الوحدة تدفع فاطمة للإنضمام للباقيات الصالحات استثنائيًا: «دبت الروح فيا من تاني»
عاشت شبابها في هدوء وسعادة برفة زوجها كانت حياتها لا يشغلها سوى عملها كموظفة وبيتها الذي لم تكن طلباته كثيرة ولم يأذن لها الله بالذرية فتبنت بنت أخيها الذي يسكن في الأقاليم وأتت بها لتربيها وتعيش معها في القاهرة وكانت الأمور مستقرة حتى بدء الزمان يسحب البساط من اسفلها تدريجيًا فبعد سنوات فارق زوجها الحياة ورفضت أن تتزوج مرة ثانية وفاء له وحتى لا تأتي لابنة أخيها وابنتها بالتبني بزوج أم ومع مرور الوقت تقدم شاب لخطبة أبنتها وتزوجها لتشعر فجأة بأنها وحيدة في هذه الحياة خاصة وأن كل شخص أنشغل في مدارات الحياة لتقرر شد الرحال لمؤسسة الباقيات الصالحات.
تقول فاطمة الزهيري السيدة السبعينية لـ«الدستور» أن الوحدة كانت قاتلة فلم أكن أنام الليل وكان شعور الملل لا يفارقني كل ذلك ممزوجًا بالخوف وفي إحدى المرات أثناء متابعتي للتليفزيون شاهدت الدكتورة الراحلة عبلة الكحلاوي تتحدث عن مؤسستها "الباقيات الصالحات" والتي ترعى مرضى الزهايمر ورغم كوني لا أعاني من هذا المرض إلا أنني شعرت بحب شديد بمجرد رؤية الدكتورة قررت حينها أن أغادر وحدتي الموحشة وانضم للمؤسسة.
وأضافت: قادتني قدماي إلى المؤسسة وقوبلت بالرفض في البداية من الأمن ورفضوا دخولي لكوني لست مصابة بالزهايمر لكني صممت على مقابلة الدكتورة عبلة وعلى الفور قابلتني نزيلة بالمؤسسة استثنائيًا عقب علمها بقصتي.
ووصفت فاطمة شعورها بعد قبولها بالمؤسسة وأمضت فيها سنوات قائلة "لاقيت نفسي هنا" مشيرة إلى أنها وجدت الصحبة والإهتمام وتشعر بسعادة غامرة بالمعاملة والرعاية حيث عبرت قائلة وعلى جبينها ترتسم بسمة واسعة "بيدلعوني هنا وبيقولولى يا طمطم".
وعن اللحظات الصعبة التي مرت بها قالت "لم يمر علي يومًا أصعب من يوم وفاة الدكتورة عبلة الكحلاوي شعرت كأن أمي ماتت رغم كونها اصغر مني".