«البودشيشية»: التصوف مهمته إصلاح المجتمع ونسعى لخلق مفهوم جديد
أكدت الطريقة القادرية البودشيشية على لسان نجل شيخها الدكتورمنير القادرى البودشيشي، أن التصوف يسعى إلى إصلاح الفرد والمجتمع وذلك من خلال الفكر الوسطى الذى يدعو إليه التصوف فى المحافل والملتقيات العلمية والدينية كما أن التصوف يسعى إلى خلق مفهوم جديد يعتنى بالواقع المعاصر.
أوضح البودشيشي، فى تصريحات السبت: أن الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى تلعبان دور محورى خلال الفترة الأخيرة، هذا الدور الذى ظهر جلياً فى الملتقيات العلمية التى يتم تنظيمها منذ ما يقرب على 15 عام، حيث أكدت هذه الملتقيات على أن التصوف له أهميه بالغه جعلت العالم كله ينظر إليه نظره إعجاب وتقدير واحترام، فالتصوف يرفض التطرف ويدعو للوسطية والتسامح.
وتنتسب الطريقة القادرية البودشيشية إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبه بواسطة الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب "سيدي علي بودشيش" لكونه كان يطعم الناس أيام المجاعة -طعام الدشيشة - بزاويته.
ومن بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في الشيخ سيدي المختار بن محي الدين (ت 1914) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955) الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبركية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصَّله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة.
وتابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من الشيخ الحاج العباس ثم ابنه سيدي حمزة و سيدي جمال باعتبارهم الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملوا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا.
فقبيل وفاة الشيخ أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارث سره، وقد كان هذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة، وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس؛ إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته.
وبعد وفاة سيدي العباس سنة 1972 أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي، كما نصَّت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبة والموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.