والد سائق «توك توك» عثر على جثته في مصرف بالمنيا: «ولا ألف طفل يعوضوني عنه»
لو ظللت أنجب ألف طفل لن أستطيع تعويض "طه" الشاب الذى تحمل المسؤولية وكان ملتزما لدرجة أن وجهه كان منيرا وقد حزنت عليه القرية كلها.. احتسبت نجلى عند الله لكنى رفضت استقبال العزاء حتى تهدأ النار بداخلي ويتم القبض على الجناة.. هكذا بدأ جمال أبو اليزيد والد الشاب طه جمال 20 سنه سائق التوك توك الذي عثر عليه مقتولا وملقى داخل مصرف المحيط.
من داخل منزله بقرية صفط اللبن التابعة لمركز المنيا والذي أصبح يسكن أركانه الحزن والألم والحسرة وتغطي أرضيته دموع والد ووالدة وشقيقات الشاب المجني عليه طه يروي والده جمال أبو اليزيد "القصة الكاملة" لواقعة العثور على نجله مقتولا.
يقول والد المجني عليه خرج "طه" في يوم مقتله بالتوك توك وكان يقف فى أول القرية على كوبري بصفط اللبن، وذلك حوالى الساعة الحادية عشر، حيث طلبت منه أن يأتي لتناول الطعام لكنه رفض وأكد لي أنه سيتناول طعامه عقب عودته من عمله لكنه لم يرجع مرة أخرى.
يضيف والد طه أنه بعد تأخر نجله عن العودة إلى المنزل قمت بالاتصال به على هاتفه إلا أن الموبايل كان مغلقًا ومع مرور الوقت وعدم عودته أو اتصاله بي شعرت بالقلق الشديد فخرجت من المنزل وتوجهت إلى الموقف وقمت بالسؤال عنه فأخبرني أحد الأشخاص أنه رأى توك توك طه في أحد الأماكن القريبة من قرية نزلة الفلاحين التابعة لمركز المنيا.
وعلي الفور والكلام لوالد الشاب المجني عليه أسرعت الى هذا المكان الذي دلني عليه هذا الشخص مستقلا "توك توك" وعندي وصولي وجدت التوك توك الخاص بنجلي يقف على أحد جانبي مصرف المحيط فقمت ومن معي بالبحث عن ابني، وفوجئت بحذائه الذى كان يلبيه بقدمه على الأرض فتملكني اليقين في هذه اللحظة أن مكروها قد أصاب ابني، فواصلنا البحث عنه فى المياه حتى عثرنا عليه ملقى في المياه مفارقا الحياة فحملناه إلى المستشفى لكنه كان قد فارق الحياة.
يشير جمال أبو اليزيد والد طه سائق التوك توك ، أن نجله هو الوحيد على الولد على شقيقاته الأربع، وكان رجل بمعنى الكلمة ولم يكن قد مضى على حصوله على الإعفاء من التجنيد أكثر من 20 يوم لأنه وحيد علي بنات وكان يحلم السفر الى الخارج خاصة وأن اقاربنا يعملون في دولة الإمارات وكان يجهز أوراقه للسفر ،لكنه خلال تلك الفترة قرر أن يساعدني وطلب منى أن يعمل حتى يساعدني في تربية شقيقاته البنات كما أنه رفض أن أساعده في التجهيز لزواجه بعد أن عرضت عليه أن يتزوج، وقرر أن يعمل ويجتهد حتى ينتهى من تجهيز شقته ثم يبحث عن الزوجة، غير أنه فارق الحياة قبل أن يحقق كل أحلامه.
وأكد جمال أبو اليزيد أن طه لم يكن له عداءات أو خلافات مع أي شخص بل كان محبوبا جدا من الكبير والصغار من جميع أهالي القرية الذين حزنوا حزنا شديدا عليه وكانت جنازته مهيبة جدا وخرج الجميع يودعه الوداع الاخير مشيرا إلي أنه أحتسبه عند خالقه وأن شقيقاته ووالدته وجميع من في المنزل أصيبوا بصدمه كبيرة حزنا على فراق طه ، وانا اثق في الأجهزة الأمنية وقدرتهم على ضبط الجناة.