دموع رشوان توفيق تفتح الملف.. رأي الدين والقانون في «عقوق الوالدين»
لا يُصدق، يبكي، يتساءل، لسان حاله وكأنه يُِحضر بذاكرته شريط عمره معهم فيتذكر كم قضى من العمر في تربية أبنائه، كم من التضحيات بذلها من أجل رؤية ابتسامة ترسمها الفرحة على شفاهم، كبروا فبدل أن يحنوا عليه قسوا، فكان الجفاء جزاؤه، عاد ليتساءل لم الجفاء؟ ما كان مني لهم سوى الإحسان.. سوى أن وهبتهم أملاكي وقبل منها عمري"، الدموع هنا تتناثر، معوضة غياب الإجابة، ليعيش وحده لحظات "قهر الرجال" وعلى يد ابنته كأنه يعيش أحداثًا درامية ضمن عمل فني تراجيدي جديد.
كانت هذه هي الحالة التي يعيشها الفنان رشوان توفيق بعد رفع ابنته وزوجها وحفيده قضية عليه بسبب بعض الأمور المادية بينهما، الأمر الذي جعله يصف الشعور، الذي يعيشه حاليّا بأنه أقسى تجربة مرت عليه طوال سنوات حياته الطويلة، وهو الأمر ذاته الذي جعل المجتمع يثور غضبًا وحزنًا على هذا الرجل الحنون المعروف بطيبته ودماثة خلقه ووفائه الشهير لزوجته، وحبه لبناته، ليتسارع الكثير معتذرًا له، والبعض متبرعًا بالدفاع عنه لرد حقه الذي يحاول يسلبه منه أقرب من له، مستشيطًا غضبًا من هذا العقوق.
وتعليقًا على الواقعة وغيرها من وقائع جحود الأبناء في حق الآباء قال ربيع محمود من علماء الأزهر الشريف لـ"الدستور" إن ما قامت به نجلة الفنان رشوان توفيق وزوجها، يعد عقوقًا كبيرًا له، وأكد أن الله سبحانه وتعالى، وضع عقوق الوالدين بعد أمره للناس بالتوحيد وعدم الشرك به، مدللًا على ذلك بقوله تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا"وأشار أن اغضابهما هو أولى الكبائر فمن يغضبهما يخسر دنياه وآخرته، ولا يُلاقي حسنًا مهما فعل من خير، وهو متسبب في غضب والديه منه.
وأهاب بكل من فعل سوءا بأبيه أن يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه بمصالحتهما، لعله ينال رضاهما ويصلح أكبر ذنب اقترفه بحياته، قبل أن يفوت الأوان ولا يكون للندم قيمة.
وأوضحت الدكتورة سناء عبدالحميد، أستاذ الشريعة، أن ماحدث مع الفنان رشوان توفيق يدل على سوء أخلاق الابنة مهما كان تفاصيل الأمر، مشيرة إلى أنه لا ينبغي إغضاب الأب أو الأم لأي سبب حتى ولو كانوا كافرين فهنا نرافقهما في الدنيا حسنًا كما أمرنا الله، فما بالنا أن كان إغضابهما بسبب أمور مادية رخيصة، ليس لها قيمة أمام رضاء الأب والأم والذي هو مرتبط برضاء الله.
وأشارت إلى أننا نعيش حاليًا حالة من الاضطراب فى الأخلاق المصرية، والتي نعانيها داخل البيت والمجتمع والشارع، مشيرة إلى أنه يجب العودة إلى الانضباط مرة أخرى، كما يجب أن نستغل قضية الفنان رشوان توفيق، لتنبهنا لقضية الأخلاق التى باتت في غاية الانهيار، مطالبة بتدريس مادة للقيم والأخلاق فى المدارس، وتعليم الطلاب كيف يتعاملون مع أبائهم بأدب واحترام، واحترام الكبير بشكل عام.
العقوبة القانونية
ومن الناحية القانونية أوضح المحامي بالاستئناف العالي محمود بركات لـ"الدستور" أن هناك مناشدة داخل مجلس النواب بمناقشة مشروع قانون عقوق الوالدين من أجل تنفيذه للتصدى لهذه الظاهرة وحماية الآباء والأمهات من اعتداءات الأبناء سواء بالقول أو بالفعل أو بإهمالهم، موضحًا أن القانون الحالى لا يتضمن أى عقوبات رادعة حيث لا تتجاوز مدة الحبس فى قضايا عقوق الوالدين شهرين ولا تفعل هذه القوانين.
وتابع أنه يتضمن هذا الاقتراح للقانون 3 سنوات سجنًا وغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعقوق والديه سواء بالسب أو القذف أو الإهانة أو الترك، وتضاعف العقوبة إذا ترتب على الفعل إحداث أضرار صحية بأى من الوالدين".