كمال مغيث: أحلام المصريين لعبت دورا في إعادة صياغة صورة مصر
قال الدكتور كمال مغيث، خلال فعاليات مناقشة كتاب"كل المدن أحلام" للشاعر جرجس شكري في مبنى قنصيلة الثقافي، المدن أحلام بالفعل لأنها لعبت دورا مهما في إعادة صياغة صورة مصر من خلال أحلام المصريين، فأنا من الفلاحين ولو سافر شقيق لي للقاهرة لمدة أيام فكنا نزروه باعتباره أصبح شخصا مختلفا.
وأضاف مغيث مازحا، جرجس شكري رئيسي من الناحية البيروقراطية، فأنا رئيس سلسلة "حكاية مصر" وشكري أمين عام النشر بقصور الثقافة، وعلى اي حال هو يتراوح ما بين شاعر وناقد وموظف بيروقراطي، مشيرا إلى أن شكري يجعل الموظف البيروقراطي في أضيق المساحات ويجعل له هامش وأحييه على ذلك.
وأكمل " جئت للقاهرة من الباجور محافظة المنوفية،، وكان العالم في القاهرة شئ آخر فهنا كانت الكهرباء والانوار وصور الممثلات وأنا اتصور ان هذا الامر لعب دورا مغايرا في رؤيتنا فكل المغيرين في مصر جاءوا من الأرياف مثل الطهطاوي ولويس عوض ومصطفى النحاس.
- القاهرة في الستينيات كانت قابلة لأن تكون أوروبية
وعقب على سياق حديث الدكتور نبيل عبد الفتاح قائلًا:" في الستينيات كانت القاهرة قابلة لأن تكون أوروبية وكان وما زال في أذهاننا أن كل شخص حر في لبسه ومعتقده فيها، ومن الناحية النظرية كان الخديوي اسماعيل قد بنى القاهرة وكان تعداد سكانها لا يتجاوز 6 مليون نسمة، وحين جئنا نحن إليها وافدين عام 1971 كانت الزيادة السكانية قد وصلت إلى 35 مليون نسمة، ولم تكن هناك مشاكل في تلك الزيادة، فأنا أعتقد أن القاهرة بقت على حالها حتى بعد 100 عام كاملة".
- كتاب "كل المدن أحلام"
يذكر ان كتاب جرجس شكري "كل المدن أحلام" يروي فيه مشاهداته في أوروبا وغيرها أثناء رحلاته إلى العديد من الدول المختلفة.
وجرجس شكري مواليد 1967، ناقد مسرحي بمجلة "الإذاعة والتليفزيون"، صدر له "بلا مقابل أسقط أسفل حذائي"، "رجل طيب يكلم نفسه"، "ضرورة الكلب في المسرحية "، "والأيدي عطلة رسمية"، تُرجمت أشعاره إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية والسويدية والهولندية، وصدرت مختارات بالألمانية من الدواوين الثلاثة الأولى في سويسرا عام 2004، وكذلك صدرت ترجمة بالألمانية لديوان "والأيدي عطلة رسمية" في برلين. وفي عام 2017 صدرت الترجمة الألمانية لديوان "تفاحة لا تفهم شيئاً"، ولشكري أيضاً العديد من الإصدارات في النقد المسرحي، وقد حصل كتابه "الخروج بملابس المسرح" على جائزة الدولة التشجيعية عام 2018.
صدّر جرجس شكري كتابه بقوله: "هذه الصفحاتُ ليستٰ سوى محاولةّ لتفسيرِ وتعليلٍ الدهشةَ بما شاهدتُ في أوربا ومحاولةٍ لاكتشافِ الذاتِ حينَ ذهبتْ إلي عالمٍ مختلفٍ تماماً، فقد كنتُ أراقبُ الحياةِ بكلِّ تفاصيلها وأراقبُني أنا أيضاً في محاولةٍ لتفسيرٍ دهشتي مما رأيتُ، فحينَ نبتعدُ نرى أنفسَنا بشكلٍ مختلفٍ تتجلي الحقيقةُ، نرى المشهدَ أكثرَ عمقا، ثمٌّة مشاعرٌ وأفكارِ تطفوعلي السطحٍ حين يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في مكانٍ آخرَ، وهذا ليس كتابٌ عن الرحلاتِ أوعن أوربا بقدرِ ماهو رحلةٌ طويلةِ سافرتُ فيها إلي نفسي في الماضي والحاضرِ والمستقبلٍ عَبْرَ هذه المدنِ، فما إن كانتْ قدماي تطأُ أرضَ المطارِ وأصعدُ إلي الطائرةِ أغوصُ في أعماقي لا أعرفُ خوفاً أو فرحاً، أوهرباً، التصقُ بي تماما، أسافرُ إلي طفولتي وشبابي، تتجسدُ أمامي تفاصيلُ مشاهدٍ لم تخطرْ لي ببالٍ من قبلُ، أتذكرُ طفولتي وسنواتِ الدراسةِ والبيتِ وأصدقائي، أتذكر الموتى والجنازاتِ التى مشيتُ خلفَ أصحابِها حتى مثواهمِ الأخيرِ، أتذكرُ الأحياءَ، أمشي في الشوارعٍ وأنامُ في الغرفِ فأعودُ إلى حياتي في الطفولةِ، تتراكمُ أمامي سنواتٌ وشهورٌ وأسابيعٌ وأيامٌ ،أسافرُ بعيداً وكأنَّ الطائرةَ تتوجهُ إلى الماضي تسافرُ بي عبرَ الزمنِ قبلَ أنْ تعبرَ المكانَ".