يلقب بعمود الدين.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد رحيل البابا كيرلس الأول
تُحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا السبت، بعيد رحيل البابا كيرلس الأول البطريرك الـ24 والملقب بعمود الدين.
- من هو عمود الدين؟
وُلِدَ البابا كيرلس عمود الدين في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، من أسرة عريقة في الإيمان. وتتلمذ في شبابه على يدي خاله البابا ثاؤفيلس البطريرك الـ23 فأحب قراءة الكتب المقدسة وسِير الآباء القديسين، واهتم بحفظ الألحان الكنسية والتسبحة.
ثم درس بالمدرسة اللاهوتية العلوم والفلسفة واللاهوت ونبغ فيها.مضى القديس إلى برية شيهيت وترَّهب على يدي القديس الأنبا سيرابيون، فنما في الفضيلة والمعرفة الروحية والعبادة والنسك واستدعاه خاله ورسمه قساً بالإسكندرية، وخدم فيها بنشاط وجذب الكثيرين بتقواه وعفته، فأحبه الجميع، وبعد نياحة خاله اختاره الأساقفة والأراخنة بطريركاً وتمت رسامته فاهتم برعاية شعبه وتعليمه.
- مُقاومته للبدع والهرطقات
عندما جلس على الكرسي قاوم البدع والهرطقات وَرَّدَ على مقالات يوليانوس الجاحد، وألغى الحكم الصادر من خاله ضد القديس يوحنا ذهبي الفم، ووضع اسمه في مجمع القديسين،ولما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية تصدى لها.
فبعث في موعد عيد القيامة رسالة فصحية لجميع كنائس العالم، شرح فيها كيفية اتحاد اللاهوت بالناسوت كاتحاد النار بالحديد الذي حين يُطرقه الحداد يقع الطرق على الحديد دون النار، مع كون النار متحدة بالحديد بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير فالنار تظل محتفظة بطبيعتها النارية والحديد يظل محتفظاً بطبيعته الحديدية، وقد أرسل رسالة لنسطور شرح له فيها العقيدة المستقيمة، وترجاه أن يرجع إلى صوابه، فلم يستجب نسطور لها.
فأرسل له البابا كيرلس رسالة أخرى ليوضح له فيها خطورة ما اعتقد به. كما بعث إليه بوفد ليتدارسوا مع نسطور عقيدته لكنه رفض مقابلتهم. فجمع البابا مجمعاً من أساقفة الكرازة المرقسية للنظر في هذه البدعة، وحكم على نسطور بالهرطقة، وأضاف مقدمة قانون الإيمان. وبعث بقرار المجمع المقدس إلى كنائس المسكونة، ومن بينها القسطنطينية.
فأرسل نسطور إلى سلستين بابا روما محاولاً أن يستميله إليه ولكن كيرلس أرسل رسالة إلى بابا روما شرح فيها وجهة نظره فعقد بابا روما مجمعاً حرم فيه نسطور، ورد على رسالة كيرلس برسالة ترك له فيها حرية التصرف لثقته في حكمته.
- تجريد نسطور
عَقَدَ القديس كيرلس مجمعاً ثانياً في الإسكندرية، اتخذ فيه قراراً بالتمسك بقرارات المجمع السابق وبمطالبة نسطور بالتوقيع عليها ولكن نسطور رفض التوقيع، فتدخل الإمبراطور ثيئودوسيوس، ودعا لانعقاد مجمع مسكونى بأفسس، رفض نسطور أن يشارك فيه.
فبدأ المجمع بقراءة دستور إيمان نيقية والقسطنطينية ورسالة البابا كيرلس إلى نسطور وردود نسطور عليها فحكم المجمع على نسطور بالهرطقة، وحرمه وخلعه من كرسيه وتم تجريده من الكهنوت.
وقد نالت البابا كيرلس شدائد كثيرة بسبب هذا القرار، من يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين المناصرين لنسطور، ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك هذا وقد نفي الإمبراطور نسطور سنة 435 إلى أخميم، وقد شرح هذا البابا كثيراً من الأسفار الإلهية كما وضع بعض الإضافات لقداس القديس مار مرقس الرسول، وهو القداس المعروف حالياً باسم القداس الكيرلسى، كما وضع بعض الألحان عن العذراء مريم الثيئوطوكوس، ولما أكمل سعيه الصالح تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.