ما حكم الشرع فى جمع رفات الموتى ودفنها فى مقبرة واحدة؟
من الأسئلة التي تصدرت مؤشرات البحث خلال هذه الساعات، وذلك بعد انتشار وباء كورونا المستجد، وتزايد حالات الوفاة، فقد ورد العديد من الأسئلة إلى جروبات الفتوى على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"، حيث يسأل الكثير من الناس عن حكم الشرع في نبش القبور القديمة وجمع رفات الموتى ودفنها في مكان واحد وذلك من أجل بناء مقابر أخرى جماعية، وذلك نظرًا لعدم وجود أماكن آخرى لديهم للدفن إلا في هذه الأماكن فقط، علمًا بأن أسعار الأراضي مرتفعة ولا توجد أموال لشراء مقابر جديدة.
وعند الرجوع إلى لجنة الفتوى التابعة للجامع الأزهر، فقد ردت على كل ما يدور في أذهان الناس حول مسألة نبش القبور لبناء مقابر جديدة بدلا منها، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار.
حيث ورد إلى لجنة الفتوى بالأزهر، فتوى مشابهة لما يسأل عنه رواد التواصل الاجتماعي بكثرة، فقد يقول: هل يجوز نبش القبور القديمة وجمع ما تبقى من عظام ودفنها، وذلك لإقامة فسقية جماعية للعائلة نظراً لعدم وجود مكان آخر في القرية للدفن إلا هذا المكان؟.
وأجابت اللجنة قائًلة: إنه لا يجوز نبش القبور إلا للضرورة القصوى , والضرورة تقدر بقدرها، بشرط ألا يؤدى ذلك إلى إهانة الموتى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) رواه أبو داود برقم 3209.
وتابعت اللجنة خلال ردها على ما ورد إليها من فتوى حول حكم الشرع في نبش القبور، وعليه فلا يجوز نبش القبور، ولا نقل الموتى إلى مكان آخر إلا إذا دعت الضرورة لذلك كما قررت الشريعة الإسلامية الغراء قال تعالى (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) {البقرة/173} ومن القواعد الفقهية ( الضرورات تبيح المحظورات).