«مخلي وسندوتشات».. «أماني» تكافح ببيع الأسماك المملحة لتربية أبنائها (فيديو)
بابتسامة رقيقة لاتفارق وجهها، ممتزجة بتعبيرات جدية لبداية يوم عمل جديد، تقف أماني الشهرة بـ«أم حنين» بداخل محل لبيع الفسيخ بمنطقة ميامي شرق الإسكندرية، وبجوارها أبنائها، ترتدي قفازًا ممسكة بأدوات عملها السكين والمقص، وتحضير الأطباق والخبز، تتلقي الطلبات، وتبدأ في عملها بتجهيز الوجبات من خلي الفسيخ والرنجة لتصبح جاهزة للأكل أو عمل سندوتشات الفسيخ وسلطة الرنجة التي اشتهرت بها في منطقة عملها.
تقول أماني السيسي لـ«الدستور» إنها من مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وجاءت إلى الإسكندرية قبل 3 سنوات، حيث كانت تريد أن يكون لها محلها الخاص في المدينة الساحلية لبيع الفسيخ التي ورثت سر صنعته أبًا عن جد حيث أن عائلتها تمتهن مهنة صناعة الفسيخ والأسماك المملحة، ووالدها لديه محل في مدينة دسوق.
وأوضحت أنها تعلمت المهنة من والدها، حيث كانت تساعده في العمل وهي في عُمر الخمس سنوات، وتعرفت على جميع ما يخص تلك المهنة هي وأشقائها من والدها، وكانت دائمًا تتمني أن يكون لها محل في الإسكندرية، بسبب توافد الكثير من أهالي الإسكندرية لشراء الفسيخ من دسوق، وعندما انتقلت مع أسرتها منذ 3 سنوات للإسكندرية تشاركت مع أشقائها في محل لبيع الفسيخ.
وتابعت أنها عقب انفصالها عن والد أبنائها، بدأت بالتفكير أن يكون لها محلًا خاص بها وبأبنائها حيث لديها 3 من الأبناء، حنين 18عامًا، وجنى 12عامًا، وأحمد 10 سنوات، قائلة:«الحمد لله بدأت أعتمد على نفسي من خلال عملي بالمحل، ليكون مصدر دخل لأولادي».
وأشارت إلى أن أبنائها يتواجدون معها ويساعدوها في العمل، رغم أنهم في البداية لم يكونوا لديهم أي تفاصيل عن تلك المهنة، ولكن بعد أن صار لدينا محل خاص بنا، أرادوا مساعدتي، وطلبوا أن يتعلموا، لافتة أن «جنى» ابنتها الصغرى تساعدها في كل شئ في خلي الفسيخ والرنجة، حتى انها تعتمد عليها في أمور كثيرة، بالإضافة إلى ابنها الصغير الذي بدأ التعلم، خلال الاجازة، مؤكدة أن الدراسة خط أحمر، ومع بدء العام الدراسي الجديد أكدت عليهم أن ينتبهوا لدراستهم وعدم تواجدهم في المحل إلا ساعة فقط في اليوم.
وعن طريقة تمليح الأسماك وخاصة الفسيخ، لفتت أن طريقة العمل هي سر الصنعة التي اتقنتها، متابعة أن الفسيخ ينقسم حسب الملوحة إلى الملح الخفيف والوسط والمالح، كما أنها تعمل على خلى الفسيخ والرنجة، وعمل أصناف من سلطة الرنجة، وبطارخ بالطحينة، فضلًا عن سندوتشات الفسيخ والرنجة التي اشتهرت والتي لاقت إقبالًا كبيرًا عليها من الفتيات والشباب والكبار، وتتراوح سعرها بين 15 إلى 25 جنيهًا، حسب كمية الفسيخ في السندوتش.
وقالت إنها تعرضت للكثير من الانتقادات والمضايقات، مؤكدة أنه يوجد من يشجعها ويدعمها، ويوجد من يحاربها ويحبطها، ومن يريد أن تغلق محلها بل ويستولي عليه، لافتة أنها في البداية تتأثر بما تتعرض له، ولكن الآن أصبح ذلك بالنسبة لها قوة ودليل على أنها سيدة ناجحة استطاعت أن تواجه الكثير من المشاكل من أجل أبنائها.