حتى أولادي هجروها.. أحمد حجاب يحمل لواء «الزنكوغراف» بالإسكندرية (صور)
أحمد حجاب واحد من أواخر العاملين في مجال الزنكوغراف، وهو مجال صناعة الأختام واللافتات اليدوية، وهي الصناعة التي اقتسمها العرب واليهود في الإسكندرية لسنوات طويلة خلال القرن التاسع عشر.
وفي محال صغيرة في حي المنشية مارس اليهود المهنة وبرعوا فيها وكانت أعداد العرب بينهم محدودة، فكانوا يقيمون ويعملون بجوار معبد منشه الشهير الذي أعيد ترميمه وافتتاحه، وفقط اثنين من العرب فقط امتلكوا متاجر صغيرة في هذا المكان، واستمر الوضع حتى هاجر اليهود من الإسكندرية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.
وظلت المنطقة المشهورة بالحرف اليدوية تقدم أفضل فنون الزنكوغراف وتبرع فيها وانتقلت ملكية المتاجر واحدًا تلو الآخر إلى المصريين والعرب في المنشية، ومن بين هذه المتاجر كانت ورشة حجاب التي مازالت تمارس المهنة وتقدم خدمة الزنكوغراف حتى الآن.
يقول أحمد حجاب، وريث المتجر وأحد آخر العاملين بالمجال: "مهنة الزنكوغراف هي مهنة صناعة الأختام وطباعتها واللافتات اليدوية وكلها تصنع بطريقة يدوية، اتعلمتها من والدي وتدربت على يديه، ونجحت في تطويرها، ولكن كباقي الحرف اليدوية تعاني المهنة من الاندثار، نظرًا لعزوف الشباب عنها لصالح المهن الأكثر سهولة والتي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير".
يضيف لـ"الدستور": "حاولت أعلم ولادي المهنة علشان تفضل المهنة والورشة مستمرة من بعدي لكن للأسف ولا واحد فيهم مقتنع أو عايز يتعلمها وكلهم اتعلموا حرف تانية أو بعدوا عن العمل اليدوي".
يتحدث حجاب عن صعوبات المهنة والتي تبدأ بصناعة الأختام لكونها تصنع معكوسة حتى تصبح صحيحة عند طباعتها على الورق، نفس طريقة عمل المرأة، ولكن اللافتات لا تحتاج إلا سوى موهبة كبيرة من الرسم، وإتقان الكتابة فقط.
وتواجه المهنة خطر الانقراض بسبب لجوء الكثيرين إلى اللافتات المطبوعة بالكمبيوتر وهي أكثر سهولة في طباعتها وأسرع، وهو ما يجعل المنافسة معها أمر مستحيل.
ومازالت أمنية حجاب الوحيدة أن ينجح في توريث مهنة الآباء والأجداد إلى أحد أبنائه حتى يضمن أن تستمر الورشة في عملها لنصف قرن آخر من الزمان.