيام كل 400 سنة، يتم استقطاعها من التقويم الغريغورى لضمان رجوع الاعتدال الربيعى وكذلك الأعياد الكبرى الثابتة إلى ما كانت عليه أيام مجمع نيقية».
واستكمل: «وضع البابا غريغوريوس قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد (25 ديسمبر) فى موقعه الفلكى، وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة، وهو ما عُرف فيما بعد بالتقويم الغريغورى الذى عمل به الغرب إلى يومنا هذا، وفى تلك السنة أصبح 29 كيهك (عيد الميلاد المجيد) يوافق 7 يناير (بدلًا من 25 ديسمبر)، لأن هذا الفرق قد أصبح 13 يومًا».
وتابع: «بخلاف ما سبق يعتبر الاحتفال بانتهاء الصوم موحدًا فى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، أو بفارق أسبوع أو أكثر، وذلك يرجع للاعتدال الربيعى واكتمال البدر».
وأوضح: «يكون العيد موحدًا عندما يكتمل البدر للمرة الأولى بعد الاعتدال الربيعى، ويكون اليهود أنهوا أسبوع عيدهم قبل الأحد الأوّل الذى يأتى بعد اكتمال البدر، لذلك يأتى العيد موحدًا».
وأوضح: «يحدث فرق الأسبوع فى الاحتفال بالعيد، لأن البدر يكون اكتمل فى السماء للمرة الأولى بعد 21 مارس، لكن بما أن الأحد هو من ضمن أسبوع فصح اليهود، فلذلك تؤجل الكنيسة الأرثوذكسية العيد أسبوعًا كاملًا لكى ينتهى الفصح اليهودى، وبالتالى يحدث فارق الأسبوع».
واستطرد: «يحدث فارق العيد بـ٥ أسابيع عندما يتم الاعتدال الربيعى، ويصبح القمر بدرًا فيحتفل الكاثوليك بالفصح فى الأحد الأول بعد ذلك، بينما يكون أسبوع عيد اليهود لم يبدأ بعد، فتنتظر الكنيسة الأرثوذكسية ليعود القمر ويصبح بدرًا مرة ثانية، وبالتالى يكون قد مرّ عيد اليهود، فتحتفل بعيد الفصح حينها».