معجزة «كازانوفا»
كشف المخرج الإيطالى الشهير، فيديريكو فيلينى، عن أسرار تقديمه شخصية «كازانوفا»، بطل فيلمه «Fellini›s Casanova» الصادر عام ١٩٧٦، الذى يعد من أشهر الشخصيات السينمائية التى ظهرت على الشاشة الكبيرة.
وقال «فيلينى»: «كازانوفا، كما صوره المؤلف، هو إنسان مثقف حاد الذكاء ويحل العمليات الحسابية المعقدة بسرعة غريبة، ويتقن التمثيل المسرحى، ويتحدث الفرنسية واللاتينية واليونانية، وصديق للويس السادس عشر ومدام بامبادور، ومسيطر على الكنيسة والقصر، وله قدرة هائلة على جذب النساء لممارسة الحب».
وأضاف: «حاولت أن أصور تلك الشخصية فى فيلمى، فصنعت رجلًا جميلًا لكنه مُخنث، شجاع لكنه عصبى، شخصية غير سوية كريهة لا يستطيع أحد أن يحبها، ثم اخترت الممثل الأمريكى دونالد ساذرلاند لتجسيدها». وعندما وصل «ساذرلاند» العاصمة الإيطالية روما، كان فى استقباله رينو كاريونى، ماكيير أفلام «فيلينى»، الذى استعد لهذه الشخصية بأدوات كثيرة تسمح له بخلق تلك الصورة التى رسمها المخرج لـ«كازانوفا»، وشكله الذى حدده كرجل طوله ١٩٤ سم، وله أنف معقوف وفم صارم وشفتان رفيعتان وذقن مدببة، إلى جانب جبهة عالية وعيون فيها مرارة.
وفى إحدى مراحل التصوير، يتحوّل «كازانوفا» إلى رجل عجوز، وهنا ألبسه الماكيير وجهًا كاملًا به تجاعيد، وجلدًا من البلاستيك الخفيف، وباروكة صلعاء، ما جعل «ساذرلاند» يرتعد حينما رأى وجهه فى المرآة.
وقال الماكيير إن تركيب وجه «كازانوفا العجوز» كان يستغرق ٣ ساعات ونصف الساعة من العمل المتواصل يوميًا، وطوال هذه الفترة يجلس «ساذرلاند» صامتًا دون حركة فى خضوع تام.
