رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيده.. كيف ارتبطت رأس مارمرقس الرسول بعمرو بن العاص؟

مارمرقس
مارمرقس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بعيد تذكار ظهور رأس مارمرقس الرسول مؤسس المسيحية في مصر، و يترأس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلوات القداسات الإلهية بمقار مطرانياتهم بإجراءات احترازية مشددة.

ووفقا لكتاب  التاريخ الكنسي "السنكسار"، ظل جسد القديس مار مرقس ورأسه معا في تابوت واحد حتى سنة 644 م، وكان هذا التابوت محفوظا في كنيسة بوكاليا أو دار البقر، وفي أحد الأيام من سنة 644 م، دخل أحد البحارة العرب إلى الكنيسة فوجد التابوت وتوهم أن فيه ذهبا ووضع يده في التابوت.

وتابع كتاب التاريخ الكنسي،  فوقعت يده على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في أسفل المركب، ولما عزم القائد عمرو بن العاص على المسير أبحرت كل السفن وخرجت من ميناء الإسكندرية، ما عدا تلك السفينة التي بها الرأس فلم تتحرك رغم محاولات البحارة في بذل جهودهم لإخراجها. عند ذلك علموا أن في الأمر سرا.

وتابع  "السنكسار"، فأمر عمرو بن العاص بتفتيش السفينة فوجدوا الرأس مخبأة فيها فأخرجوها من السفينة واحتفظ بها عمرو وبعدها تحركت السفينة حالا، ففهم عمرو بن العاص ومن معه أن تأخر السفينة كان بسبب وجود الرأس المقدسة فيها فأحضر البحار الذي خبأها فأعترف بجريمته فعاقبه.

وواصل الكتاب،  ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط وكان هو الأنبا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثون وكان هاربا ومختبئا بأديرة الصعيد فكتب له عمرو بن العاص خطابا بخط يده يطمئنه ويعطيه الأمان ويطلب منه الحضور، فحضر البابا بنيامين واستلم منه الرأس، بعدما قص عليه عمرو بن العاص المعجزة العظيمة التي حدثت منه، و أعطاه عشرة آلاف دينار ليبني بها كنيسة عظيمة على أسم صاحب هذه الرأس فشكره البابا واحتفظ بالرأس في قلايته بدير مطرا إلى أن يتم بناء الكنيسة.

 وأضاف ثم بدأ في بناء الكنيسة التي عرفت باسم المعلقة بالإسكندرية الكائنة في شارع المسلة بالثغر، ولكنه لم يستطع إكمالها فأتمها خليفته البابا أغاثون وكرسها في مثل هذا اليوم ووضع فيها الرأس المقدسة.

وكان من طقس رسامة البطاركة أن يتوجه البابا ثاني يوم رسامته إلى رأس مار مرقس الإنجيلي الرسول وبصحبته الأساقفة والكهنة والشعب، فيضرب المطانية "metanoia" أمام الرأس المقدس ثم يرفع البخور أمام الرأس ويقرأ مقدمة إنجيل مرقس.

 ويختم الصلاة بالتحليل والبركة ثم يدخل إلى حجرة وحده. ويأخذ الرأس المقدسة ويضعها في حجرة، ويعريها من الكسوة القديمة ويكسوها بكسوة جديدة من الحرير ويخيط عليها وبعد ذلك يظهر للناس وهي في حجرة ليقبلوها واحدا واحدا حسب رتبهم.