علي جمعة: البرزخ هو الحد الفاصل بين الحياة والموت الذي يمنع الأرواح من الرجوع إلى الدنيا
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، لقد التقيت في أحد المؤتمرات صحفي كبير فسألني عن البرزخ وقلت له: «إن مصادر معرفتنا بالغيب الكتاب والسنة وفوجئت به يتكلم عن ولاية الفقيه، وأنه ينزعج وينفر من أن يكون هذا حالنا ولذلك يقول: لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، وإنه لا تزال عندنا قوة دينية تتحفز وتنتظر، وفي نهاية كلمته وفجأة حشرني بصورة مضحكة، حيث يقول: (هل أضرب لك أمثلة للأسئلة السخيفة والإجابات الأسخف، أدهشني والله فضيلة الدكتور علي جمعة وهو يتحدث عن مراحل انتقال الروح من البرزخ إلى مش عارف فين وكيف سألوها وقالت وسألوها، سيادة الدكتور من أين لك هذا الكلام الذي لا في القرآن ولا في الحديث)، ولا أريد أن أنبه الأستاذ إلى أن لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة التي يذكرها كانت تحتم عليه ألا يتدخل فيما لا يحسنه وألا ينفي ما لا يعرفه وكأنه من الحفاظ الكبار والأمر ليس كذلك، والله أعلم بما هنالك، وعليه أن يترك الدين لأهله ولعلمائه، وأنه أكبر من هذا الحشر المضحك بين بداية المقال وآخره، وأن الأسئلة السخيفة والإجابات السخيفة قد نزهنا الله عنها، وربنا يؤجرنا في مصيبتنا فإنا لله وإنا إليه راجعون».
وتابع جمعة عبر صفحته «فيس بوك»: «أما البرزخ فهو الحد الفاصل بين الحياة والموت الذي يمنع الأرواح من الرجوع إلى الدنيا، ففي قوله تعالى في سورة المؤمنين: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:99-100]، وإن كان هذا النص لا يروق عقائد غير المسلمين مثل الديانات الشرقية التي تدعي تناسخ الأرواح، فهذا لا يعنينيا لأن لدينا حقائق من القرآن والسنة، وتبين الآية حقيقة وجود البرزخ وأن الروح لا تعود مرة أخرى فعلى الأستاذ الكبير ألا يندهش، ويعرفون الغيب من خلال هذه المصادر التي يقدسونها، وأظن أن السخافة هي في قضية التناسخ وتحضير الأرواح وأخرج الإمام أحمد في مسنده (164/3)، والترمذي الحكيم في نوادر الأصول (671/1) حديث (924) -واللفظ له- عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وإن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى، فإن كان خيرا استبشروا به، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تميتهم حتى تهديهم كما هديتنا)، ورواه أيضا الإمام أبو داود الطيالسي حديث (1794) من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا، ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير (129/4) وفي الأوسط (53/1) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين».
وأضاف: «الروح عند المسلمين وعند كل أهل الأديان لا تفنى بخلاف الملاحدة والماديين، ويقول الإمام القرطبي في التذكرة (ص160 من طبعة مطبعة دار الفاروق): وكل من يقول: إن الروح تموت وتفنى فهو ملحد، وكذلك من يقول بالتناسخ: إنها إذا خرجت من هذا ركبت في شيء آخر: حمار أو كلب أو غير ذلك، وإنما هي محفوظة بحفظ الله: إما منعمة وإما معذبة، (انتهى كلام القرطبي)».